قام من نومه متأخر على غير عادته فقد كان معتاداً على الإستيقاظ مبكراً على غير عادة أهل بيته بيت الحكم وهي عادة اكتسبها من طول عمله الميري و قد تكون عادته الوحيدة الحسنة التي إحتفظ بها بعد أن خلع الزي الميري و ترك النجوم و النسور في دولابها الأنيق الذي قام بنقله معه من العروبة الى شرم الشيخ نظر الى الهاتف رفع سماعة الهاتف و طلب التحويلة ان توصله بزكريا ففوجئ بأن زكريا لم يعد له وجود رسميا و مهنيا على الأقل فهنا بدأ يتذكر أن السلطان زال و العنفوان قد مال و ها بدأ يدرك أن العقل لم يعد له أي قام و توضأ و صلى و هي عادة لم يكتسبها إلا من يوم واحد فقط بعد أن تركها طول حياته الميري جانباً و لم يكن يظن انها مفيدة قام و جلس على شاطء البحر الأحمر الذي طالما استجم على ضفافه و لم يتوقع يوماً أن يحبس بين رماله و لكنه راجع نفسه فالمهانة أذلته و الجميع تخلى عنه فلم يعد أمامه غير الله بكى كما لم يبك و هو رضيع و أمه غائبة عنه و لا حتى حينما ابتلاه ربه بفقده روح قلبه و حفيده أدرك أنه لم يتلقى الاشارات الربانية كان أولها نجاته من الموت المحقق في المنصة و كانت رائحة الموت تفوح في المكان لدقيقة كاملة و لكن من حوله دفعوه دفعوه وقتها للخروج من الميدان ربما للحفاظ على البلد و ربما للحفاظ عليه شخصيا و لكنه انساق عض على نواجذه و تذكر أنه كان يرغب في ترك الحكم بعد مدتين و لكن الفرعون طغى و هامان و قارون ورطاه و امرأة لوط راودته عن نفسها و صدرت له الحرص على ولديها و هدهتهم فانخدع بوسواس ابليس من الجن كان أو من الإنس و جاءته الإشارة الثانية في اديس أبابا و حولها من نجاة ربانية للمرة الثانية الى مواهب خارقة في التوقع و سرعة لإتخاذ القرار رغم ان حكمة الله كانت في استمرار ابتلائنا نحن بذنوبنا و لم يعبأ كثيراً وقتها بإمام دعاة عصره و ربما اعتقد انه عجوز خرف فكيف يقول لريسه أنك قدرنا و من بعدها لم يعد لابليس سلطان عليه فقد تمكن منه شياطين الانس موافي و شرور و زكريا و ابتلي بحب المال و البنين فسيطروا عليه و همشوه و قالوا له : لقد آن الآوان أن ترتاح لا تحمل للبلد هماً انت تعبت كتير سيبنا نسرق ... قصدنا سيبنا نتعب بدالك فطاح كل من حوله في البلد و تركوه بارافاناً و مضغة تلوكها الألسنة حتى اصاباته المرضية التي تكاثرت عليه مؤخراً لم تشفع له عند نفسه ظل فرعوناً يظن أن البلد لن تقوم على حيلها بدونه و الفلوس اللي بيتيجي بسهولة دي من حقه تعبه و تضحيته للبلد و صفقات التسليح و عمولاتها الباب الخلفي للفساد و السبب الرئيسي للسلطة المطلقة فهو لم يمد يده و يسرق و لكن تربح من السلاح و القناة و الديون هو و الأنجال و كان وقتها غارقا كالكثير منا ظاناً أن ليس بالامكان أبدع مما كان و كانت النهاية المحتومة على يد العيال سيس بقى و لا تيت المهم إنه كان بيشوفهم عيال و ندم لما جاله حفيده في المنام و طلب منه إنه يجيله ففكر إزاي يروحله الجنه ماهو أكيد في الجنة وشريط حياته لما بيلف النهاية بتتكتب في النار من 10 فبراير و هو كل يوم يشغل الشريط ده يقدم و يأخر PAUSE يعمل و يوقف يعيد تاني و يفكر مايلاقيش غير نهاية واحدة جهنم بس هو نفسه يلاعب حبيبه و يتونس بيه هو الوحيد اللي حبه لشخصه مش لإمضته و لا لخزنته أتوب؟ شعب مصر هيسامحني؟ ربنا هيقبلني؟؟ أرجع اللي خدته؟؟؟ أعترف إني كنت غلط ؟؟؟؟ يقولوا عليا حرامي؟؟؟؟؟؟ ماهما كده كده بيقولوا ؟ أعمل إيه أسيبهم يدخلوني السجن؟ أتطهر و أنظف نفسي؟؟ البلاوي كتيرة أعمل إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