أحمد تركى: « بيستغلونا علشان يحققوا مكاسب رهيبة» خريجين.. الكول سنتر «شغلانة كلها استغلال بيستغلوا الخريجين وبيخلوهم يشتغلوا 9 ساعات وساعة راحة عشان فى النهاية يكونوا اشتغلوا 8 ساعات مع إن ساعات العمل فى كل الدنيا 8 ساعات وفى وسطهم راحة».. بهذه الكلمات بدأ أحمد تركى، 25 عاما، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حديثه عن تجربته بإحدى الشركات الوسيطة التى تعمل لصالح شركة اتصالات كبرى فى مصر. ويقول أحمد: كان أملى أعمل فى مجال تخصصى، ولكنى صدمت ككل الشباب أن فرص العمل فى مجالات التخصص صعبة وتكاد تكون مستحيلة، ولم أجد أمامى سوى هذه الوظيفة حتى أنفق على نفسى وأتحمل المسؤولية وأرفع بعض العبء عن أهلى، وبالفعل أجريت مقابلة فى الشركة التى تعمل لصالح شركة اتصالات كبرى فى مصر، وتم قبولى وتلقيت تدريباً حتى تسلمت العمل واستمررت معهم لمدة 10 شهور ومشيت». ويضيف أحمد «بعد أن تسلمت العمل ومضيت العقود فضلوا يماطلوا فى إعطائنا العقود، والمرتب كان 1200 جنيه والشغل 9 ساعات رغم أن الشغل فى أى مكان 8 ساعات بس وساعة راحة، حاولت أتأقلم مع الوضع، بس موضوع تدوير الشيفتات ده تعبنى أسبوع الصبح وأسبوع بالليل مبقتش مركز فى أى حاجة غير فى الشغل أروح اشتغل وأرجع هلكان ومصدع وأنام وأصحى أروح الشغل». ويتابع أحمد: «الشركات ديه بتكسب مكاسب رهيبة وبيدونا ملاليم لا تذكر يدوبك نعيش بيها ونقدر نواصل عشان يستغلونا والشباب مش عارف يعمل حاجة مفيش قدامه غير الوظايف ديه، الشباب كتير والوظايف فى مجال التخصص قليلة وساعات كتير بتحتاج أكتر من التخصص واسطة وعلاقات والشركات ديه بتستغل الوضع، لأنها عارفة ظروف الشغل والشباب فى البلد». ويستطرد أحمد «أنا خسرت بوجودى خلال الفترة اللى قضيتها فى الوظيفة ديه متعلمتش حاجة ومعملتش فلوس، وبعدت عن مجال تخصصى، بس فى النهاية كنت مضطر أشتغلها عشان مفيش شغل وكان لازم أخف العبء من على أهلى وأثبت أنى أقدر أتحمل مسؤولية بعد ما اتخرجت». أحمد جاد.. أصيب بالهلاوس «وبيكلم نفسه وهو نايم» وظيفة الكول سنتر أحمد جاد، خريج كلية إعلام جامعة القاهرة، عمل ك«كول سنتر» لمدة سنة فى إحدى شركات المحمول، لكنه قرر تركها بعدما بدأ يشتكى من ألم فى أذنه، وأصيب بهلاوس عند نومه، «بيكلم نفسه وهو نايم». ويحكى «أحمد» تجربته مع وظيفة «الكول سنتر» ويقول «تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ولم أجد أى فرص عمل متاحة سوى هذه الوظيفة، وأنه اضطر للقبول بها لعدم وجود بديل لها». «الموضوع بدأ معايا بانعزالى عن الأسرة والأصدقاء، وده بسبب إنى على طول بأغير شيفتات شغلى من الشيفت الصباحى للمسائى، وبأخلص تعبان وباروح يدوب أنام من التعب»، وبدأت أشعر بالعزلة عن العالم حولى، وليس فى حياتى سوى العمل وضغوطه. بعد مرور فترة من الوقت، بدأت أشعر بالصداع المستمر طوال اليوم، إلى جانب الحالة العصبية التى بدأت أدخل بها فى تعاملاتى مع الناس، على عكس طبيعتى، وآلام الأذن بسبب تبادل السماعات التى نلبسها خلال