مواطنون عن «عيدية الرئيس»: «تعمل إيه ال30 جنيه مع ارتفاع الأسعار؟»

أثار قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، الثلاثاء، زيادة دعم الفرد الواحد على البطاقات التموينية إلى 50 جنيهاً بدلاً من 21 جنيها، ردود أفعال واسعة بين المواطنين، والذين رأى بعضهم أن تلك الزيادة لا تتناسب مع الارتفاع الكبير لأسعار السلع والتى تضاعفت بشكل غير مسبوق خلال الفترة الماضية، فيما استبشر آخرون خيراً ووصفوا الزيادة بأنها «نفحة جيدة».
وقالت نجوى سُليمان، ربة منزل تقطن فى منطقة الوايلى، إن منظومة التموين الحالية غير مُجدية وغير مُنظمة بشكل عام.
وأضافت نجوى، وهى أم لثلاثة أبناء ل«المصرى اليوم»: «هتفرق إيه.. كدا كدا الأولاد عندى مش مُضافين على كارت التموين الذكى ولا حتى فى العيش، دا غير إن فى كتير من غير المستحقين وبيوصلهم دعم تموينى».
وتعقد الأم الثلاثينية والموظفة بأحد القطاعات الحكومية مقارنة مُقتضبة بين النظام التموينى السابق والحالى قائلة: «زمان كان ممكن أدفع ال20 جنيه وأجيب 1.5 كيلو رز و2 كيلو سكر وكام إزازة زيت، دلوقتى مش بدفع صحيح لكن آخرى إزازة زيت وكيلو سكر، مش مهم الزيادة قد إيه، المهم القيمة الشرائية بتاعتها 50 جنيه دى هتجيبلى إيه». وتشير «نجوى» إلى حقيبة بلاستيكية شفافة تعكس عددا من الدجاجات المُجمدة داخلها وتقول: «دى فرخة مجمدة من المجمع الاستهلاكى، سعرها 38 جنيه، قولى كمان 10 جنيه نعمل مكرونة كدا قفلنا ال50، وماتكلمناش فى فطار وعشاء ولا فاكهة ولا أى مصاريف للأولاد».
وفى طريق عودتها من العمل، عرجت عفاف، موظفة، على سوق سعد زغلول لشراء بعض الاحتياجات المنزلية بأسعار السوق المُخفّضة، بعد أن طحنت موجة الغلاء ميزانيّات الأسر المتوسِطة، بحسب قولها، فلم تعد تستطيع مواصلة التعايُش دون تأثر واضطرار للإجراءات التقشفية، لتعتبر حزمة قرارات التنمية الاجتماعية، ومن بينها زيادة الدعم على البطاقة التموينية إلى 50 جنيها للفرد الواحد، قرارات متأخرة، كان لا بُد من اتخاذها قبل أشهُر لدعم المواطِن.
وتنتمى عفاف لأسرة مكوّنة من 6 أفراد، وتشمل بطاقة التموين العائلية الأب والأم وابنة واحدة فقط من الأشقاء الأربعة، وبالنسبة لأسرة عفاف، تضافر عدم السماح بإضافة المواليد الجُدد لبطاقة التموين، مع ضعف حجم الدعم، فى جعل وضع الأمان التموينى أسوأ.
وبعكس باقى أرباب الأسر، وبحُكم خلفيته المهنية فى وزارة التموين، يتشكك سامح، موظّف خمسينى بوزارة التموين، بشأن قُدرة الوزارة على تدبير الميزانية بما يتناسب مع مقدار الدعم الجديد، ويستدرِك سامح بعد مُراجعة مخاوفه: «خطوة كبيرة زى دى ضرورى الحكومة عاملة حسابها عليها ومدروسة كويس والميزانية تسمح بها».
وقال أحمد توحيد، 75 سنة، إن الزيادة لن تساعده كثيراً فى ظل ارتفاع الأسعار وخصوصا الأدوية التى ارتفعت بنسبة 50%. وتابع «توحيد»: «كنت بشترى أدوية ب600 جنيه فى الشهر دلوقتى بشتريها ب1500 والزيادة الجديدة لن تساعدنى على شراء علبة دواء واحدة من الأدوية غالية الثمن فهى كشربة ماء لا تروى عطش ظمآن».