سادت حالة من الغضب بين سائقي موقف ميكروباص خط «البساتين – معادي»، الإثنين، عقب مقتل سائق بالموقف على يد أمين شرطة بقسم البساتين. وأكد السائقون ل«المصري اليوم»، أنهم أعلنوا الإضراب عن العمل، لحين الاطمئنان على حق زميلهم، إلا أن أحد أمناء الشرطة جاء وأجبرهم على العمل، وهددهم في حالة عدم العودة إلى العمل بالقبض عليهم، واحتجازهم بالقسم، واصطحب معه مجموعة منهم إلى القسم لحين عودتهم للعمل. وقال أبوأفندينا، سايس جراج مجاور للموقف، إن البداية كانت بطلب أمين الشرطة من السائق اصطحابه إلى قسم شرطة البساتين، فخشي من عدم دفعه الأجرة، ورفض الذهاب معه خوفًا من أن يكون هناك مأمورية شرطة، مضيفا: «أصل الشرطة مبتدفعش للسواقين اللي بيطلعوا معاهم المأموريات، فاتخانقوا مع بعض، والأمين ضربه بالنار»، حسب قوله. فيما روي محمد حسن، سائق ميكروباص، رواية أخرى، مؤكدًا أن «الواقعة بدأت أثناء نزول السائق من الدائري، وكان أمين الشرطة يقود سيارة ملاكي، وزنّقوا على بعض، واختلفوا على أولوية المرور، فحدثت مشادة بينهما، تطورت إلى سُباب، فقام أمين الشرطة بضربه بالنار في رأسه فمات في الحال، وحضر ضابط المباحث، وقام باصطحابه داخل البوكس، وهرّبه من بينا»، حسب زعمه. وقال أسامة جمعة، أحد السائقين، إن «السائق القتيل يدعى جمال السعدي، ويبلغ من العمر 27 سنة، وهو غير متزوج، ووالده راجل عجوز مريض بمستشفي الفشن العام ببني سويف، ووالدته متوفية، وله اثنين من الأخوة، وكلاهما عاطل، وظروفهم المادية سيئة، وجمال الله يرحمه كان طيب ومحترم، ومش كان بيعمل مشاكل، وكان متدين، وحتى السجائر مكنش بيشربها». وأضاف: «جمال الله يرحمه كان هو العائل الوحيد لأسرته، وبيصرف على مرض والده، وكان نفسه يتزوج بس ظروفه مش كانت مساعداه». وقال مصطفي محمد، سائق، «إحنا هنا في أكل عيش، وهو كان رايح يموّن في البنزينة، وجاء له الأمين، وطلب منه الذهاب معه للقسم، وكان يريد اصطحابه في مأمورية، وفي العادة الأمناء مش بيدفعوا فلوس، فمرضيش ينزل معاه، فاتخانقوا وضربه بالنار، والأمين اللي ضربه دا اسمه عبدالعزيز، وهو أمين نظامي بقسم البساتين»، بحسب الشاهد. وقال عبدالغفار محمد، أحد السائقين بالموقف، إن «رجال المباحث في قسم البساتين، قاموا بتحرير المحضر على أساس أن الواقعة قتل خطأ، في حين أنه أطلق الرصاص على رأسه، وكان يقصد قتله عامدًا متعمدًا، ونريد الحصول على حق زميلنا». وأضاف: «لما الجثة راحت المشرحة خرجوها بعدها بنصف ساعة، ولم يفحصوه، والطب الشرعي لم يقم بعمله بالطريقة الصحيحة، وتم استخراج تصريح الدفن في دقائق معدودة، ونقلت الجثة، للفشن حيث جري دفنه عقب صلاة الظهر»، بحسب الشاهد.
