كثيرا ما نسمع من يستهزئ باحكام الاسلام قائلا ذلك لا يهم الناس فى شئ والاهم من اللحية وتقصير الثياب وما الى ذلك الاهتمام بالحياة والعمل والانتاج حتى نتقدم ولست ادرى نتقدم الى اين اذا كنت انت تشغل نفسك بمستقبلك ومستقبل اولادك فى هذه الحياة فالمتدين ايضا يشغل نفسه بمستقبله ومستقبل اولاده فى تلك الحياة وما بعد تلك الحياة الموت حقيقة لا يمكن الهروب منها الحياة تغر الانسان فتجعله ينسى الموت وينس ما بعده وانشغال المتدين باحكام ربه حتى لو بدت لك انت غير مهمة والاهم الانشغال بالحياة هو سبيله لارضاء الله عزوجل حتى يفوز فى الحياة الاخرة التى يؤمن بها ايمانا تاما وهو فى ذلك لا يفرق عن بقية البشرية على مدى تاريخها فكل الحضارات القديمة لم يتبق منها الا ما يدل على مدى اهتمام الناس فى ذلك الوقت بالحياة الاخرة من الفراعنة الى الرومان معابد ومقابر قد تستغرق عشرات السنين فى البناء وكنائس واديرة كذلك هذا ما تبقى من الانسان القديم لكن الانسان الحديث مع فقدانه لعقله وانغماسه فى تلك الحياة التافهة السخيفة التى هى عبارة عن تنافس غير شريف لجنى اكبر قدر من المتع والملذات التى هى عند البعض اهم من اتباع سنة او الجدال حول بدعة او السعى لنصرة مسلم او مسلمة ولكن فقدان المرء للنظرة الايمانية للحياة وما بعدها تجعله يزن كل شئ بميزان ظاهر الحياة الدنيا فهو دائما ما يبحث عن الفائدة والمنفعة الحاصلة من فعل او قول او سلوك ولا يستطيع فهم ان تلك الاحكام هى ما تربى المرء على الطاعة فهو يطيع الله رغم ما قد يلاقيه من امثالك الذين يسخرون منه ويتحدثون عنه بكبر واستهزاء وحينما ينجح فى مواجتك ومواجهة امثالك بالصير على الطريق الذى يسير فيه فهو يتقدم خطوة نحو بناء مسلم كامل الاسلام وايمان يختلج الفلب و العقل والشعور حينما يستطيع فى جداله ان يحافظ على ادب الخلاف والا يتعصب لقوله وانما يسمع من مخالفه بادب ويرد عليه بادب حتى يصلا الى نتيجة توحد بينهما ولا تفرق فهذه خطوة لاشك فى طريق الايمان حينما يصبر على البحث والنظر فى الكتاب والسنة حتى يتأكد من صحة قوله فهذا انشغال فى طلب العلم ما اعظمه من انشغال حينما يعتاد ان يجعل الحياة همه الثانى والدين همه الاول حينما يتعالى على ملذات الحياة كما تتعالى انت على حقائق الشرع والايمان فتلك خطوة فى طريق الايمان اما من يتبع ظاهر الحياة من مصلحة ومنفعة وهدف دنيوى لابد وان يكون من كل فعل ومن كل سلوك حتى لو كان حكما ربانيا فهولاء ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة غافلون ) حينما غوى أبليس واقسم ان يغوى آدم وبنيه بنفس الطريقة لتى غوى هو بها هل تذكر كيف غوى ابليس لقد نظر الى حكم الله نظرة عقلية وجادل فيه وفند وقال انه لا يصح لمخلوق من نار أن يسجد لمخلوق من طين ذهب إلى آدم وحواء بعد أن أمرهما الله أن يأكلا من حيث يشاؤا إلا من تلك الشجرة قال لهما لماذا من تلك الشجرة بالذات لابد وأن وراء هذا الحكم سبب