الشيفتات من شخص لآخر، وهذا يرجع إلى أننى أظل طوال 8 ساعات فى حديث مع العملاء فقط، واضعاً السماعات على أذنى، فى حالة تطاول أحد أضطر إلى كتم غضبى، وأخرجه على المقربين لى. ثم بعد ذلك، بدأ أبى ينبهنى إلى أننى أدخل فى حالة هلوسة وأنا نائم، وأتحدث أثناء نومى، وكأننى أتعامل مع عميل فى الشغل، «بابا بدأ يقولى أحمد إنت بتهلوس وإنت نايم، وبتكلم نفسك، إنت نايم فى البيت مش قاعد فى الشغل»، وكانت هذه هى بداية التفكير فى تركى للعمل بها. المشكلة الكبرى التى يعانى منها الشباب الذى يضطر إلى العمل فى هذه الوظيفة، إلى جانب الآثار الجانبية والمرضية، أنه ليس هناك أى استفادة منه، ولن يضيف أى شىء إلى خبرات الشباب العاملين به، ولا يوجد به درجات وظيفية، أو ترقيات، «مافيهاش مستقبل». كما أنه والأخطر من ذلك أننا لم نكن تابعين للشركة التى نعمل لصالحها كخدمة لعملائها، ولكن نعمل لدى شركة وسيطة، هى التى تنسق بيننا وبين الشركة الأم التى نعمل لصالح عملائها. «رامى».. أصيب بالتهاب والطبيب حذره من نزيف داخلى خريجين.. الكول سنتر رامى جرجس، خريج كلية الحقوق، عمل فى إحدى شركات التكييفات لمدة 4 سنوات ولكنه تركها بعدما أصيب بالتهاب حاد فى الأذن الوسطى، ونصحه الطبيب بعدم الاستمرار بها. ويقول رامى إنه كان مضطراً للقبول أنه بالعمل فى هذه الوظيفة، بسبب عدم وجود فرصة عمل أخرى، وذلك لأن أحداث ثورة يناير أضعفت فرص العمل أكثر مما كانت عليه. ويحكى، عندما بدأت فى العمل فى هذه الوظيفة عقب الثورة، كنت أحصل على راتب شهري 1200 جنيه فقط، وأعلى راتب حصلت عليه بعد 4 سنوات من العمل بها هو 1700 جنيه، وكان شيفت العمل اليومى 8 ساعات، والذى من الممكن أن يتغير موعد الشيفت من صباحى لمسائى حسب الجدول الذى يتم وضعه فى الشركة. «بدأت معاناتى فى العمل بالتعب والإرهاق، والصداع الدائم والمستمر على طول اليوم بعد انتهاء يوم العمل، ثم وبسبب كثرة المكالمات التى كنت أتلقاها يومياً والتى قد تصل إلى 150 مكالمة يومياً خلال الشيفت، بدأت أصاب بارتفاع فى ضغط الدم، وعدم قدرتى على تحمل أى صوت موبايل، أو الرد على أى شخص من أصدقائى أو عائلتى، أو حتى مجرد وضع السماعات على أذنى». وبعد عام من العمل لمدة 8 ساعات يومياً، بدأت أشتكى من آلام فى الأذن، وعندما ذهبت للطبيب، أبلغنى بإصابتى بالتهاب حاد فى الأذن الوسطى، ونصحنى بعدم الإكمال فى هذه الوظيفة، وقال لى «لو كملت فى الشغلانة دى أكتر هايجيلك نزيف داخلى»، مما أجبر الشركة على تغيير طبيعة عملى، بعد نصيحة الطبيب، وهى عدم التعامل مع السماعات أو عدد مكالمات لمدة طويلة طيلة 6 أشهر. دعاء عادل.. طالبة ب«آداب عين شمس» تعانى من «التوهان» وتشكو من «التحرش» خريجين.. الكول سنتر تحكى دعاء عادل، الطالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، قصتها مع «الكول سنتر»، والتى لم تستطع أن تتحمل تعبها وضغطها أكثر من 3 أسابيع، وتركتها لحين تجد فرصة عمل أخرى. وتقول «دعاء»، إنها قررت استغلال وقت فراغها خلال دراستها بالكلية، وأن