هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن ثورة 25 يناير لم تكن عفوية مائة فى المائة ولكن هل هذا يهم حقاً هل يهمنا إذ كانت الثورة خرجت بصورة عفوية أم أنها كانت نتاج تخطيط خارجى نسج خلف الأبواب المغلقة، بالطبع لايهمنا إذا ما أنتهى الأمر إلى ما يتمناه كل مصرى وهو أن يصير الحكم للشعب بمعنى أن الشعب هو الذى سيختار منهاج حكمه وهذا أهم كثيراً من أن يختار الشعب أشخاصاً يطبقون مناهجهم الخاصة . الشعب ثار سنة 1919 طالباً الأستقلال عن بريطانيا والذى لا يذكره التاريخ المكتوب على أيدى العلمانيين المزورين أن الشعب أيضاً كان يطالب بعودة مصر إلى حضن الخلافة العثمانية بعد أنأعلنت بريطانيا الحماية على مصر عام 14 ولكن سبب الثورة المباشر أن شخصاً ما لا يعرفه أحد من الشعب ولم يسمع عنه رغم كبر سنه قد ذهب إلى دار المندوب السامى مطالباً باستقلال مصر وكان رد فعل المندوب السامى هو القبض على هذا الشخص وصاحبيه وهذا ما أشعل الثورة وكان عماد الثورة هم خطباء الأزهر وكانت ساحات المساجد هى ملتقى الثوار ولكن كانت هناك فئة قليلة ممن يسمون بطبقة الأفندية تتحرك على طريقة المخابرات أستطاعت أن تسيطر على توجهات الثورة وعلى شعاراتها وهنا يتسائل المرء أين تعلموا هذا الأسلوب الماكر الذى لا يعرفه غير رجال المخابرات وهو أن تسيطر فئة قليلة على الجموع الغفيرة وتحدد متى تتحرك ومتى تتوقف . ثورة 25 يناير بدأت بدعوة من الفيس بك وظهرت فتاة محجبة من شباب 6 أبريل تتحدث عن النخوة والرجولة وما إلى ذلك ولست أدرى ما مسألة المحجبات العلمانيات هذه لقد رأيت امراة على قناة دريم ترتدى الحجاب الاسلامى الصحيح ولا تنطق الا كفرا المهم ان المظاهرات خرجت وكان المحرك الأساسى لها الإخوان المسلمين وكثير من خطباء المساجد من أمثال الشيخ احمد سلامة ورأينا الشباب الذى خرج كل يصلى العصر أمام المدرعات وتحت وابل من خراطيم المياه وقنابل الغاز ورأيناهم بعد ذلك فى ميدان التحرير يصلون كما لو كانوا فى المسجد الحرام ولكن من الذى يتحدث باسم الثورة من هم شباب الثورة أنهم شباب يريدون الغاء المادة الثانية من الدستور انهم شباب يقولون بكل صراحة وتبجح لا نريد دولة إسلامية أنهم شباب من المؤكد أنهم تلقوا الدعم وربما التدريب من مخابرات أمريكا والغرب شباب ثورة 19 هم نفس شباب ثورة 25 يناير فئة قليلة مدربة تستطيع أن تبدو كما لو كانت هى المسيطر على الشارع رغم أنها لا وجود لها فى الشارع وثبت ذلك حينما وقفت ضد التعديلات ووقف الشعب مع التعديلات فظهر مدى ضعف هذه الفئة لقد استبشرت خيراً وأدركت ان ما حدث فى ثورة 19 حينما ثار المسلمون وجنى ثمار ثورتهم فئة قليلة من العلمانيين لن يحدث فى هذه الثورة لأن هؤلاء الشباب أظهروا حقيقتهم مبكراً جداً . أما مسألة أن يتم أقناع الشعب بأنه يحكم ويختار ولكن يختار من يختار أما أ أو ب و أ و ب، كلاهما لا يمثلان ما يريده الشعب أصلاً بل فى الحقيقة أ وب ما هما إلا عملاء للخارج ولهذا هم يريدون ليس فقط منع السلفيين من العمل السياسى بل ومنع الإخوان أيضاً ويترصدون للإخوان كل كلمة وكل تصريح متحينين الفرصة للدعوة لى إبقاءهم جماعة محظورة كما كانت وهنا يكون هناك ديمقراطية التى هى ليست حكم الشعب وأنما التى هى أقناع الشعب بأنه يحكم وتقوم مبارة سخيفة بين حزبين كبيرين ينشغل الشعب بها كما ينشغل بالتنافس بين الأهلى والزمالك أما الديمقراطية الحقيقية قهى أن يختار الشعب منهاج حكمه وليس مجرد أشخاصاً يطبقون ما يشائون من مناهج، ابد من أستفتاء الشعب فى كل صغيرة وكبيرة لماذا تم منع الأحزاب