وعلة استعملا عقليكما فكرا فى الحكم ولا تفكرا فى النص وهذه آفة الفكر الأبليسى والابليسيين انهم لا ينظرون بعقولهم فى النص وانما ينظرون بعقولهم فى الحكم ذاته فبزنونه بميزان ظاهر الحياة الدنيا يزنوه بالمصلحة والمنفعة والمعنى والعلة فغوى آدم وعصى ربه وغوى ابناءه وما زالوا يغوون بنفس الطريقة الابليسية ولاشك ان هناك طوائف ممن ينتسبون الى الحركة الاسلامية يفكرون بنفس الطريقة التى يفكر بها اصحاب الفكر الابليسى وهو المنفعة والمعنى والعلة غير ناظرين الى النص اصلا ومن هؤلاء الاخوان الذين لم يستطيعوا مجابهة اعداء الاحكام الشرعية فكانوا يتنازلون ويتنازلون حتى يرضوهم عنهم ولكنهم لم يستطيعوا ارضاءهم بعد ان اسخطوا الله عليهم يحكى حسن البنا فى مذكراته عن احد الشباب فى مسجد فى الاسماعلية سأله عن قراة سورة الكهف يوم الجمعة فغضب حسن البنا واخذ يعدد له كل ما اختلف عليه المسلمون من احكام وعبادات مثل فراءة سورة الكهف وقال له خير لنا ان ننشغل بما يجمعنا ولا يفرقنا. ولكن الحق ان نقول خير لنا ان ننشغل بما ارادنا الله ان ننشغل به فرب العزة هو الذى اراد لنا ان نبحث ونتجادل ونختلف وكل ذلك فيه من الفوائد ما قلته سابقا لان هذه هى التربية الحقيقية التربية على الطاعة اما حسن البنا فكانت تربيته فى معسكرات الكشافة على تحمل المشاق والسباقات وما الى ذلك مما لا ينتج مسلما مطيعا لله متمسكا بكتابه وسنة نبيه وانما انتج تلك الحالة الرثة من جماعة تتلقى الاهانات يوميا بدم بارد اغضب اعدائها واصدقاءها معا اصبحت لا تعبأ بان تتسبب فى اهانة الدين نفسه التى تدعى انها تمثله كل ذلك بسبب التنازلات التى تربى عليها الاخوان حتى اصبحت بالنسبة لهم هى الدين. الدين ان تتنازل عن الدين لم يستطع حسن البنا ان يسير على سنة النبى صلى الله علي وسلم فى التربية حينما امر اتباعة ان يتجاهلوا كل ما يتجادل عليه الشباب وكل ما يبحثون فيه ويكتفوا بمعسكرات الكشافة التى انتجت لنا هذا الجيل الخرب . على أستعداد ان يتنازل عن تطبيق الحدود عن الحجاب عن ان تكون كلمة الله هى العليا عن حكم ولاية المرأة على استعداد ان يتولى نصرانى حكم دولة اسلامية ولا يتولى مسلم غير مصرى حكم مصر على استعداد ان يشاركوا فى تشريعات ما انزل الله بها من سلطان ونسوا قول الله تعالى ( وقد انزل عليكم فى الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره انكم اذا مثلهم ) وحين تسالهم لماذا تنشغلون بالسياسة يقولون لنصرة الاسلام اى اسلام وهل ابقيتم من الاسلام شئ لم يتبق سوى الصلاة والحج والصيام وكل ذلك لم يتوقف يوما بل لم تجرؤ حكومات الظلم على القول يوما انهم على استعداد لتولى نصرانى او امراة انتم آذيتم الاسلام باكثر مما أذاه اى ظالم حكم هذا البلد من محمد على الى اليوم وحسبنا الله ونعم الوكيل . ملحوظة : لفريق المصرى اليوم هذه ستكون اخر تدوينة لى اذا لم يتم نشرها فى مكانها الطبيعى وتأخذ دورتها مثل اى تدوينة اخرى