مختار مختار في حوار ساخن ل«المصري اليوم»: فتنة «غالي ونبيه» ستدمِّر المنتخب

أكد مختار مختار، المدير الفنى للاتحاد السكندرى، أن أزمة أسامة نبيه، مدرب المنتخب الوطنى لكرة القدم، مع حسام غالى، لاعب الأهلى- ستدمر المنتخب إذا لم يتخذ قرار رادع مع الطرفين.
ودعا مختار المسؤولين عن الفريق بإبعاد الطرفين، خلال المرحلة المقبلة، وأكد أن المنتخب الوطنى لم يشهد عبر تاريخه هذه الفتنة، وأوضح مختار أن الأهلى هو الذى صنع مانويل جوزيه، وأن الأخير لم يحقق نجاحاً بعد توليه أندية أخرى. وكشف
خلال حواره مع «المصرى اليوم» عن أسباب نجاحه مع الاتحاد السكندرى وأسرار قبوله مهمة المصرى فى الموسم الماضى، وتحدث عن «تفويت» المباريات وأشياء أخرى فى هذا الحوار:
■ بداية.. لماذا تحسنت نتائج الاتحاد السكندرى منذ توليك المسؤولية؟
- كان هدفنا منذ تولى المسؤولية إعادة الاتحاد السكندرى إلى مكانته الطبيعية وإبعاده عن منطقة الصراع على البقاء فى الدورى الممتاز وضمان بقائه فى جدول الدورى، ولا يتكرر ما يحدث للفريق فى كل موسم.
■ ألستَ معى أنك تغامر بتوليك تدريب الاتحاد السكندرى؟
- مهنة التدريب تعتمد على المجازفة والمخاطرة، واعتدت خلال مشوارى التدريبى أن أتخذ القرار الذى يتناسب مع قدراتى وإمكانيات الفريق الذى أقوده.
■ ماذا تقصد؟
- الاتحاد السكندرى يمتلك مقومات هائلة من لاعبين مميزين أو جماهير عاشقة له أو مجلس إدارة محترم يسعى لتوفير كافة الإمكانيات فى ظل الأزمة المالية التى يعانى منها.
■ لكن الأزمة المالية تتسبب فى تذبذب النتائج كل موسم ومجلس الإدارة فشل فى إيجاد حل لها!!
- الأزمة المالية هى آفة الأندية الشعبية، بسبب الخلل الإدارى وعدم وجود عدالة فى توزيع المبالغ المالية من قبل الرعاة حتى يتمكن الاتحاد والمصرى والإسماعيلى من تدعيم فريقهم لمنافسة الأهلى والزمالك على البطولات.
■ هل تقصد أن الشركات الراعية وراء إبعاد الاتحاد السكندرى عن المنافسة؟
- أنت تتحدث عن حصد الاتحاد السكندرى للبطولات، وهو أمر يحتاج إلى مقومات فى مقدمتها الدعم المالى باعتبار كرة القدم صناعة، وإذا عجز أى ناد عن توفير الموارد المالية، فلن تقوم له قائمة.
■ ما الحل؟
- قلت لك إن الكرة المصرية تعانى الخلل الإدارى وعدم العدالة فى التوزيع، فى ظل تطبيق فاشل للاحتراف، وصار الأمر أن القوة تكون لمن يمتلك المال والنفوذ التى تدفع اللاعبين للانضمام للأهلى والزمالك على الصعيد المحلى، وأنظر إلى ريال مدريد وبرشلونة على الصعيد العالمى- ستجد المعيار الأساسى هو الإمكانيات المالية والاستمرار فى الدعم المالى حتى تتحقق أى نجاحات.
■ معنى كلامك أن الاتحاد لن يعود للبطولات نهائياً؟!
- الاتحاد يمكن أن يدخل المربع الذهبى فى الدورى بعد موسمين، بشرط أن يتم وضع خطة مستقبلية من الآن يتم خلالها توفير الدعم لشراء لاعبين إلى جانب تكاتف رجال الأعمال، سواء فى الاتحاد أو المصرى أو الإسماعيلى.
■ لكن رجال الأعمال لا يدعمون الاتحاد السكندرى!
- بالتأكيد مساندة رجال الأعمال للأندية شىء مهم، والوحيد الذى ساندنا هو محمد مصيلحى، رئيس النادى الأسبق، لكن الظروف والأوضاع التى تمر بها البلاد تسببت فى ابتعادهم عن الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة.
■ هل ستستمر مع الفريق فى الموسم المقبل؟
- عقدت جلسة مع مجلس الإدارة فى الأسبوع الماضى، طالبتهم بدعم الفريق بلاعبين سوبر وتوفير مستحقات اللاعبين فى الموسم الجارى.
■ ما المراكز التى تحتاج إلى تدعيم؟
- سأبلغ احتياجاتى إلى مجلس الإدارة.
