تحليل.. كوبر «الدفاعي» دون حلول يسقط أمام معلول

حقق المنتخب التونسي فوزًا مستحقًا على نظيره المصري بهدف دون رد، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب رادس، في إطار مباريات الجولة الأولي من تصفيات كأس الأمم الأفريقية المؤهلة للبطولة المقامة في الكاميرون 2019، ظهر المنتخب المصري بمظهر غير مطمئن ولم يظهر أي شخصية دفاعية أو هجومية خلال اللقاء.
بدأ المنتخب المصري المباراة بالتشكيل المعهود لهيكتور كوبر 4-2-3-1، بتواجد شريف اكرامي في حراسة المرمي أمامه الرباعي أحمد حجازي وعلى جبر قلبي دفاع وأحمد فتحي ظهير أيمن ومحمد عبدالشافي ظهير أيسر وفي الوسط طارق حامد ومحمد النني وأمامهم الثلاثي عبدالله السعيد ومحمد صلاح جناح أيمن ورمضان صبحي جناح أيسر وفي الهجوم محمود كهربا.
بينما نبيل معلول بدأ المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-2-1، بتواجد معز بن شريفية في حراسة المرمي أمامه ثنائي قلب دفاع ياسين مرياح وصيام بن يوسف ورامي البدوي ظهير أيمن وعلى معلول ظهير أيسر وثلاثي في الوسط فرجاني ساسي وغيلان الشعلالي ومحمد امين بن عمر وثنائي خلف المهاجم فخر الدين بن يوسف ويوسف المساكني ومهاجم وحيد طه ياسين الخنيسي.
جبهة معلول
تفوق نبيل معلول على كوبر في استغلال نقطة قوة علي معلول، فتمركُز اللاعب خلال المباراة بدا وكأنه لاعب وسط مهاجم وليس ظهير أيسر، مع وجود الفرجاني ساسي بجوار معلول، فمرر الأخير الكرة لساسي 17 مرة، وهي أكثر عدد من التمريرات المشتركة خلال المباراة.
بالإضافة لعدم المساندة الدفاعية لمحمد صلاح فلعب علي معلول 11 كرة عرضية خلال الشوط الأول، وهورقم كبير جدًا كظهير أيسر، وتظهر خريطة التحركات عدم تواجد محمد صلاح تمامًا في الثلث الدفاعي على عكس "معلول" الذي تواجد أغلب الوقت في الثلث الهجومي.
غياب الشخصية الهجومية
غابت الشخصية الهجومية تمامًا خلال المباراة، فطوال الشوط الأول سدد منتخب مصر كرة واحدة فقط وكانت بعيده عن المرمي، ولم ينجح كهربا خلال الشوط الأول في استلام أي كرة بخلاف كرة وحيدة، وكانت على الأرض، حيث لا يجيد اللاعب استلام الكرات الهوائية، وهو ما افتقده المنتخب خلال المباراة وأفقد المنتخب أي تواجد هجومي.
محمود كهربا أكثر لاعب فقدًا للكرات في منتخب مصر "10 مرات"، يليه محمد صلاح ثم رمضان صبحي، وذلك بسبب عدم الزيادة الهجومية لمنتصف الملعب «الدفاعي» وغياب مستوي عبدالله السعيد فأصبح الثلاثي في انعزال تام.
عاب المنتخب أيضًا الاستسهال خلال عملية البناء الهجومي، فمثلا طارق حامد، لاعب الوسط الذي من المفترض أن يبني الهجمات، مرر الكرة 30 مرة منها 12 مرة لمحمدعبدالشافي، على عكس النني الذي أجاد توزيع التمريرات بين الجميع، وكانت تمريراته الصحيحة 36 من أصل 38، وطوال 90 دقيقة نجح المنتخب المصري في لعب كرة عرضية واحدة صحيحة.
الضغط العالي لتونس
انتهج نبيل معلول نهج الضغط العالي بكامل أرجاء الملعب على منتخب مصر، فأفشل ذلك عملية بناء الهجمات للمنتخب وظهر ذلك في نسبة التمريرات الصحيحة حيث كانت نسبة التمريرات الصحيحة لمنتخب مصر 74 % فقط بينما تونس 83%.
تغييرات كوبر
مع بداية الشوط الأول تلقي المنتخب الوطني هدفًا بسبب خطأ دفاعي مشترك بين حجازي وجبر وخطأ لحارس المرمي شريف اكرامي، أصبح لابد من تدخلات كوبر بعلاج العقم الهجومي الذي يعاني منه المنتخب.
التغيير الأول كان في الدقيقة 75 أي بعد مرور 30 دقيقة كاملة من هدف التقدم لتونس! بخروج عبدالله السعيد الذي لم يظهر في المباراة على الإطلاق ونزول عمرو جمال كمهاجم ورجوع كهربا في مركز 10 بدلًا من السعيد، بالطبع الفريق أنهك بدنيًا، ولم يعد قادر على بذل مزيد من الجهد لتحقيق التعادل..في المجمل المنتخب لا يتعادل مع كوبر بعد التأخر إلا بخلاف مناسبات قليلة جدا..
عمرو جمال على الرغم من انخفاض مستواه ولكن أدي دقائق جيده، على الأقل أصبح لدي المنتخب لاعب يجيد استقبال الكرات الهوائية ولم يفشل عمرو جمال في استلام أي كرة طوال 17 دقيقة
والرسم التالي يوضح أماكن استلام عمرو جمال للكرة التي كان أغلبها خارج منطقة الجزاء.
التغيير الثاني في الدقيقة 76 بنزول مصطفي فتحي بدلًا من رمضان صبحي، لم يختلف الحال كثيرًا فلم يضيف فتحي الجديد للمنتخب كما لا يضيف للزمالك مؤخرًا، مصطفي فتحي مرر الكرة 5 مرات فقط منها كرتان فقط بشكل صحيح! طوال 16 دقيقة
التغيير الثالث في الدقيقة 88 بنزول عمرو وردة بدلا من كهربا، لم يجد وردة أي شئ لنزوله في وقت متأخر
في المجمل فشل كوبر تمامًا في اختبار تونس سواء في الاختيارات قبل المباراة بعدم ضم عمرو مرعي على سبيل المثال في مركز المهاجم واشراك كهربا الذي لم يلعب منذ شهر ونصف، وعلى الرغم من ضم احمد الشيخ للبعثة استبعده كوبر قبل اللقاء على الرغم من تألقه في مباراة توجو الودية!
فشل كوبر خلال 90 دقيقة في ايقاف السيطرة التونسية وفرض الشخصية المصرية الدفاعية على أقل تقدير ولكن لا ظهرت الشخصية الدفاعية ولا الهجومية..سواء في التغييرات المتأخرة والخاطئة التي لم تضف شيئًا للمنتخب.
الخلاصة أن كوبر واصل لعبه الدفاعي دون الحلول. ففي كأس الأمم الأفريقية كان المبرر هو ضيق الخيارات والإصابات، وفي مباريات التصفيات يمكنك ضم 25 لاعب للمعسكر واختيار 18 لقائمة المباراة.