صدر للروائي على عطا، رواية «حافة الكوثر» عن الدار المصرية اللبنانية، وتندرج تحت ما يمكن وصفه ب«أدب الاعتراف»، الذي يخلط بين السرد والخيال الروائي وملامح من السيرة الذاتية. وعقدت مؤسسة الشموع للثقافة والفنون بالمعادي ندوة لمناقشة الرواية حضرها الدكتور بهاء عبدالمجيد، والدكتور حسين عبدالبصير، وأدار الندوة الشاعر والكاتب الصحفي أحمد الشهاوي الذي تحدث عن الرواية واصفا إياها بأنها تحمل النفس الشعري، وأنها جمعت بين صيغتي الاختزال والتفاصيل. وتتدفق أحداث الرواية بين القاهرة والمنصورة، وبطلها هو «حسين جاد»ا لصحفي الذي أصدر ثلاثة دوواين شعرية وينزوي في مهنته خلف تحريرنصوص الآخرين الصحفية والإبداعية ويشجعه صديقه المهاجر إلى ألمانيا «الطاهر يعقوب»عبر رسائل تصل منه إليه بالإيميل على كتابة رواية يُضَمِنها كل ما يؤرقه في حاضره وماضيه لعله يتخفف من أزمة نفسية تكاد تعصف به وبما أنجزه من نجاح مهني وإبداعي. كما تتحدث تجربة البطل الرواية داخل مصحة للأمراض النفسية بعد أن تخطى الخمسين من عمره، وتتداعى إلى ذهنه محطات مؤرقة في حياته وتدفعه التجربة إلى الكتابة عن تلك المحطات وغيرها ومنها اضطراره للعمل حتى من قبل أن يصل إلى سن دخول المدرسة الابتدائية في ظل فقر أسرته التي يعولها أب يعمل بائعا جوالا ويدمن الأفيون والحشيش ..كما أن هناك نماذج من المرضى الذين تضمهم «مصحة الكوثر»، تجسد حضورا مأساويا لمرض الاكتئاب في أوساط المنتسبين إلى ما كان يسمى «الطبقة الوسطى» وتحت عنوان «الجنون على الحافة» قدم الدكتور بهاء عبدالمجيد أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة عين شمس، قراءة نقدية في الرواية ومما جاء فيها أن الرواية تعد من الروايات المركبة التي تنتمى لروايات تيار الوعى الذي يعتمد على أسلوب السرد غير المتقطع والذى يتوغل بعمق في عمق النفس البشرية للوصول للمعرفة اليقنية بالروح وبالعقل البشرى لبطل الرواية كما كان هناك إطلالة روائية على تاريخ الاكتئاب وأثره في الحياة بالنسبة للمريض كما لم تقف الرواية عند حدود السرد الروائي وإنما استعرضت أيضا معلومات موثقة عن تاريخ الجنون فكانت رواية بحث ومعرفة وليست فقط رواية أعتراف وأستدعاء لمعاناة بطلها ورحلته القصيرة مع الاكتئاب كما مثلت الرواية المعادل الموضوعى لرحلة البحث عن هوية بطل الرواية التي تعاملت مع الأزمة بطريقة سلسلة خالية من الميلودرامية أو الابتذال العاطفى ومن المؤكد أن خبرة المؤلف على عطا كشاعر افادته في خلق شاعرية خاصة به تجعل القارىء مشدود للعمل الروائى لدقة اللفظ وانتظام الإيقاع وتحتشد الرواية بذكر عدد من أسماء المثقفين والفنانين والشخصيات العامة والحضور الحقيقي لبعض شخصياتهم مثل ياسر عرفات، وسعاد حسني، وعبدالحليم حافظ، ومن الروائيين والشعراء أمثال إبراهيم أصلان، وصلاح جاهين، وأنسى الحاج، وأمل دنقل، وحلمي سالم، والمتوكل طه.