خايف يا صاحبي بموتك يبتدي موتي.. مهي ناس توصل في ناس وكلنا مروحين بس إحنا حتى إن رحلنا برضو مش رايحين.. هنعيش في ريم وفي مراد وفي دندنات الولاد بغنوة فارشة على ممشى الشقى رايحين «المطرية 23 سبتمبر 1940 بتولد على بحيرة المنزلة مدينة صيادين الحياة فيها كل لحظة مغناه بشكل أو بآخر الإنسان بيعيش حياته بيغني أو بيتغنى له من لحظة الميلاد للحظة ما بيرحل عن العالم والشعر بيسحره، الأب شاعر أثقلته كثرة العيال بيكتشف وأنا في سن 10 أني بعرف أكتب شعر فبيعلمني، ومن هنا بقيت شاعر سواء مع الإخوان في طفولتي وبعدها في حزب مصر الفتاة لحد ما خرجت إلى القاهرة لميلاد جديد.. أنا سيد حجاب». منذ سن العاشرة بدأ سيد حجاب والذي يصادف اليوم مولده كتابة الشعر يسمع والده وهو يلقى أشعار على الصيادين، فيبدأ الاهتمام بموهبته يعلمه العروض وكل الفنون، بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة انتقل حجاب إلى الإسكندرية للالتحاق بكلية الهندسة، وهناك تفتحت آفاق جديدة من الشعر والأدب والمسرح أمامه ويواصل الكتابة مع إتقاد موهبته الكبيرة وتناميها. في الإسكندرية عالم المسرح القومي، والحياة الثقافية هناك فتحت أمامه الباب ليستكمل حياته الشعرية إلا أن سببا آخر جعله يرتحل إلى الإسكندرية، حيث كان مقررأ الالتحاق بقسم المناجم، بجامعة القاهرة، وهنا قرر حجاب أن تكون تلك الرحلة بداية تعارفه الجاد على حياة الشعراء والاهتمام بالنشر. مع قدومه إلى القاهرة بدأ سيد حجاب في نشر قصائده باللغة العربية الفصحى ولم يكن قد كتب بالعامية، قرأ قصائده الدكتور محمد مندور ليقرر تقديمه للتليفزيون والصحف معتبراً أنه أحد أهم المواهب الصاعدة في الأدب والشعر، بعد فترة نشر حجاب قصائد له باللغة العامية للمرة الأولى وهنا تعرف عليه الشاعر الكبير صلاح جاهين. «عم صلاح» أو هكذا اعتاد ال«عم سيد حجاب» وصفه بداية التعارف بين الاثنين كانت بسبب الشاعر فؤاد قاعود أثناء تسجيل إحدى الأغنيات دخل حجاب كما يروي على جاهين بدأ التعارف بين الاثنين، حيث طلب منه الأخير إلقاء الشعر عليه ليعرف حجم موهبته. يحكي الشاعر الراحل سيد حجاب عن تفاصيل اللقاء الذي تسبب في حبه للشعر العامي يقول: «بدأت إلقاء الشعر أمام صلاح جاهين، وجهه متجهم لا يبتسم كل ما يصدر عنه إشارة قول كمان، انتهت القصيدة الأولى والثانية وفي الثالثة فوجئت بالوجه العبوس المكشر يضحك وينتفض ليحتضنني ثم يهتف (كدا بقينا كتير يا فؤاد)». يضيف حجاب: «ابتدت رحلة مرافقتي لصلاح جاهين، شغلني ولم يتركني ورشحني للكتابة في أكثر من عمل اتبناني بالمعنى الحقيقي، وكان له نصيحة ذهبية (اللي تعرف تكتبه في سطرين متكتبهوش في تلاته)». استكمل حجاب رحلته الفنية في القاهرة ليؤسس مرحلة جديدة هي «تترات المسلسلات» حيث لم يكن متعارف عليها كثيراً أو بالشكل الذي قدمها سيد حجاب فيما بعد ليثري هذا العالم «الفقير» في تلك الفترة، حيث لم يكن هناك من يكتب للمسلسلات وانتشر (رصاصين الكلام). المرحلة الفاصلة في تاريخ سيد حجاب كانت منتصف الستينيات، حيث بدأ يضجر من وصفه شاعر المثقفين وهو الذي عاش يحلم بأن يكون صوت الصيادين البسطاء في قريته، حيث البيئة التي خرج منها، وهو ما دفعه لتغيير الطريق ليكون شعبياً من الشعب وإلى الشعب، وهنا كانت البداية، حيث شارك بكتابة أغنية «يا طير يا طاير طير على بلدى بلغ سلامى لوالدى ولولدى ولأم ولدى ولكل أحبابى لناس بلدى أنا هنا في أسوان أنا عامل والسد طالع بايدى علشانى بدى أشوف اخوانى ومش طايل.. وكل عامل أخ للتاني.. مهما نشيل القلب مش شايل.. غير ابتسامة وحب وأغاني» وهي الأغنية التي قام الموسيقار محمد فوزي بتلحينها. المرحلة الأخرى الهامة كانت الشراكة بين حجاب وعمار الشريعي فكم الأعمال التي قدمهما الكبيران ولاقت نجاحا كبيرا يؤكد الكيمياء الخاصة بينهما، فقد قدما كما كبيرا من تترات وأغنيات المسلسلات، والأغنيات المستقلة التي قدمت في ألبومات كبار النجوم، إلى جانب تجربتهما في ألبومي الأطفال اللذين يحملان عنوان «أطفال أطفال» و«سوسة» والتي كانت من أنجح التجارب الغنائية للطفل حتى يومنا هذا. ومن أبرز تترات المسلسلات التي جمعت بين شعر سيد حجاب وموسيقى عمار الشريعي الأيام، ليالي الحلمية، أرابيسك، أبوالعلاء البشري، الشهد والدموع والليل وآخره وغيرها من الأعمال المشتركة حتى بعد رحيل شريكه عمار الشريعي واصل حجاب رحلته مع الشعر الغنائي وتترات المسلسلات. وكان من بين أشهر كلماته ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء وواخدنا ليه فى طريق ممنوش رجوع أقسى همومنا يفجر السخرية وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع في أحد أكثر الأيام التي عشقها سيد حجاب ذكرى ثورة 25 يناير رحل الشاعر الكبير عن عمر ناهز ال77 عاما بعد صراع مع المرض ليترك وراءه إرثاً يعيش لسنوات وسنوات.
