بقلم: ياسر الدرشابي كنا نراهم ونتسائل، ما خطب هؤلاء الفاسدين؟ إنهم لا يمرضون ولا يتعبون. كنا نراهم عاماً بعد عام يتقدمون في العمر فيزدادوا طغياناً وفساداً ولا يرجعون عن جرائمهم و فجورهم أبداً. كنا نتساءل لماذا لا يموتون ؟ أليسوا بشراً مثلنا ؟ لماذا غابت عنهم الأزمات القلبية والدماغية والسرطانات والجلطات التي أخذت أرواح الكثيرين من المصريين ؟ كنا نراهم متمسكين بمناصبهم متشبسين بكراسيهم ونسأل ماذا يريدون بعد كل هذه السنوات، هل سيأخذون من الدنيا أكثر مما أخذوا ؟ هل سيأخذون معهم من الأموال أو السلطة شيئاً إلي دار الأخرة ؟ هل سيقابلون وجه رب كريم بمناصبهم و نفوذهم ؟ ألا يتعظون ، ألا يرحمون ، ألا يكتفون ؟ كنا نسأل و كانت الإجابة دائماً واحدة : إن الله يمد لهم في العمر حتي يزدادوا طغياناً فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر، قال تعالي: (و يمد لهم في طغيانهم يعمهون) أما الآن و قد ظهر الحق عندما أفاق الشعب من غيبوبته ونفض عنه الأستكانة والسلبية فقد أكتمل الدرس. عاقبنا الله بهؤلاء الفاسدين لأننا سكتنا عن الظلم و الفسوق و العدوان لأننا كنا نعرف و لا نتكلم لأننا كنا نقبل بالإهانة و الذل، لأننا لم ننصر الحق فلم ينصرنا الله حتي نصرناه وطالبنا به. كان درساً قاسياً ولكننا تعلمناه وسيتعلمه أولادنا ولن ينساه شعب مصر أبداً أما الفاسدين فقد إنطبق عليهم قوله تعالي:(وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ .) كانوا يظنون أنهم سينجون منها بدون حساب إلا إن إرادة الله والشعب أبت إلا أن نراهم خلف القضبان يدفعون ثمن ما أقترفت أيديهم فيحاسبون في الدنيا منتظرين حساب الأخرة . أما جيش مصر فسيظل تاجاً علي رأس هذه الأمة مدي الحياة، فهو قوة أخلاقية قبل أن يكون قوة ضاربة وهو رمز للولاء والشرف والأنضباط. إن علاقة شعب مصر بجيشه فريدة من نوعها، فعلي مر العصور لم يخذل الجيش شعبه أبداً ولم يتهاون في لحظة عن نصرته وإعلاء كلمته. هنيئاً للجيش بشعبه وهنيئاً للشعب بجيشه، أما أنتم أيها الفاسدون الظالمون فذوقوا ظلمات السجون وتجرعوا وأجتروا سُم شروركم .. اللهم لا شماتة .. اللهم لا شماتة .