حاولت الأجهزة الرسمية في البحرين وبعض الدوائر العربية ورجال الدين من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي وللأسف بعض الرفاق الناصريين في مصر العمل على وصم ثورة 14 فبراير في البحرين بأنها ثورة طائفية ويقصد هنا بأنها تسعي لتحقيق مطالب الطائفة الشيعية، وهنا نحن لا نستغرب أن تصدر هذه الاتهامات من قبل الإعلام البحريني لأنه يمثل النظام الذي لا يرغب بإعطاء هذا الشعب حقوقه ولا يرغب بان يكون شريكا حقيقيا في القرار والثروة، ولكن ما هو غريب أن يقحم بعض العرب أنفسهم لوصم الثورة بالطائفية دون أن يعرفوا الحقيقية أو حتى تاريخ هذا الشعب. شعب البحرين طالب في ثورة 14 فبراير بمطالب هي تشكيل جمعية تأسيسية تقوم بصياغة دستور جديد يتضمن مجلس نيابي كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة، فهل في هذه المطالب أي مطالب تخص طائفة دون أخري؟ هذه مطالب سوف يستفيد منها جميع أفراد شعب البحرين وليس الطائفة الشيعية فقط. إذن لا يوجد في مطالب المعارضة شيء يعني طائفة دون أخري بل هي مطالب وطنية للجميع لذلك حتى تشكيل المعارضة من سبع جمعيات سياسية تضم الإسلاميين واليسار والقوميين والناصريين والبعثيين بما يعني لا تضم تكوينات على أساس طائفي وهي (الوفاق – العمل الوطني- العمل الإسلامي- التجمع الوطني- التجمع القومي – الإخاء الوطني – المنبر التقدمي). الجانب الأخر وهو أن الطائفة الشيعية تشكل أكثر من 60% من تكوين الشعب على الرغم من عمليات التجنيس من العرب وشرق أسيا ولذلك فمن الطبيعي أن يكونوا موجودين في كل تحرك شعبي بل لا يمكن لأي تحرك أن يكتب له النجاح لا يكونوا فيه وهم هنا عندما يكونوا منتشرين في الجمعيات السياسية ليس بصفتهم المذهبية بل بصفتهم الوطنية لذلك هم في التنظيمات الوطنية مثل الناصريين والبعثيين والقوميين وغيرهم. فنحن لا نستطيع أن نوصف ثورة الشعب المصري مثلا بأنها سنية لان الذين كانوا في ميدان التحرير اغلبهم من الطائفة السنية على الرغم من وجود فئات أخري لان الطائفة السنية هي تشكل أغلبية الشعب المصري وهي بالتأكيد يجب أن تكون موجودة في كل تحرك شعبي واغلب من يتحركون يكونون بصفتهم الوطنية وليس المذهبية، وهذا الإسقاط ينطبق على البحرين بالاتجاه الأخر. من هو الذي يصف ثورة شعب البحرين بالطائفية ؟ وهل يملك مصداقية على الصعيد الشعبي؟ نحن نعرف بان هناك شخصيات وطنية تحظي باحترام وتملك مصداقية ولكن من حاول الترويج لثورة البحرين بأنها طائفية هم السلطة والإخوان المسلمين والسلفيين، فالإخوان المسلمين في البحرين ليس لهم مصداقية وهم حلفاء السلطة ورجالها الأوفياء مند تأسيسهم في البحرين ويحظون بدعم رسمي لهم وهم بالتالي يقولون ما تريد السلطة الرسمية قوله، والسلفيين هم أيضا حلفاء السلطة ولا يمكن أن يختلفوا مع السلطة البحرينية أو السعودية لذلك ليس غريب أن يرددوا ويروجوا لما تقوله السلطة البحرينية بل إنهم يتعاملون ببرجماتية كبيره. لذلك فان هذه الترويج عن ثورة طائفية في البحرين باطله لعدم مصداقية من يطلقها من داخل البحرين ولمطالبها الوطنية ولتشكيلة المعارضة الوطنية، وعلى العكس من ذلك عندما شكلت السلطة فريق مؤيد لها وهو تجمع الوحدة الوطنية ضم جميع مشايخ الدين السنة المؤيدين لها والعسكريين بعكس المعارضة المتنوعة في تشكيلها، ومع ذلك فان المعارضة كانت راقيه في خطابها ولم توصف هذا التشكيل بأنه طائفي. رسالتنا هي لبعض الأخوة العرب ممن وصم هذه الثورة بأنها طائفية بان يتراجع عن ذلك بعد معرفته للحقيقة ونحن هنا بالتأكيد لا نقصد الشيخ يوسف القرضاوي الذي تحركه مصالح الأخوان المسلمين ومصالح دولة قطر.