أقامت الدار المصرية اللبنانية ندوة وحفل توقيع لكتاب «أنا من أهوى 600 طريق إلى العشق» للشاعر أحمد الشهاوي، في السابعة مساء الثلاثاء وتحدث في اللقاء الناقد والمفكر الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة المصري الأسبق، والناقد الدكتور محمد الشحات، وأدار اللقاء الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ورئيس مجلس إدارة الدارالمصرية اللبنانية، وشهدت الندوة حضورا كثيفا لعدد كبير من الكتاب والشعراء والصحفيين والأكاديميين. وفي كلمته وصف الدكتور شاكر عبدالحميد تجربة الشهاوي بقوله إنه واحد من أصحاب الأساليب الخاصة وإن نصه نص يستعصى على التصنيف بين ثنائية الشعر والنثر وبحكم تكوينه الثقافي والفكري له مرجعيات معرفية عديدة تستند إلى التراث العربي بروافده الكثيرة. وفي كلمته قال الدكتور الشحات إن أحمد الشهاوي سعي في كتابه الأخير «أنا من أهوى: 600 طريق إلى العشق»إلى تدشين كتابة نثر- شعرية تقع في تلك المنطقة البينيّة الفاصلة جماليًا وثقافيًا بين جنسي الشعر والنثر العربيين عبر رصد تجربة صوفية يمكن الرهان على الكثير مما أفرزته من جماليات ومقولات تحاول رأب المسافة بين «التصوّف بوصفه سلوكًا إنسانيًا» و«التجربة الصوفية بوصفها تجربةً جماليةً لغويةً» تعتمد طاقة المجاز ومفردات البلاغة العربية من رموز وتشبيهات واستعارات وكنايات، وغيرها. ولأن الشهاوي يدرك خطورة تلك اللعبة الجمالية، خصوصا عندما يقتات نصّه هذا على روح شعرية النثر الفنّي القادم من أعماق مدوّنة النثر العربي ومرويّاته المتعددة التي ترتكن إلى بلاغة التوحيدي والنفري والحلاج ومحيي الدين بن عربي عبرهذا التصور، بني الكتاب على ستة فصول/ فصوص (هي: «آية الكهرمان»، «نثر الماس»، «شذور الذهب»، «سورة اللؤلؤ»، «بهجة الياقوت»، «زمرد الجنة»). وكل فصل، أو فصّ، منها يتكون من مئة مقطع أو شذرة متباينة في الطول؛ فيكون مجموعها ستمئة في العدد الكلي، لكنها ستٌّ في الأصول الكبرى فضلاعن ذلك، يسعى الكتاب إلى التعامل مع مقولة «العشق» بوصفه كائنا حيّا يمتاح من صورة الإنسان الكامل عن ابن عربي مثلا من هنا، تنهض تسميات الفصول على استدعاء طاقة الأحجار الكريمة من كهرمان وماس وذهب ولؤلؤ وياقوت وزمرد، بكل ما تستدعيه ألوانها الصفراء والحمراء والخضراء الزرقاء، وبكل ما تشكّله جماليا من استعارات لونية تُلهب مخيّلة القارئ وتحثّه على ممارسة التأويل الحرّ. فيما قال الدكتور شاكر عبدالحميد إن كتاب «أنا من أهوى: 600 طريق إلى العشق» تجربة جمالية مهمة وجديرة بالقراءة والتأمّل والتحليل النقدي. فهي تحقق الحضور التأثيري الكثيف لروح الصوفيين الأوائل وقد تنوع معجم الشهاوي بين الدلالات الصوفيه الروحية كما نقف على من كتاباته على مفهوم العشق بشقيه الروحي الصوفي والمادي الملموس فضلا عن حضور الحواس الإنسانية ولعلني أعتبر أن كتاب الشهاوي هو محاولة للنظرللحياة والعشق من خلال لغة محكمة مفعمة بالدلالات والإشارات والحدس الإنساني. وتنقلنا تجربة الشهاوي في هذا الكتاب إلى عالم الحب بمعناه الكوني والكلي حيث نري الحب وقد صار كائنا حيا من خلال هذه الكتابة ويصبح الحب كائنا متمثلا في إنسان وفق قول ابن عربي ومرتبطا بعوالم الليل والنهار والأشجار والطيور كما نقف على حضور قوي لروح المتصوفة وقناعاتهم خاصة الحلاج وابن عربي والنفري ونقف على حضور قوي للحالات المرتبطة بالتصوف مثل الحيرة والمجاهدة والألفة والاغتراب والأسطورة ونوع من البحث عن المرأة ككل وليس كمجرد أنثي أو حبيبة أو عشيقة وإنما هي موجودة بحالاتها وأنماطها أختا وصديقة وأما وعشيقة وابنة باعتبارها رمز كوني أساسي ومحوري للحياة كما نجها في كل حالاتها برية ورقيقة ومراوغة وحنونة ومتوحشة ورقيقة. ويُذكر أن الدار المصرية اللبنانية تتهيأ حاليا لإصدار الطبعة الثالثة من الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في نهاية 2016 وقد شهدت هذه الفاعلية حضورا حاشدا ضم صحفيين ونقاد وأكاديميين وشعراء وروائيين وكان من بين الحضور الروائي ابراهيم عبدالمجيد وميسون صقر وفارس خضر والسيد محمود وعلي عطا ومحمد الشاذلي.