■ هل يوسف أوباما سيستمر مع الفريق فى الموسم المقبل؟
- لا أعرف.. فاللاعب يرتبط بتعاقد مع الزملك، والقرار النهائى سيكون باتفاق إدارة الناديين.. لكنه لاعب متميز، وسيكون له مستقبل كبير.
■ لماذا تواطأ «أوباما» مع الزمالك فى المباراة الأخيرة؟
- «اتق الله».. اللاعب لم يتواطأ نهائياً، لكن صادفه سوء توفيق خلال المباراة، لكن مشكلة «أوباما» أن الجماهير لن تنسى له ما فعله، عندما أهدر ركلة الجزاء، ودخل غرفة خلع الملابس. وأعتقد أن اللاعب لو كان معه «مسدس» كان ضرب نفسه به، لكن أوباما يعشق النادى لدرجة أنه قالها لأحد المشجعين الذى هاجمه فى إحدى المرات: «مهما تعمل هافضل أحب الاتحاد».
■ ماذا فعلت مع اللاعبين حتى يتحسن أداء الفريق منذ توليك المسؤولية؟
- ركزت على الجانب النفسى، سواء داخل أو خارج الملعب.. وساعدنى مجلس الإدارة بصرف جزء من مستحقات اللاعبين فضلاً عن معالجة الأخطاء الفنية ومحاولة تثبيت التشكيل، لكن صادفنا بعض المعوقات التى أدت إلى خسارة بعض المباريات.
■ البعض يردد أن المدرب الأجنبى أفضل للأندية الشعبية ومن بينها الاتحاد السكندرى!
- لا يمكن أن نطلق هذه المقولة بصفة عامة على كافة المدربين.. فهناك أجانب ينجحون مع الأندية الجماهيرية.. وهناك مدربون وطنيون ينجحون مع هذه الأندية، الأهم هو توفير الإمكانيات المالية.. فهناك مدربون أجانب لم نكن نعلم عنهم شيئاً وعندما دربوا الأهلى والزمالك صار لهم اسما كبيرا.
■ ماذا تقصد؟
- لديك مثلا مانويل جوزيه، المدير الفنى الأسبق للأهلى، فقد توفر له كل شىء سواء من لاعبين أو مجلس إدارة، وعندما تولى تدريب أندية أخرى لم يحقق معها أى نجاحات.
■ هل تعنى أن الأهلى هو الذى صنع جوزيه؟
- الأهلى يصنع أى مدرب وأى لاعب.. فهو النادى الذى يمتلك كل الإمكانيات والمقومات التى تجبرك على حصد البطولات.. فالمدرب الذى يتولى تدريب الأهلى، ولا يحقق بطولات، ولا يستحق أن يكون مدرباً.
■ أليس غريباً عدم توليك تدريب الأهلى رغم أنك أحد أبنائه البارزين؟
- ليس غريباً ويسأل فى ذلك مجلس الإدارة.
■ لكن هناك من فاوضك لتولى تدريب الأهلى خلال الفترة الماضية؟
- حدثت مرة واحدة فى الموسم قبل الماضى، عندما تلقيت اتصالاً من أحد المسؤولين وقتها، لكن المفاوضات لم تتم.
■ هل يمكن أن تتولى الأهلى فى المرحلة المقبلة، بعد أن قمت بتدريب المصرى؟
- رد متسائلاً: ما الغريب فى ذلك؟!
■ البعض يتهمك بأنك لم تراع مشاعر أسر ضحايا بورسعيد، ووافقت على تدريب المصرى!
- سؤالك مهم جداً، وشىء طيب أنك فتحت هذا الموضوع حتى يعلم الجميع أننى عندما قبلت تدريب المصرى كان هدفى العمل على إزالة الاحتقان بين الجمهورين وإعادة الوئام والعلاقات بعض الشىء.. فنحن جميعاً مصريون، ولا يجوز أن تستمر الفتنة بيينا بهذا الشكل.. وأريد أن أسأل من يعارضون تدريبى للمصرى.. هل الأفضل أن نستمر فى حالة الاحتقان بين جمهورين ينتميان إلى دولة واحدة؟!.. إلى متى ستظل هذه المشاكل؟!.. فلا بد من إزالتها وإعادة الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى.
■ هل تتوقع أن يحدث ذلك؟
- يجب أن تنتهى الأزمة لمصلحة الرياضة والكرة المصرية والبلد بصفة عامة.. لا يجوز أن تستمر حالة الاحتقان إلى ما لا نهاية.. ليس فى مصلحة أى طرف استمرار الشقاق بين أبناء وطن واحد.
■ لماذا تبدو منفعلاً؟
- أخشى على بلدى من زيادة الاحتقان وافتعال الأزمات.
■ هل تعتقد أنها مدبرة؟
- لا أعرف.
■ لكنك لم تجب عن سؤالى بعدم حدوث هذه الكارثة عندما كنتم لاعبين!!
