النفط عند مستويات مايو.. ودول الخليج تجني مساوئ انخفاض الأسعار

أظهرت مخاوف وفرة المعروض النفطي رياحا معاكسة لأسعار النفط، اليوم الإثنين، لتصل إلى أدنى مستوياتها في شهرين، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الأسواق لبعض الوقت.
وتتداول العقود الآجلة لخام برنت حول 45 دولارا للبرميل اليوم الإثنين ليصل إلى مستوياته منذ مايو الماضي، بانخفاض بنحو 58 سنتا عن إغلاق سابق، كما انخفض الخام الأمريكي ليتداول حول 43 دولارا للبرميل بانخفاض 64 سنتا، بحلول الثالثة بتوقيت جرينتش.
وقال بنك باركليز، في مذكرة، إن الطلب العالمي على النفط خلال الربع الثالث من عام 2016 انكمش بنحو الثلث عن معدل العام الماضي، متأثرا بالنمو الاقتصادي الهزيل، وأوضح البنك أن دعم الطلب العالمي من الاقتصادات المتقدمة تلاشى، إضافة إلى تباطؤ النمو في الصين والهند.
وتعد إحصائيات وزارة الطاقة الأمريكية حول زيادة عدد الحفارات، وارتفاع معدلات المخزون حافزا سلبيا إضافيا لأسعار النفط.
وخسرت أسعار النفط ما يقرب من 4% خلال الأسبوع بأكمله، بعدما أظهرت بيانات ارتفاع عدد منصات الحفر الأمريكية للأسبوع الرابع على التوالي، فيما زادت مخاوف المستثمرين من تخمة الإمدادات العالمية.
وزادت الخسائر بعدما أعلنت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة أن المنتجين الأمريكيين زادوا عدد الحفارات العاملة بواقع 14حفارا هذا الأسبوع ليرتفع العدد الإجمالي إلى 371 حفارة، في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار لأعلى مستوى له في أكثر من 4 أشهر، الأمر الذي أثر أيضا على الطلب على النفط- المقوم بالعملة الأمريكية- من جانب حائزي العملات الأخرى.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه بينما تراجعت المخزونات الأمريكية، إلا أنها عند مستويات مرتفعة تاريخية بوصولها إلى 519.5 مليون برميل في هذا الوقت من العام.
وفضلا عن ذلك، قال متعاملون يوم الخميس الماضي إن شركة جينسكيب المتخصصة في معلومات السوق أشارت إلى زيادة بواقع 725 ألفا و176 برميلا خلال الأسبوع المنتهي في 19 من يوليو الجاري في مخزونات مركز كاشينج لتسليم عقود الخام الأمريكي في ولاية أوكلاهوما الأمريكية، وشجع هبوط الأسعار في الولايات المتحدة التجار على إرسال الوقود الامريكي إلى أوروبا فيما زادت الإمدادات بالمنطقة.
واتسع تأثير انخفاض أسعار النفط على ارتفاع معدلات التضخم في الدول الخليجية المصدرة للنفط، كجزء من خطة الإصلاح الاقتصادي لتخفيف الاعتماد على الموارد النفطية.
وقالت الإدراة المركزية للإحصاء في الكويت إن التضخم الشهري في يوينو ارتفع بنحو 0.7% ليبلغ التغير السنوي 3.1%، وارتفعت أسعار الأغذية والمشروبات التي تشكل أكثر من 18% من سلة الأسعار 1.2% مقارنة بنفس الفترة قبل عام، كما ارتفعت تكاليف الإسكان بنحو 29% من نفقات المستهلكين التي تصل إلى 7.3%.
كما سجل التضخم السنوي في سلطنة عمان أعلى مستوى منذ مايو 2014 ليرتقع بنحو 1.5%، ليرتفع المعدل الشهري للتضخم بنحو 0.9% في يونيو الماضي، وارتفعت تكاليف المواصلات في سلطنة عمان بنحو 4% عن الشهر الأسبق، بعد أن رفعت الحكومة العمانية أسعار البنزين والديزل المحلية في يونيو الماضي، كما ارتفعت أسعار الأغذية والمشروبات بنحو 0.8%، بينما استقرت أسعار المنازل والمرافق العامة.
وبرغم انخفاض فاتورة دعم الوقود في مصر إلى 73.9 مليار جنيه للعام المالي 2014- 2015، ومحاولات الحكومة مزيدا من الخفض ليبلغ دعم الوقود إلى 35 مليار جنيه في العام المالي الجاري، إلا أن أسعار الوقود المحلية لاتزال مرتفعة برغم الأسعار العالمية كنتيجة لانخفاض سعر الصرف وقلة الدخل الدولاري.