«النقابات المهنية» تدعو لإنشاء تحالف وطني لدعم الدولة ضد الإرهاب

دعا نقباء النقابات المهنية، الإثنين، لوضع خطة شاملة لمكافحة الإرهاب تتمثل في إنشاء محاكم خاصة للإرهابيين وإجراء تعديلات قانونية لمكافحته، بالإضافة إلى إنشاء تحالف وطني من النقابات لدعم الدولة ضد الإرهاب، مشددين خلال مؤتمر صحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط، الإثنين، على ضرورة تغيير الفكر والفن والثقافة المجتمعية.
وقال سامح عاشور، نقيب المحامين، إن الحل الحقيقي لمواجهة الإرهاب يتمثل في وضع نظام شامل لمواجهته، وليس معناه أن نتخذ إجراءات استثنائية لأنها ستتنافى مع حقوق الإنسان، ولكن يجب أن يكون هناك محاكم خاصة وقانون إجراءات جنائية خاص للتعامل معها.
وأضاف «عاشور» أن القانون الحالي لا يساعد على مكافحة الإرهاب، ومن ثم أُطلق دعوة دستورية لوضع نظام محدد لمواجهة الإرهاب، وثانيا لابد من وضع خطة المسح الشامل للتصدي للإرهاب لأن استخدام المدنيين كدروع بشرية للاختباء بينهم أو التعامل باسمهم بما يجعل المجتمع المدني الحالي يدافع عنهم، يضع هناك صعوبة على أي قائد حقيقي في التصدي لهم.
وتابع: «لابد أن نضع خططا لمسح سيناء مسحا كاملا بالشخص والأسرة والقبيلة، وأعتقد أن المجتمع السيناوي حاليا مهيأ لذلك»، مشيرا إلى أن «الأمر الآخر يتمثل في ضرورة أن يكون هناك تنمية شاملة، وأن يكون هناك خطاب جديد يفتح حوارًا بين الدولة والنقابات المهنية، فلم تطلب الحكومة في أي يوم معلومة من النقابات تتعلق بالتنمية، وهذا الأمر يجب أن يأتي في إطار شامل لدعم الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب، خاصة وأننا عماد المجتمع المصري».
وأردف النقيب، قائلا: «أدعو لتشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية، كي يصير بيننا حوار مشترك من أجل أن نتقدم خطوات فيه وأن نمد أيدينا للدولة المصرية ونقول إننا جاهزون للدفاع عن الوطن بما لدينا من إمكانيات وقدرات»، مشددا على أن مواجهة الإرهاب بالفكر ليس هو الحل الحقيقي، لأنه حل طويل المدى بالرغم من أهميته، ولكن لابد من تحقيق السبل المذكورة جميعها للوصول لنتائج حقيقية، مشيرا إلى أن نقابة المحامين تكفلت بكافة النفقات والرسوم لإنهاء الإجراءات القانونية لأسر الشهداء سواء المتمثلة في إعلامات الوراثة أو الدعم القانوني.
ومن جانبه، ذكر عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين: «اتفق مع ما قاله نقيب المحامين من أننا في حاجة للاتحاد لمواجهة الإرهاب هذه الأيام»، داعيا لتشكيل لجنة مصغرة لتنظيم زيارة لمسجد الروضة في شمال سيناء، باعتبارها بداية للمجتمع.
