ربما يكون التوقف الدولي بالنسبة لجمهور كرة القدم ما هو إلا أسبوعين من الملل الكروي، سواء بسبب توقيته الذي جاء بعد أسبوعين فقط من بداية الموسم الكروي في أوروبا على وجه التحديد، أو بسبب ضعف المستويات الكروية، التي تظهر خلال تلك بداية الموسم، ولكن بالنسبة لجيمس رودرجيز أصبح التوقف الدولي والظهور مع منتخب كولومبيا هي الفتره الأمتع بالنسبة له مؤخراً كلاعب كرة محترف. فمنذ أن رفض جيمس رودرجيز، تقليص فترة أجازته الموسم الماضي من أجل العودة مبكراً للفريق بناءً على طلب رافا بنيتيز، أصبح اللاعب من وقتها صديق مقاعد البدلاء في ريال مدريد. دوامة دكة البدلاء في موسمه الأول مع ريال مدريد وصل هداف كاس العالم إلى إسبانيا ليكون بديل للأرجنتيني دي ماريا ونجح جيمس في أن يسجل 17 هدفاً ويصنع 18 هدف في 48 مباراة لينهي سريعاً بأدائه في ذلك الموسم المناقشات حول أفضلية مشاركة جيمس أم ايسكو مع ريال مدريد بالتشكيل الأساسي. ولكن مع وصول بنيتيز، تجددت الأحاديث مرة أخرى واصبح لوكاس فازكيز هو المفضل لدى المدرب الاسباني الذي خرج مهاجماً جيمس في عدة حوارات ووصفه بعدم الأحتراف وعدم الإلتزام ليدخل جيمس رودريجيز، دوامة دكة البدلاء. وكان يأمل جيمس برحيل بنيتيز ووصول زيدان بأن عودته لقائمة الفريق الاساسية ستكون «أتوماتيكية» بجانب بيل ورونالدو وبنزيما. وبالفعل عاد جيمس لقائمة الفريق بشكل أساسي ولكن لبعض المباريات فقط تحت قيادة زيدان قبل أن يقرر المدرب الفرنسي أن الفريق أصبح في حاجة لكاسيميرو ليكون ايسكو وجيمس هم ضحية دخول البرازيلي التشكيل الأساسي. الحالة العقلية «جيمس من أفضل اللاعبين فهو يجعل الجميع يبدو بشكل أفضل داخل الملعب ولذلك تواجده مهم لنا». جيمس مع منتخب كولومبيا يظهر بشكل «منعش» وجاهز لمساعدة زملائه سواء بصناعة الأهداف والفرص أو بترجمة تلك الأهداف وهو ما أكدة مدرب منتخب كولومبيا خلال التوقف الدولي الأخير ولكن ربما هذه هي أول مشكله تواجه جيمس حالياً في مدريد وهي الحالة العقلية التي يظهر بها مع ريال مدريد. فنجم وكابتن منتخب كولومبيا يعرف بأن مركزه في المنتخب لن يحصل عليه لاعب أخر ولا يوجد نجم أخر سيحتاج جيمس لمجاراته مثل بيل أو رونالدو أو بنزيمة ولن يكون عليه القيام بتضحيات فنية لمنافسة إيسكو أو بعض اللاعبين الشباب مثل اسينسيو ولوكاس فازكيز من أجل ضمان مركز أساسي في الفريق. فجيمس في مدريد أصبح يدري بأنه سيكون بديل إلا في حالة إيقاف أو إصابة لاعب وسط أخر وربما يحتاج الكولومبي لإكتساب بعض «القوه العقلية» ليتستغل الفرص التي تتاح له بمباريات الليجا أو الشامبيونز أو الكاس، حيث نجح أسينسيو في أن يستغل غياب النجوم بالسوبر الأوروبي وبالدوري الإسباني ليثبت قدراته الفنيه ويكتسب ثقة مدرب الفريق. وفي موقف مشابه لما يمر به جيمس يوجد إيسكو الذي تم استبعاده من المنتخب الإسباني تحت قيادة ديل بوسكي ببطولة أوروبا الماضية وكان من المتوقع أن يقرر الرحيل عن ريال مدريد هذا الصيف ولكن مرة أخرى يقرر البقاء ويرفض عدة عروض من أجل الإستمرار في مدريد ويظهر أكثر نشاطاً من الكولومبي في المباريات التي يشارك بها. الأهداف لا تكفي يعتبر جيمس رودريجيز هو هداف منتخب كولومبيا خلال فترة قيادة المدرب الأرجنتيني بيكرمان برصيد 17 هدف وهذا سبب أخر لفوز اللاعب بثقة المدرب الذي يشركه في مركزه المعتاد كمهاجم خفي وأدواره أغلب الوقت تقتصر على الشكل الهجومي للمنتخب الكولومبي وهو هداف المنتخب الكولومبي بتصفيات كأس العالم لقارة أمريكا الجنوبية. ولكن فيما يخص ريال مدريد قام جيمس الموسم الماضي بتقديم موسم جيد «رقميا» فخلال 1825 دقيقة في 32 مباراة أحرز جيمس 8 أهداف وصنع 10 أهداف ولكن لتزيد الأمور تعقيداً له في ريال مدريد فإن زيدان أشار بشكل غير مباشر بأن الأهداف بمفردها لا تكفي حيث أوضح رغبته في مزيد من «التضحية» من جيمس رودرجيز فالمدرب الفرنسي منذ وصوله لمدريد وهو يسعى ليجعل الفريق يدافع ويهاجم كتلة واحدة والدفاع هو مازال ينقص جيمس رودرجيز. أمل جديد.. إيقاف ريال مدريد مؤخرا من قبل الإتحاد الدولي ومنعهم من التعاقد لمدة عام قد تكون نافذة أمل جديدة لجيمس رودرجيز، فالكولومبي مازال يملك أقوى مساندة داخل ريال مدريد وهي مساندة رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي رفض أيضاَ فكرة بيعه إلا في حالة وصول عرض مغري. إيقاف ريال مدريد مع بداية الموسم الجديد قد تعني مزيد من عمليات «التدوير» من قبل زيدان من اجل الحفاظ على قائمة كامله لمدة عامين والحفاظ على لاعب بخبرة وإمكانيات جيمس رودرجيز الذي قد يصعب تعويضه في حالة وصوله لقمة مستواه. جيمس، ظهر بشكل قوي مع كولومبيا خلال التوقف الدولي الاخير ونجح في إحراز هدف وصناعة هدفين وعلى الرغم من مشاركته كبديل بمباراة ريال مدريد الأخيره أمام سلتا فيجو إلا إنه ظهر بشكل أنشط كثيراً وربما مصائب ريال مدريد بالإيقاف قد تكون دافع اطمئنان لجيمس بأن النادي لن يسعى لإستبداله في الوقت الحالي.
