على مدار 5 سنوات، يقف الشاب المسيحى، بيتر حشمت، مع أصدقائه أعضاء جمعية «قلب واحد» على رصيف محطة سكة حديد نجع حمادى، بقنا، يمسك عددًا من الأكياس المملوءة بالعصائر والمأكولات لتوزيعها على الركاب الصائمين، وعندما يتوقف القطار يهرول الشباب إلى عرباته، يقدمون الوجبات والعصائر، وبين هؤلاء يتواجد بيتر، ذلك الشاب الذى تحول لمثال وقدوة لمشاركته فرحة المسلمين برمضان، فضلًا عن مشاركته الفقراء ومحدودى الدخل فى سقف و«تعريش» المنازل التى تقوم الجمعية بترميمها. «المصرى اليوم»، التقت بيتر، الحاصل على بكالوريوس التجارة، ويكمل دراسته للحصول على ليسانس الحقوق، من جامعة جنوب الوادى، فقال: إننا مصريون ويجب أن نتعامل مع بعضنا على هذا الأساس، مؤكداً أن العمل الخيرى جزء من عقيدة المصريين المجتمعية، مشددًا على ضرورة انخراط الجميع فى العمل الخيرى الإيجابى وهى رسالة بأن الخير موجود. وأضاف: هذه الفكرة تبلورت منذ 5 سنوات بين مجموعة من الأصدقاء، كنت واحداً منهم واتفقنا على عمل ما يسمى «قطار الخير»، وكنّا نجمع تبرعات من بعضنا ونشترى العصائر والبلح ونوزعها على ركاب القطارات التى تتوقف فى محطة السكة الحديد وقت الإفطار، بعد أن لاحظنا استغلال الباعة الجائلين للصائمين ورفع أسعار الوجبات فى وقت الإفطار، وبعدها أصبح هذا النشاط من ضمن أنشطة جمعية «قلب واحد»، والتى نؤديها سنوياً دون إرهاق أو ملل، ويكفينا فرحة الصائمين ونحن نوزع عليهم ما تيسر من إفطار رمضان. وذكر أن من المواقف المضحكة التى تعرض لها، عندما كان يوزع العصائر داخل القطار وفوجئ بأحد الأشخاص يقول له: «لو سمحت إدى دى لحد يحتاجها فأنا مسيحى»، فرددت عليه بتلقائية وسرعة «هو يعنى أنا إللى مسلم»، لافتاً إلى أنه يشعر بسعادة كبيرة هو وزملاؤه عند القيام بهذا العمل الخيرى ومشاركته فى كل أنشطة الجمعية، مشيراً إلى أن أجمل الأنشطة التى شارك فيها من خلال الجمعية عمل «تعريشة» الأسقف «خشبية وصاج» لأسطح منازل الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية بعدد من قرى مركز نجع حمادى. بيتر له رؤيته الخاصة، فهو يرى أن الاحتياج بمثابة كائن يتطلب تدبير احتياجاته، كما أنه ليس له أسرة أو عائلة والأديان تحدثت عن احتياجات الناس ولم تتحدث عن ديانة المحتاج، مؤكداً أن التحديات التى تواجه أى شخص موجودة فى كل المجتمعات، مشدداً على أن «التعامل بيننا يجب أن يكون على أساس أننا جميعاً مصريون، بعيداً عن الأديان». وتابع أن من أهم مشكلات الصعيد النظر للآخر والتى تشمل «القبطى والمرأة والقرية المجاورة والجيران»، فالمفهوم عن الآخر يحدد كيفية العيش فى هذه الحياة، فميولنا للآخر يحدد نجاحنا وبالتالى نجاح المجتمع المحيط بِنَا. وتمنى أن يكون العمل الخيرى غير مرتبط بوقت معين فى العام، مطالباً الجميع بالمشاركة فى العمل الخيرى وهى رسالة للجميع بأن الخير موجود، موضحاً أن جمعية «قلب واحد» تضم العديد من الشباب الذى يقوم بتوزيع «شنط وكراتين» رمضان على الأسر الفقيرة وتبنى حالات مرضية وإجراء عمليات جراحية، وصرف العلاج، فضلًا عن إعادة ترميم وتأهيل منازل الأسر الأكثر احتياجًا وغيرها من الأنشطة التى يشارك فيها الشباب لتحقيق طموحاته.
