«التعليم ميكس».. كل حاجة والعكس

«امتحانات الثانوية العامة ستكون منضبطة هذا العام لكونها قضية أمن قومى»، جملة رددها الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، فى مارس الماضى وفشل فى تنفيذها فى ظل امتحانات هى الأسوأ فى تاريخ الوزارة، من فداحة تسريب الامتحانات من المطبعة السرية وإلغاء امتحانات وتأجيل البعض الآخر، الأمر الذى اضطر جهات سيادية للتدخل فى إدارة وتأمين الامتحانات بعد التسريب الفجّ للامتحانات، وتهديد مستقبل الطلاب، وإلغاء مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.
ويمكن حصر أبرز القرارات والمعلومات المتضاربة ل«الشربينى»، والتى تسببت فى فشل امتحانات الثانوية للعام الحالى على النحو التالى:
■ أكد «الهلالى» فحص جميع المشاركين فى امتحانات الثانوية العامة، وتغيير أكثر من 50% من العاملين بلجان النظام والمراقبة (الكنترولات)، وتكليف أعضاء قانونيين باللجان، واستبعاد الإداريين والعمال المحليين، ومع ذلك أعلنت الوزارة بعد بدء الامتحانات استبعاد عدد من رؤساء اللجان بالثانوية العامة للعام الحالى نظراً لاكتشافها وجود أبناء لهم بالصف الثالث الثانوى، رغم توقيع إقرار موانع بعدم وجود أقارب بالثانوية للعام الحالى بالمخالفة للحقيقة.
■ قرر «الهلالى» استبعاد جميع اللجان التى دارت حولها شبهات غش من قبل، وإلغاء جميع التحويلات المشبوهة، ونفت الوزارة موافقة وزير التعليم على نقل عدد من أبناء ضباط الشرطة والقضاة وأعضاء مجلس النواب من المحافظة من مدارسهم الأصلية فى المراكز المختلفة إلى مدرسة البدارى الثانوية التى اشتهرت خلال السنوات الماضية بوقائع الغش الجماعى، وأكدت أن التحويلات تمت بشكل قانونى، وأن أولياء أمور الطلاب تتفاوت وظائفهم، ولا يوجد من بين هؤلاء الطلاب أبناء لمستشارين أو مسؤولين كبار أو ضباط سوى طالب واحد، ابن لأحد الضباط، كما أن عدد الطلاب المحولين للجنة 25 طالباً فقط وليس 120 طالباً كما ورد بوسائل الإعلام، ومع ذلك تقدم رئيس لجنة «الجهاد» بالبدارى بطلب لإعفائه من رئاسة اللجنة لعدم قدرته على السيطرة على الغش الجماعى، ووافق الوزير على طلبه وتم تكليف آخر برئاسة اللجنة، كما تداول عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لحالات غش جماعى بنفس اللجنة استخدم الطلاب خلالها الهاتف المحمول، كما تواجد أحد ضباط الشرطة داخل اللجنة دون سبب واضح، فيما أعلنت الوزارة ضبط طالب بنفس اللجنة بعد تلف سماعة الغش الإلكترونى داخل أذنه، وتم استدعاء الإسعاف له.
■ أعلن «الهلالى» تكليف مأمورية من الإدارة المركزية للأمن لتأمين المطبعة السرية واتخاذ جميع الإجراءات الأمنية التى من شأنها ضمان عدم خروج معدات أو أوراق يمكن أن تؤثر على سير الامتحانات، ومع ذلك تم تسريب امتحانات الثانوية العامة لجميع المواد، كما تم تسريب نماذج الإجابة الخاصة بتوزيع الدرجات وتصحيح أوراق إجابات الطلاب بختم المطبعة السرية لامتحانات «اللغة العربية والفيزياء والكيمياء والأحياء والجغرافيا».
■ قال «الهلالى» إن الوزارة لن تقوم بإلغاء امتحان اللغة العربية لعدم ثبوت تسريبه مقارنة بامتحان التربية الدينية، وشدد على أن تصحيح العينة العشوائية للغة العربية كشف عدم تطابق إجابات الطلاب ولم يحصل أى طالب على الدرجة النهائية بالعينة العشوائية، ومع ذلك نشر عدد من مصححى امتحان اللغة العربية صوراً لورقات إجابات الطلاب بعد حصولهم على الدرجات النهائية «80 من 80»، وكذلك صور لكراسات إجابات للطلاب تتضمن الإجابة وبجانبها الدرجة المخصصة للسؤال، وهو ما يؤكد استفادة الطلاب من نماذج الإجابة التى تم تسريبها مع ورقة الأسئلة، ولم تصدر وزارة التعليم أى رد على تلك الواقعة باستثناء تحويل المصححين للمحكمة التأديبية لنشر كراسات الإجابات الخاصة بالطلاب على مواقع التواصل الاجتماعى، بالمخالفة لقوانين الامتحانات، كما رفض «الهلالى» إعادة امتحان الاقتصاد واللغة الفرنسية والاستاتيكا رغم تأكد الوزارة من تسريب تلك المواد قبل موعد إجرائها بساعات.