الموت يغيب 4 علماء في الطاقة النووية والمياه والنانوتكنولوجي والأسنان خلال أسبوع

شهد الأسبوع الماضي رحيل 4 من أبرز العلماء المصريين في الجامعات، كانت البداية من عالمة النانوتكنولوجي الدكتورة مني بكر، وآخرهم الدكتور مغاوري شحاتة دياب، أستاذ المياه وأحد أبرز المشاركون في حل أزمة سد النهضة الإثيوبي، بالإضافة إلى الدكتور شريف حلمي أستاذ الطاقة النووية ومؤسس الجامعة الروسية في مصر، والدكتور ممدوح مختار أستاذ طب الأسنان.
ونعى الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، العلماء الراحلين، مشددا على أن مصر والجامعات فقدت علماء يشار إليهم بالبنان، ويجمعون بين العلم والمعرفة والعمل الجاد وحب طلابهم وزملائهم، والذين استطاعوا خلال سنوات عمرهم أن يكون لهم مدارس خاصة بهم في كل مجال على حدا.
«إنا لله وإنا إليه راجعون وفاة والدي الدكتور مغاوري شحاتة دياب»..رسالة تلقاها أصدقاء الراحل من هاتفه الشخصي، الخميس، لم تكن كافية للتأكيد على رحيل العالم الكبير إلا بعد الاتصال والتأكد من نجله برحيل العالم الجليل.
ويعد «مغاوري دياب» رئيس جامعة المنوفية الأسبق، وأستاذ مصادر المياه، ومستشار ثقافى لمصر في بولندا وإنجلترا، وعضو المائدة المستديرة لتحلية مياه البحر بباريس، ورئيس الجمعية العربية للمياه الصحية، ورئيس جمعية عمر بن الخطاب للخدمات التعليمية والثقافية، ورئيس اتحاد الهيدرولوجيين العرب، وعضو الموسوعة المصرية للشخصيات البارزة، وعضو الموسوعة العالمية who IS who، وحائز جائزة من أفضل مائة باحث على مستوى العالم في مجال التعليم والبحث العلمي 2012، وكان نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيرة الذاتية عن أفريقيا، ورئيس مجموعة مصادر المياه بالمنتدى المصري للتنمية المستدامة.
كما كان له دور بارز في الحركة الجامعية، حيث كان أحد مؤسسي حركة النوادي الجامعية التي شكلت حائط صد للدفاع عن أعضاء هيئات التدريس بالجامعات في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كما كان أبرز المتحدثين وصاحب دور في محاولات حل أزمة سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على مصر.
أما الدكتورة مني بكر، والتي رحلت عن عالمنا الأحد الماضي في ظروف غامضة عن عمر يناهز 46 عاماً، قد لا يعرفها أحد في الإعلام، لكنها من أبرز العلماء ليس في مصر فقط وإنما في العالم في مجال النانو تكنولوجي، وكما كانت تعمل في صمت رحلت أيضا في صمت نتيجة تدهور حالتها الصحية بسبب فيروس نادر يهاجم كرات الدم الحمراء.
وتعد مني بكر، مدير مركز جامعة القاهرة للنانوتكنولوجى، وأحد رواد الوطن في هذا التخصص، حيث كانت صاحبة مدرسة علمية فريدة في مصر والعالم، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة جورجيا الأمريكية تحت إشراف العالم المصري الدكتور مصطفى السيد، ولها 4 براءات اختراع ونحو 56 مقالة علمية منشورة دوليا، وتم الاستشهاد بأبحاثها أكثر من 1800 مرة، وكانت تنتظر ظهور أولى بوادر الأعمال من خلال تحويل قش الأرز إلى مواد خام توفر لمصر عملات أجنبية.
والعالم الثالث هذا الأسبوع هو الدكتور شريف حلمي مؤسس الجامعة الروسية في مصر، وأحد أبرز حلقات التواصل بين مصر وروسيا خاصة خلال توقيع اتفاقيات المشروع المصري النووي، والذي رحل يوم الأربعاء الماضي، بعد أن فوجئ محبيه برسالة الوفاة على الصفحة الرسمية للجامعة، فكان حلمي المستشار الثقافي السابق لمصر في روسيا، وكان نموذجا للعالم الجليل والوطني المخلص لبلده في الداخل والخارج.
كما رحل، الجمعة، العالم الجليل الدكتور ممدوح مختار أستاذ أمراض الفم بطب أسنان القاهرة ووكيل الكلية ورئيس قسم أمراض الفم الأسبق، حيث قدم لوطنه وللعلم الكثير وكان نموذجا وقدوة لزملائه وتلاميذه وشارك دوليا في عشرات المؤتمرات العلمية، وله العديد من البحوث العلمية المنشورة دوليا، كما أثرى العلم والتخصص بعلمه وبحوثه المتميزة.