كيف أثر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على صفقة انتقال «صلاح» لليفربول؟ (تقرير)

أعلن نادي ليفربول الإنجليزي تعاقده مع محمد صلاح، نجم نادي روما الإيطالي والمنتخب المصري، مقابل حوالي 37 مليون جنيه استرليني «42 مليون يورو»، لينهي مسلسل صفقة استمرت حلاقاتها على مدار شهر يونيو الجاري، ويعلن عن فصل جديد في مسيرة الفرعون.
وبذلك، يعود «صلاح» للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سبق له وأن لعب في صفوف نادي تشيلسي، خلال الفترة من يناير 2014 إلى يناير 2015، قبل أن يبدأ قصته مع الملاعب الإيطالية، التي استمرت على مدار الموسمين ونصف الماضيين، مع فيورنتينا وروما.
ويعود «صلاح» للدوري الإنجليزي في هذه المرة كنجم كبير، نجح في تطوير مستواه بشكل هائل في الدوري الإيطالي، بعد عام للنسيان مع تشيلسي، فشل خلاله «الفرعون» في الحصول على مكان أساسي بتشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لتشيلسي وقتها، عقب انتقاله من نادي بازل السويسري، مقابل 14 مليون جنيه استرليني.
ومع تألقه الكبير مع روما على مدار الموسم المنصرم، حيث سجل 19 هدف وصنع 15 أخريين لزملاءه، وإصرار الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، على التعاقد معه، اضطر «الريدز» لدفع مبلغ كبير للحصول على خدمات «صلاح»، وصل إلى 37 مليون جنيه استرليني، ليصبح بذلك الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول.
ويعتبر الانخفاض الذي شهده الجنيه الاسترليني مقابل اليورو، نتيجة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 2016، أحد أبرز العوامل التي ساهمت في جعل «صلاح» الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول.
فمنذ انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، شهد الجنيه الاسترليني انخفاضًا كبيرًا مقابل اليورو، لتصبح قيمته الحالية 1.136، خلال تداولات الخميس، مقابل 1.4 كان عليها في نفس الفترة من العام الماضي.
ففي يونيو 2016، خرجت نتيجة الاستفتاء الذي أجري بخصوص بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الإنفصال عنه بموافقة بنسبة 52% من المصوتين على انفصال بريطانيا، لتبدأ منذ ذلك حين رحلة هبوط تدريجي للجنيه الاسترليني.
ومع وصوله لأدنى مستوياته، خلال 5 أعوام، في بداية نوفمبر الماضي، حيث بلغت قيمته «1.106»، شهدت مسيرة الاسترليني رحلات من الهبوط والارتفاع، حتى وصلت، خلال تداولات الخميس، إلى «1.136».
ومع العلم أن التعاقدات في بريطانيا تتم بالجنيه الاسترليني، فيما تتم باليورو في بقية دول أعضاء الاتحاد الأوروبي، فإن «صلاح»، وفقًا لذلك، كان ليحتل وصافة قائمة أغلى صفقات ليفربول، مقابل احتلاله للصدارة خلال الوقت الحالي.
وكان «صلاح» ليأتي خلف البلجيكي كريستيان بنتيكي، مهاجم فريق كريستال بالاس الإنجليزي الحالي، اللاعب الأغلى في تاريخ ليفربول، إذا ما تم حساب قيمة انتقاله باليورو وقتها.
وحصل ليفربول على خدمات «بنتيكي» من نادي أستون فيلا الإنجليزي، في أواخر يوليو 2015، وهو الوقت الذي وصل فيه الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته مقابل اليورو خلال 7 سنوات، حيث بلغت قيمته وقتها «1.42 يورو».
نتيجة لذلك، فإن صفقة «بنتيكي» بلغت قيمتها باليورو وقتها ما يوازي 45.8 مليون يورو، مقابل 42 مليون يورو دفعها ليفربول لروما للحصول على خدمات «صلاح»، الخميس.
وبالتالي فإن «بنتيكي» يتفوق على وصيفه «صلاح» من حيث القيمة باليورو، بحوالي 3.8 مليون يورو، فيما يتفوق «صلاح» على «بنتيكي» بالجنيه الاسترليني، بحوالي 4.5 مليون جنيه استرليني.
وإذا ما كان الجنيه الاسترليني قد حافظ على نفس قيمته، في الفترة التي تعاقد فيها ليفربول مع «بنتيكي»، أو حتى في نفس الفترة من العام الماضي، خلال الوقت الحالي، كانت قيمة «صلاح» لتزيد قليلًا عن 29.5 مليون جنيه استرليني فقط.
إذًا، فإنسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ساهم في جعل «صلاح» الصفقة الأغلى في تاريخ «الريدز»، من حيث حساب قيمة الصفقة بالجنيه الاسترليني، متفوقًا على الإنجليزي آندي كارول.
وانتقل «كارول» لليفربول قادمًا من نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، مقابل 35 مليون جنيه استرليني، في اليوم الأخير من الانتقالات الشتوية لموسم «2010-2011»، وهو الوقت الذي بلغت فيه قيمة الجنيه الاسترليني أمام اليورو «1.167»، ما يجعل قيمة انتقال «كارول» باليورو وقتها تبلغ 40.8 مليون يورو.
وكان «كارول»، قبل الخميس، هو صاحب لقب الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول، من حيث حساب قيمة الصفقة بالجنيه الاسترليني، قبل أن يتفوق عليه «صلاح»، فيما يتفوق «بنتيكي»على الثنائي، إذا ما تمت مقارنة قيمة انتقاله إلى «الريدز» باليورو.