نص تحقيقات النيابة مع سائق قطار بني سويف ومساعده وعامل المراقبة

أمرت نيابة مركز ناصر ببني سويف، الخميس، بالتحفظ على محسن تهامي مكاوي «42 عامًا- قائد قطار البضائع الذي اصطدم بأحد الحواجز، مساء الأربعاء، وأسفر عن انقلاب الجرار وعربتين»، ومساعده رمضان عبدالغني عبدالعزيز «30 عامًا»، ورزق حليم بباوي فرج- مراقب برج محطة قطار ناصر، وذلك لحين ورود تحريات مباحث السكة الحديد بشأن الواقعة وظروفها وملابساتها، وبيان سبب الحادث والتلفيات وإعداد تقرير لبيان مسؤولية المذكورين وتشكيل لجنة هندسية للانتقال والمعاينة من هندسة السكة الحديد وفحص أجهزة القطار ولوحة التشغيل وعرض تقرير عنهما.
كان المستشار تامر الخطيب، المحامي العام لنيابات بني سويف، أمر بتشكيل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار مصطفى خليل، رئيس نيابة مركز وعضوية 3 من أعضاء النيابة العامة بمركز ناصر، لمعاينة موقع حادث قطار بني سويف رقم 2454، الذي انقلب فيه الجرار وعربتان محملتان بالبازلت والزلط، حيث كان قادمًا من المنيا في طريقه إلى القاهرة أمام مزلقان الشناوية التابع لمركز ناصر.
كما أمر بتشكيل لجنة فنية من هيئة السكة الحديد لمعرفة أسباب الحادث ورفع آثار الحادث من فوق القضبان، والذي تسبب في إيقاف حركة القطارات إلى محافظات الصعيد، وحصر التلفيات التي وقعت جراء الحادث، وإعادة تسيير حركة القطارات مرة أخرى.
وتبين من المعاينة انه اثناء سير القطار دخل القطار حوش التخزين بمحطة ناصر بسرعته واصطدم بالجرار بالصدادة الحديدية الموجودة بنهاية خط التخزين مما أدى إلى خروج الجرار والعربة الاولى والثانية التالييتن للجرار عن الخط وانقلاب الحمولة الخاصة بهما.
وتبادل سائق القطار ومساعده ومراقب البرج «عامل التحويلة» الاتهامات، وألقى كل منهما المسؤولية على الآخر، حيث قال محسن مكاوي قائد القطار، في التحقيقات إن «القطار مخصص لنقل البضائع، وكنت صائما وتناولت الإفطار أنا ومساعد القطار»رمضان«في محطة الفشن، وفي الساعة الثامنة والنصف وصلت إلى مدينة ناصر ولم أشاهد أي إشارات، وفوجئت بدخولي على خط التخزين فاصطدمت بحاجز التصادم».
وأضاف السائق أن فرامل القطار سليمة ولا يوجد بها أي شيء، وتوقفت بها مرتين خلال رحلتي من المنيا إلى بني سويف، وعن سبب الحادث قال «إنني لم أتلق أي اتصال من محطة بنى سويف الرئيسية، ولا من مراقب برج الشناوية، ولا أي اتصال بأنني لا بد من التوقف في محطة ناصر، وفوجئت قبل كيلو واحد بأنني على خط التخزين مباشرة، ما أدى إلى وقوع الحادث».
وتابع قائلا «دخلت إلى التحويلة وأنا مطمئن بأن الفرامل تعمل والسرعة كانت هادئة وأنني لو أعلم أنني على خط تخزين القطار، لهدأت السرعة قبل وصولي إليه، وبالتحديد من محطة بني سويف، ومساعد القطار شاهد على ما أقول».