على أساس دينى دون الرجوع إلى الشعب لماذا لا يترك للشعب حرية القرار فى هذا وهو أمر يخصه شخصياً فهم أنما يتحدثون عن الخوف من أن يتم خداع الشعب بالشعارات الدينية من الذى نصبك وصياً على الشعب تمنع عنه ولا تمنع إذا استعمل احد الشعارات الدينية وانت ضد ذلك فليس لك إلا أن تعلن هذا للشعب قل للشعب أحذروا هذا الرجل أنه يريد خداعكم ثم أترك الأمر للشعب يحكم كما يشاء أما أن يصدقك أو يصدقنا أما أن تمنع فذلك تعد على حق الشعب وممارسة وصاية بغير حق . من الذى نصبك لتبنى قواعد اللعبة حسب أعتقاداتك وأعتقادات أسيادك الذين دربوك وعلموك، من الذى اعطاك الحق كى تتحدث باسم الشعب رغم ظهور النتائج التى أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنك لا تمثل الشعب أصلاً هل هو الحق الطبيعى حق أن من ظهر كمحرك للثورة هو من له أن يحكم كما لو كنا عزبة يتم توارثها سعد زغلول حكمنا بحجة أنه هو من أشعل ثورة 19 ثم حكم بما يتوافق مع الأحتلال وأنتهت الثورة التى خرجت تطالب بالاستقلال دون ان يخرج جندى انجليزى واحد وانما الذى حدث هو انفصال مصر عن الخلافة التى تم الغاءها بعد ذلك يعنى كل مطالب الشعب لم تتحقق بل ازداد الامر سوءا ومع ذلك استطاعوا اقناع الشعب ان للثورة منجزات وان الشعب اصبح يحكم عن طريق زعيمه المزعوم والان شباب العلمانيين المدربون على عمل المخابرات يتحدثون كما لو كانوا هم اصحاب الحق فى الحديث ولا حق لاحد غيرهم وكيف لا وهم من دعوا الى الثورة اذا الثورة ومنجزات الثورة والبلد كلها اصبحت حق اصيل لهم . وهى نفس نظرية عبد الناصر صاحب ثورة 23 يوليو ونظرية السادات الذى انقذنا من مراكز القوى بثورة 15 مايو ونظرية مبارك صاحب الضربة الجوية يبدو ان نظرية الحق الطبيعى هذه التى قاسينا منها على مدى تاريخنا يراد لها ان تطبق الان والمشكلة ان الجيش يتحدث عن اقتناع بان للشباب حق والشباب يمارس هذا الحق باقتناع شديد ليس حق ممارسة السياسة مثله مثل اى مواطن وانما حق ممارسة السياسة كسيد يحكم واى سيد يحكم انما يحكم اما اعتمادا على اصوات الناخبين او على معرفة مؤكدة بان له شعبية جارفة تعطيه حق الحديث كصاحب حق عام لانه يتحث نيابة عن شعب يمثله اما هؤلاء فباى حق يتحدثون كاصحاب حق اين الجموع التى يمثلونها اين تاثيرهم على الشعب يوم الاستفتاء الحق ان من اعطاهم هذا الحق هو الجيش ولا احد غيره للاسف الشديد رغم ادركه انهم لا يمثلون شيئا وانهم مجرد ابواق اعلامية صحيح لهم دعمهم الخارجى ولكن الى متى سيحكمنا الخارج عن طريق اعوانه فى الداخل ولماذا كانت الثورة اذاً .... هل كتب على هذا الشعب ان تحكمه اقليات مدعومة من الخارج بثورات مزيفة او حقيقية تم سرقتها وتغيير وجهتها والمدهش ان الجماعة الوحيدة التى لها شعبية حقيقية دائما ما تجدها فى موقف الدفاع عن النفس دائما ما تراها لاهثة خلف الاقليات جميعا تقنعهم بانها لن تحكم وانها لن تمارس اى سلطة يعنى الجماعة التى اعطاها الشعب ثقته خانت هذه الثقة وخانت هذا الشعب انها تتحدث عن الحكم كما لو كان مكافأة تتنازل عنها لغيرها وليس مسئولية قد حملها الشعب اياها انها تبيع الشعب للاقليات بجبنها وخوفها متى ستقف موقف حاسم وقوى مستندة الى الشعب الذى يؤيدها متى ستقرر الدخول فى معارك حقيقية متى ستتخلى عن هذه السياسة النتنة التى تقوم على النفاق الثورة فى حاجة إلى ثورة ثورة على الخيانة وعلى النفاق ثورة على عملاء الخارج وجبناء الداخل ثورة تعطى الحق لهذا الشعب ولا أحد غيره حق نؤمن بأن الله قد أعطاه أياه ولا يملك أحد أن ينتزعه منه إلا غصباً وعدواناً