مدنية مدنية صيحة تعالت فى ارجاء مصر خرج يرددها شباب وشابات نزلوا الى الشوارع ولم يفكروا لحظة انهم الى منازلهم عائدون. حملوا ارواحهم على اكفهم. خرجوا عارى الصدور فى مواجهات ظن البعض انها غير متكافئة. ولكن بمرور الايام اثبت هؤلاء الفتية والفتيات ان صدورهم العارية صدت اعتى الرصاصات الخارقة الحارقة. تكاتف الجميع لاعلاء كلمة مصر وانتشالها من الضياع والسلب والنهب. خرجت الانسات والسيدات المجبات والغير محجبات يتحدون الموت يصرخون مدنية ديموقراطية. وفى هذا التوقيت تخلى المجاهدون خلف لحياتهم عن نساء مصر فى ثورتهم حتى لايبطش بهم رجال الامن واعلنوا تبرأهم من تلك الثورة التى لايعرفون عنها شيئا فهذا الفيس بوك من عمل الشيطان وصاحبة اثم. واخذوا يرددون مقولتهم الشهيرة نحن دعاة دين ولانطمع فى دولة ولاسلطان ونبغى وجه كريم. وفجاة تبدلت الاحوال وانقلب الطقس وخرج اصحاب اللحى يحتمون بحريم مصر. وعندما استعد الشباب والشابات لاخذ صورة لصانعى الثورة تسرب من الشقوق والسراديب اناس اندسوا بينهم فهذا جلس القرفصاء يضبط لحيته وذاك قفذ على راس الاخرين ليتصدر الصورة.لقد شوهتوا هذة الثورة الجميلة وكان صوتكم نشاذا فى هذة الانشودة الجميلة. خدعوك فقالوا ان من خلع العصر البائد بكل سطوته وجبروتة المتشعب فى اعماق مصر ان تنطلى عليه هذة الاكذوبة. لقد تحول المجاهد الكبير الذى كان يتسلل بجوار الحائط حتى لايراه احد الى مدعى زعامة وينادى بان له قوانينة التى لزاما علينا تنفيذها والا قطعت اذاننا. هل هذا ليس بارهاب دولة لما لايطبق على هؤلاء قانون الطوارئ الذى طوقنا ثلاثين سنة فهناك فرق بين الديموقراطية الهادفة والافكار الهدامة.ياخى انت لست وصيا على احد فالمساجد تملأ مصر فاجلس فيها كما تشاء دون ان تفرض افكارك على الوسطية المسلمة. يا اخى ان كنت تظن ان الاسلام هو جلباب قصير ولحية طويلة فانت خاطئ والا فعليك الا تركب سيارة او تستخدم الكمبيوتر او تستعمل ساعة او تليفون فهذا كله من صنع الكفار.. لقد ظهرعلينا قتلة منكم فى صورة البطل وعينية تطلق الشرار وكل لغته التهديد والوعيد. لقد تحررتم بفضل هذة الثورة وقد كان من الافضل لكم وانتم تدعون انكم تعملون لوجه الله وخدمة الناس ان تخرجوا علينا بمبادرات اجتماعية وانسانية تخدم وطنكم التى تعيشون على ارضه. ولكن كما تعودنا منكم لبستم ثوب الدين لتحقيق مآرب سياسية. لن تكون مصرنا افغانستان اخرى لن تكون طالبان حكومتنا لن نعطيكم الثورة على طبق من ذهب. لن يذهب دماء شبابنا وشباتنا من اجل امرائكم. لن ندعكم تحطموا اثار اجدادنا بحجة انها اصنام الجاهلية. لن ندعكم تخربون فى اقتصادنا وتحريم السياحة بحجة انها تجلب الفسقة والزناديق. لن ندعكم تحرقون تراث فننا بحجة انها فتنة وفساد. لن ندعكم تعاملون نساءنا كقطيع ماشية. لن ندعكم تقيمون الانسان بقدر تقصير ثوبه واطالة لحيته.لن نترك لكم مصر ترجعونها دهورا الى الوراء. لن ندعكم تلغون علامة + من الرياضيات بحجة انها تشبه الصليب. لن ندعكم تجبون الجزية من الاخوة الاقباط. لن ندعكم تبيحون دم هذا او قطع اذن ذاك. انتم اكبر فتنة تواجه نماء وتقدم مصر وانتم الخطر الاعظم عليها فلن ترى مصر النور الا باجتناب شروركم. ايها المجاهد الكبير ألا تستحى الآن من نفسك فالذى اخرجك من سجنك وجعلك تتحدث على الملأ هم هؤلاء( اصحاب نون النسوة). ا د طارق حميدو استاذ بكلية الطب- جامعة المنصورة