تاريخ حافل من الانقلابات تميزت بها دول العالم الثالث، وبالأخص في الدول العربية، ومن بعدها الدول الأفريقية،وتأتى في المرتبة الثالثة دول أمريكا اللاتينية، لكنه من اللافت أن تتميز قطر تحديداً بصيغة مختلفة من هذه الانقلابات، وهى انقلابات بيضاء بين أفراد العائلة الواحدة، كأن تشهد عائلة حاكمة واحدة انقلاب الأب على الابن أكثر من مرة، ومن هذه الانقلابات الأسرية المتكررة الانقلاب الأبيض الذي قام به الشيخ خليفة بن حمد بن عبدالله بن قاسم بن محمد آل ثان، سادس أمراء قطر حين كان ولياً للعهد في عهد الشيخ أحمد بن على آل ثانى ضد ابن عمه «زى النهارده» في 22 فبراير 1972،وتولى الحكم. الشيخ خليفة بن حمد آل ثان مولود في الريان عام 1932 وهو أحد أبناء الشيخ حمد بن عبدالله آل ثانى، وتقلد الحكم في البلاد وفي 1996 أقصي عن الحكم وقضي ما يزيد على سبع سنوات في المنفي متنقلاً بين عواصم خليجية وأوروبية وقد أقصاه عن الحكم حمد بن خليفة آل ثان وبعد سنوات المنفي قام بأولي زياراته لموطنه في عام 2004م وكان في استقباله حمد بن خليفة كما حظي باستقبال حافل في مطار الدوحة وقد جاءت هذه الزيارة على إثر وفاة زوجته الشيخة موزة عن خمسين عاماً وهي والدة الشيخ جاسم أصغر أبناء الشيخ خليفة الذي كان مرافقاً لوالده في الخارج. وقد كانت هذه الزيارة أشبه بدعوة للمصالحة داخل الأسرة الحاكمة وتتويجاً للمساعي الرامية إليها وكان الشيخ خليفة بن حمد آل ثان أثناء فترة حكمه قد عمل على إعادة تنظيم الحكومة وعين وزيراً للخارجية، ومستشاراً للأمير في شؤون البلاد اليومية، كما عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء،وأقام علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول، وفي عام 1989م أجري أول تعديل وزاري خرج على إثره الكثير من الوزراء، ثم اتبعه بتعديل آخر عام 1992م صار عدد الوزراء على إثره سبعة عشر وزيراً، وأعاد تكوين مجلس الشوري في 1990، وعين تسعة عشر عضواً واحتفظ أحد عشر عضواً سابقين بعضويتهم وأنشأ دواوين المحاسبة لمراقبة الأجهزة الحكومية، ووقع عدداً من اتفاقيات الشراكة مع شركات النفط الأجنبية وفي عام 1991م بدأ بإنتاج الغاز الطبيعي في حقل الشمال، وكان الحكم قد انتقل إلى ولي عهده الشيخ حمد بن خليفة في يونيو 1995.