عمرو موسى في مصيدة الناصريين (تقرير)

صدرت مذكرات عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، عن دار «الشروق» تحت عنوان «كِتَابِيَهْ»، يتحدث فيها عن سيرته الذاتية في الدبلوماسية والحياة السياسية المصرية. وقع الرجل بعد يومين من توقيع مذكراته في مصيدة هجوم مؤيدي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
من ضمن ما تطرق إليه «موسى» حديثه عن طعام الرئيس الراحل عبدالناصر، إذ قال إن الأخير كان يستورد طعاماً خاصاً لاهتمامه بنظام غذائي، وكان يرسل من قوت لآخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاصة بالريجيم من سويسرا، وكان يأتي لإحضارها رجلاً ضخم الجثة، وكان هو المسؤول عن تسليمها له.
حديث «موسى» عن «ناصر»، دفع محبي الرئيس الراحل ومؤيديه إلى الهجوم عليه. الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، انتقدت حديث الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، وقالت في تدوينة على صفحتها بموقع التوصل الاجتماعي «فيس بوك»: «عمرو موسي بيقول إن عبدالناصر كان بيجيب أكله من سويسرا.. أكيد الريس كان بيبعته هو يجيب الأكل وإلا عرف إزاي؟».
بدوره، قال أحمد حسن، الأمين العام السابق للحزب الناصري، إن حديث موسى عن جمال عبدالناصر مرفوض شكلاً وموضوعاً، موضحاً أن ما قاله يتعارض مع مكانة الزعيم الراحل لدى الشعب المصري، وتجسّدت تلك المكانة في مشهد جنازته.
وأشار «حسن»، في تصريحات تليفزيونية، إلى أن «ناصر أنشأ مصانع عدة، ووفر فرص عمل للشباب، وحقق العدالة الاجتماعية».
الكاتب الصحفي مصطفى بكري، نقل خلال برنامجه «حقائق وأسرار» على فضائية «صدى البلد»، رد سامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر، على عمرو موسى.
وقال «شرف»: «لم يحدث مطلقاً أن استورد عبدالناصر طعامه من سويسرا، الدواء فقط كان يستورده من الخارج. وأتحدى أن يُثبت ادعاءاته.
من ضمن ما تطرق إليه «موسى» في مذكراته، هزيمة 1967، وقال إن القرار السياسي الذي أدى إلى الحرب كان بالقطع خاطئًا، وحساباته غير دقيقة، وتوقعاته غير سليمة، تكاد تصل إلى حد المقامرة، ولم يكن يصح أن نعرّض بلدنا لهذا التحدي المدمر.
في تلك الجزئية، رد سامي شرف، وفق ما ذكره «بكري»، قائلاً: «أزمة 67 أعقد من تسطيحها في كلام فارغ، أدعو عمرو موسى لمراجعة آلاف الوثائق عما جرى في الحرب».
بدوره، هاجم مصطفى بكري، المرشح الرئاسي في انتخابات 2012، وقال إن «طعام جمال عبدالناصر كان الجبنة والخيار. أول مرة أسمع أنه كان يرسل مندوباً لسويسرا».
وأضاف: «عبدالناصر كان بسيطاً في حياته، بسيطاً في أكله وملابسه، ولم يسعى لأن يكون مختلفاً للشعب المصري، عاش مع الناس، ورحل وهو يدافع عن مبادئه. هذا الكلام (عمرو موسى) استفزني».
وتابع: «أول مرة أسمع هذا الادعاء، لم يحدث ولم يرو تاريخيًا، والاستخبارات الأمريكية فتشت في ملف عبدالناصر، وقالوا مقولتهم الشهيرة: (فتّشنا في الملف ولم نجد رذيلة لجمال عبدالناصر)».