تبحث عن فرصة عمل تكسب منها دخلا خاصا بها من ناحية، ومن ناحية أخرى أن تكتسب خبرات حياتية فى مجال العمل. «بحثت كثيراً عن فرص عمل، ولكننى لم أجد سوى فرصة عمل فى إحدى شركات السياحة ك«كول سنتر»، تقوم من خلالها بالاتصال بالمواطنين لمحاولة إقناعهم بشراء منتجات والاشتراك فى عروض الشركة، براتب شهرى 850 جنيها». لكن الشركة كانت تضع لنا حاجزا زيادة فى المرتب 50 جنيها على كل عميل يتمنكوا من إقناعه لشراء والاشتراك فى عروض وخدمات الشركة، بمعنى أن الثابت فى المرتب هو 850 جنيها شهرياً، وفى حالة تمكن أى موظف من إقناع عميل بالشراء يأخذ نسبته على هذا العمل 50 جنيها، فى حين أن الشركة كانت تقوم بطرد أى موظف لا يستطيع إقناع العملاء بالشراء. وتكمل قائلة «كان نعمل بنظام الشيفتات، والتى كان الشيفت الواحد فيها 4 ساعات، صباحى ومسائى، وكانت الشركة من تحدد موعد العمل»، وبعدما انخرطت فى العمل، بدأت أشعر أن التوتر أصبح يصاحبنى بشكل غير مبرر، إلى جانب الصداع الدائم من كثرة الحديث والتعامل مع طبقات مختلفة من العملاء، وحالة التوهان التى كانت تصيبنى وأنا جالسة مع العائلة. وبسبب أنى فتاة، كنت أتعرض لمضايقات ومعاكسات تصل إلى التحرش من جانب العملاء الذين أتعامل معهم. حسين شريف: «كنا بنتشتم من العملاء ونسكت عشان الشغل عايز كده» خريجين.. الكول سنتر «قدمت السى فى ولأنى كويس فى اللغة الإنجليزية اتقبلت خاصة أن الشركات ديه مابتشترطش الخبرة وبعد دخولى مباشرة أخذت تدريب لمدة شهر بعدها بدأت الشغل وهنا بدأت الصدمة فى أول يوم كل اللى ادربنا عليه حاجة والشغل فى الحقيقة حاجة تانية خالص» بهذه الكلمات عبر حسين شريف، خريج كلية التجارة، جامعة أبو ظبى الإماراتية، فى حواره ل«المصرى اليوم» عن تجربته التى استمرت لمدة سنتين إحدى شركات الاتصالات المتواجدة بمصر. يقول «شريف» «كانت الصدمة الحقيقية مع انتهاء التدريب وبدء الشغل كل اللى خدناه فى التدريب حاجة والشغل حاجة تانية كنا بنتعرض لشتايم من العملاء الأجانب خاصة لما بنسيبهم على الانتظار عشان ندور لهم على الخدمة اللى هما طالبينها، وكان النظام أنك ماتقدرش تقفل فى وشهم حتى لو شتمك بأوحش الألفاظ. ويضيف «شريف» «الشغل كان 10 ساعات يوميا وساعة ونصف راحة من كتر ضغط الشغل والمكالمات كنت باروح مصدع كل يوم ومش طايق أكلم حد لا فى الشارع ولا فى البيت والحمد لله ماوصلتش لمرحلة التعب البدنى زى ما حصل مع أصحابى. كان فى بنت أعرفها معانا فى الشغل حصلها مشاكل فى ودانها فبقت تستخدم سماعة واحدة وتسيب ودنها التعبانة من غير سماعات، وبعد كده ومع استمرار تعبها قررت تشتغل بدوام جزئى وفى النهاية ماقدرتش تستحمل وسابت الشغل». وعن أسباب لجوئه للعمل بهذه الوظيفة يقول «شريف»: «أنا اشتغلت فى الشغلانة ديه بعدما حاولت ألاقى حاجة فى مجالى وماعرفتش كل ما أروح فى حتة يقولولى عايزين خبرة طيب أجيب خبرة منين وأنا لسه خريج فى حين إن الشركات ديه بتقبل الشباب من غير خبرة، وبعدين انت شاب ومحتاج تصرف على نفسك وتجيب فلوس».