- قلت لك إن علاقة اللاعبين ببعضهم كانت طيبة جداً.. وأذكر أننى عندما كنت لاعباً كان يرافقنى فى السكن كل من محمود الخواجة وحمامة وعندما يأتى موعد المران كنت أذهب للأهلى والخواجة يتوجه إلى الزمالك ثم نعود لاستكمال حياتنا.
■ ألم يحدث احتقان بين الأهلى والزمالك عندما كنت لاعباً فى المنتخب الوطنى مثلما يحدث فى التوقيت الراهن؟
- مستحيل.. لم يشهد عصرنا أى فتنة بين اللاعبين أو الأجهزة الفنية.. وقلت لك إننا كنا على علاقة طيبة جداً.. وأذكر أننى كنت أطلب اللعب إلى جوار حسن شحاتة فى المباريات لأنه كان لاعباً فذاً.
■ كيف ترى أزمة حسام غالى وأسامة نبيه؟
- ستدمر المنتخب.
■ لماذا؟
- لم نر، كما قلت على مدار تاريخ المنتخب الوطنى فتنة داخل المعسكر بين أهلاوى أو زملكاوى.. لأننا عندما نتوجه إلى معسكر المنتخب نخلع انتماءاتنا من أجل الدفاع عن اسم البلد فى المباريات الدولية سواء كانت ودية أو رسمية.
■ برأيك.. لماذا اندلعت هذه الفتنة فى المنتخب؟
- قلت لك إن الأوضاع تغيرت والأفكار اختلفت فى السنوات الأخيرة، واللاعبون مثلهم مثل باقى أفراد الشعب.. فأفكارهم تغيرت بشكل كبير، وأصبح الانتماء للنادى أو للمال أكبر من الانتماء للمنتخب الوطنى، بعكس ما كان يحدث فى عهدنا.
■ كيف؟
- الأمر اختلف بشكل كبير، وأذكر أننا عندما كنا نواجه الاتحاد السكندرى أو المصرى أو الإسماعيلى كانت هناك حالة من الرعب والخوف من الهزيمة من كلا الطرفين، وعندما تنتهى المباراة ينتهى كل شىء.. فالمنافسة بيننا لا تتعدى حدود الملعب فقط.
■ هل الإمكانيات وحدها هى الفرق بين جيلكم وجيل المنتخب الذى حقق 3 مرات أمم أفريقيا؟
- بالتأكيد.. فكنا نعسكر فى بعض الفنادق التى كانت عبارة عن سكن شعبى بعكس ما يحدث فى الوقت الحالى، فالفنادق متوفر بها ملاعب للأندية التى تمتلك الإمكانيات.. لكن الأندية الأخرى لا تستطيع توفير الملاعب للتدريب عليها.
■ من المسؤول عن فتنة الأهلى والزمالك فى المنتخب؟
- لا أعرف.. لكن لو مكان كوبر لاتخذت قراراً بإبعاد الطرفين خلال الفترة المقبلة سواء أسامة نبيه أو حسام غالى.
■ هناك اتجاه لإبعاد حسام غالى عن المعسكر المقبل!
- هذا شأنهم.
■ مارأيك فى مستوى إيفونا؟
- مهاجم عادى، ولم يحقق طموحات جماهير الأهلى مقارنة بالمبلغ الذى انتهت به الصفقة.
■ لكنه سجل هدفاً رائعاً فى الزمالك!!
- رد متسائلاً.. هل تعاقد الأهلى معه من أجل تسجيل هدف واحد فى الزمالك فقط؟!.. فالمهاجم يتم تقييمه وفقاً لأدائه والأهداف التى يسجلها فى المباريات، ووجهة نظرى أن الأهلى لم يستفد منه نهائياً هذا الموسم مقارنة بالمبلغ الخيالى الذى حصل عليه.
■ هل تنصح ببيعه نهاية الموسم؟
- بالتأكيد.. فمن الأفضل بيعه والاستفادة من المبلغ المالى الذى سيدخل النادى بشراء مهاجمين آخرين.. وهل تتخيل أن قيمة صفقة إيفونا التى تقدر ب40 مليون جنيه ضعف ميزانية نادى الاتحاد السكندرى.
■ ما أصعب موقف تعرضت له خلال مسيرتك؟
- عندما أصبت فى عينى من أحد الأشخاص وأثرت سلباً على قدرتى على النظر، ومازلت أعانى منه حتى الوقت الراهن.
■ هل تعرضت لموقف المطالبة ب«تفويت» المباريات سواء كنت لاعباً أو مدرباً؟
- لم يحدث.
■ ألم يطلب منك أى فريق «تفويت» مباراة حتى يستمر فى الدورى؟
- حدثت مرة واحدة عندما كنت أقود فريق بتروجت، وكان فريق أسمنت السويس يحتاج إلى الفوز حتى يستمر فى الدورى، لكننى رفضت وفزنا بالمباراة وغضبت منى الجماهير، وحدثت أزمة كبيرة فى المؤتمر الصحفى.