وقال «لم أترك القطار ولا الجرار لأن الجرار به سولار وخفت على المحطة، من أجل ألا يتم احتراق الجرار، وينتقل للعربات الأخرى، وأوقفت عمل الجرار وأنا بجوار الصدادة الحديدية، وتم إبطال تشغيل الجرار عن طريق يد السرعات، وبعدما اطمأننت على أن الجرار لا يعمل نزلت من القطار، ولم أهرب، وأنا واثق في عدالة الله، والتقرير الهندسي سيكشف أنني لم أتلق إشارات من البرج، ولا من محطة بني سويف، ولم تتصل بي محطة القطار، أنا سائق قديم وقمت برحلات عديدة تصل لأكثر من 200 رحلة».
كما استمعت النيابة إلى أقوال رمضان محمد حسن «35 سنة- مساعد القطار» في التحقيقات، حيث قال «أقسم بأن السائق لم يتلق أي إشارات من برج المراقبة في محطة ناصر أثناء سيره من بني سويف إلى محطة ناصر، والتي تبلغ المسافة بها ما يقرب من 10 كيلو، وفوجئنا بأن القطار الخاص بالبضائع على خط التخزين مباشرة، ما أدى إلى وقوع الحادث واصطدم بالحاجز أو الصدادة الحديدية، وخرج جرار القطار من على مزلقان السكة الحديد وعربتان».
وأضاف مساعد السائق أن «سائق القطار كان يمكن أن يكون السبب لو أنه تلقى إشارات أولا من برج المراقبة أصفر متقطع، لكن الإشارة كانت أصفر، ثانيًا أن محطة بني سويف الرئيسية لم تعط أي إشارات، وثالثا لو أن القطار داخل على خط التخزين كان يمكن الاتصال به لإيقاف القطار، لكن لم يتلق أي إشارات أو اتصالات، والتقرير الهندسي للقطار ومراجعة الإشارات ستكشف أن القطار لم يتلق أي إشارات».
من جانبه اتهم رزق حنا بباوي «40 سنة- عامل برج المراقبة بمركز ناصر ومقيم بني عطية بمدينة بني سويف»، سائق القطار بأنه وراء الواقعة وقال «أنا بريء وأخذت تعليمات من الأبراج التي قبلي بأن القطار رقم 2454 القادم من المنيا إلى بني سويف سيقوم بالتخزين في مدينة ناصر، وأنا قمت بتحويل القطار بناءً على هذه التعليمات، وعلى فكرة هناك تسجيلات صوتية داخل البرج بكل شيء، وبالفعل القطار دخل على التحويلة وبعدها سمعت صوتًا قويًا جدًا، وفوجئت بوقوع الحادث».
وأضاف «إن سائق القطار عندما يدخل على التحويلة هناك نقطة سمافور ما بين بني سويف وناصر يبدأ بتهدئة السرعة بها»، وأشار إلى أن المسافة من بني سويف لموقع الحادث لا تتعدى 11 كيلو مترًا، والسائق كان يسير على سرعة 70 كيلو، وبالتالي اصطدم بالصدادة الحديدية التي أنشئت خصيصًا في حال أي تجاوز للسرعة«.
وتابع إن «السمافور هذا يعمل والمسؤولين عن السكة الحديد وقعوا على أوراق بأن السمافور شغال، ومش عطلان والسمافور هو الإشارة التي تعطى للسائق للتوجيه خلال رحلته، وهي أحمر وأصفر وأصفر متقطع وأخضر، والسمافور كان شغال وأعطى أصفر متقطع، وأنا أخذت تعليمات قمت بتنفيذها على لوحة التشغيل الموجودة على برج المراقبة، وهي إعداد قطار البضائع على سكة التخزين»النفادي«لمرور قطار أهم منه، ودي التعليمات اللي وصلتني من السكة الحديد والأبراج الأخرى، وعندما سمعت صوتا قويا خفير المزلقان كلمني، وقال إن في قطار اصطدم في ناصر، فقمت على الفور بإيقاف القطارات المتجهة إلى قبلي والقطارات المتجهة إلى بحري، وأمَّنت القطارات كلها، واستدعيت الشرطة وطلبت الإسعاف، وهذه مهمتي لأن أنا مسؤول أزمات أيضًا، بجانب مسؤوليتي عن الإشارات وتحويل القطارات طبقا للتعليمات الواردة لي».