وأوضح «سلامة» أن حادث الروضة هو الأكثر بشاعة في تاريخ مصر، فضلا عن أن عدد الشهداء قابل للزيادة في ظل وجود بعض الحالات الخطرة للمصابين، إلا أن هناك عددا من الرسائل الإيجابية الناجمة عن هذا الحادث، وهي ضرورة وقوف الشعب المصري بجانب أهالي سيناء والاتجاه نحو تنمية سيناء، والرسالة الثانية أن الإرهاب لا يفرق بين مسلمين ومسيحيين، خاصة أن الأقباط طالما عانوا من خطر الإرهاب واعتقدنا أنهم فقط المستهدفون، ولكن الحادث أثبت أن الإرهاب يستهدف الشعب المصري باكمله، مشددا على أن الإرهابيين بلا عقل أو دين، بل تخطوا الحيوانات التي لديها بعض الألفة، مبديا ثنائه على حديث شيخ الأزهر يوم الجمعة بأن الإرهابيين لابد أن يقتلوا، مشيرا إلى أن النقابات المهنية اقتربت من نصف المجتمع المصري، ودورها الحقيقي تجفيف منابع الإرهاب، التي لن تجفف إلا من خلالنا كنقابات، والرئيس السيسي أشار في حفل المولد النبوي لأهمية أن يكون هناك حملة تنوير كبرى للمجتمع، حتى تغتال كل هؤلاء الظالمين، وبالتالي لابد أن نكون نحن حائط الصد الأساسي.
واعتبر أن الدولة الإسرائيلية هي المستفيد الوحيد من النزاعات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، فما يحدث هو وخطط شيطاني يعمل به العديد من أجهزة المخابرات، وهم ما سينكسر أمام مخططات التنمية التي تتم حاليا، داعيا الحكومة لأن تكون أكثر انفتاحا على النقابات المهنية لأن ذلك الأمر هو الكتلة الصلبة التي يقوم عليها المجتمع.
فيما أثنى على حسن، رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، على دعوة نقيب الصحفيين بالذهاب لمسجد الروضة والصلاة هناك، مؤكدا أن حماية دور العبادة واجب وطني، مثلما فعلنا في الكنائس وذهبنا للمشاركة في الصلوات بالكنائس عقب الأحداث الإرهابية التي كانت تتعرض لها.
وذكر أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية: «في البداية نتقدم بواجب العزاء لأسر الشهداء الأبرار الذين استشهدوا في حادث مسجد الروضة»، مشيرًا إلى أن الحادث يعتبر الأكثر بشاعة في تاريخ مصر، وعلى الفور اجتمعنا في النقابة وذهبنا لمسجد الروضة على الفور كأول جهة تتوجه بوفد عقب الحادث.
وأضاف أن الإرهاب ليس فقط من قتل الأبرياء والشهداء، ولكن يجب أن نبحث دائما ماذا نقدم نحن، فحينما توجهنا إلى بئر العبدتوقفنا كثيرًا، وقبلها زرنا المصابين في الإسكندرية، ووجدنا أن هناك محافظات لا يوجد بها فن ولا ثقافة ولا دار سينما واحدة، فعندما تنسحب الدولة من الإنتاج الدرامي يصبح الفن بلا قيمة، لافتا إلى أن الأعمال الدرامية تتحدث عن الاستعدادات لموسم رمضان المقبل، والسؤال هو: هل وضع أحد على أجندته مكافحة الإرهاب؟، فالفن يسير في طريق والبلد تسير في طريق آخر، فأهالي سيناء ضحايا إرهاب وفكر وفن وثقافة، مشددًا على أن القوى الناعمة تلعب دورا في مواجهة الإرهاب. واتفق زكي مع دعوة «عاشور» لتشكيل تحالف وطني من النقابات، وأن نطلق على هذا العام «عام مكافحة الإرهاب»، ويبدأ من التعليم بالمدارس والجامعات.
بينما ذكر حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين، أن «المعركة الحالية تكاد تكون أخطر من حرب أكتوبر التي شرفت بتغطيتها للإذاعة المصرية، فالمعركة غير نظامية وليست مقصورة على عناصر من الداخل، إنما نحن نواجه معارك إرهابية من الداخل والخارج في وقت واحد، وهو ما يزيد خطورتها، واتضح من الحادث الأخير أنه كان هناك تنسيق مع مخابرات أجنبية بشكل يكشف لنا حجم الخطر المحدق بنا»، مضيفا: «أرجو أن تكون دعوة إنشاء تحالف وطني من النقابات توصية رسمية لهذه الندوة، وعلينا أن نلبي دعوة نقيب الصحفيين بزيارة بئر العبدوإقامة شعائر صلاة الجمعة هناك».