170 بحارًا مصريًا يبدأون التدريب على «ميسترال»

ذكرت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أن أولى حاملة طائرات من طراز «ميسترال»، التي أطلق عليها اسم «جمال عبدالناصر»، اشترتها مصر من فرنسا، أبحرت، الجمعة، من ميناء «سان نازير» الفرنسى لإجراء تدريب للطاقم المصرى، لمدة أسبوع، وأضافت أن سفينة الإنزال والقيادة «جمال عبدالناصر» التي كانت تُلقب باسم «فلاديفوستوك»، أبحرت من ميناء سان نازير، غرب فرنسا، وعلى متنها نحو 170 من البحارة المصريين و50 مدربًا فرنسيًا.
ووفقًا لموقع «تشالينجى» الفرنسى، ظهر الجنود المصريون الذين صعدوا إلى حاملة المروحيات، يرتدون أزياء بيضاء وخوذًا برتقالية، تحت أنظار مئات الأشخاص الذين احتشدوا في الميناء، بينما كانت السفينة تتحرك بواسطة قاربين صغيرين لسحب السفن، ومن المقرر عودة «ناصر» إلى «سان نازير» في 13 مايو، وستقوم بجولة ثانية من التدريبات في منتصف مايو الجارى، قبل تسليمها إلى القاهرة في مطلع يونيو المقبل.
البحارون أثناء تلقيهم التدريبات
وأكدت «لو فيجارو» أن السفينة الأخرى التي تحمل اسم «سيباستوبول»، وتمت تسميتها باسم الرئيس الراحل «أنور السادات» لا تزال في الميناء، ومن المقرر أن تبحر مرتين لتدريب البحارة المصريين في أغسطس المقبل، قبل تسليمها لمصر في سبتمبر المقبل، موضحة أن 400 من البحارة المصريين كانوا وصلوا إلى ميناء «سان نازير» في فبراير الماضى لتلقى التدريبات في مجال الملاحة البحرية على السفينتين الحربيتين.
وبحسب الصحيفة، اشترت مصر السفينتين الفرنسيتين بعد أن وقعت القاهرة وباريس، في سبتمبر 2015، صفقة شراء حاملتى المروحيات العسكرية بقيمة 950 مليون يورو، خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسى، مانويل فالس، إلى مصر، وطلبت مصر تركيب أنظمة جديدة خاصة بالقوات البحرية المصرية، وترجمة الإشعارات والمخططات التي يتعين الاطّلاع عليها من الروسية إلى الإنجليزية على وجه السرعة، كما أشار موقع «لو باريزيان» الفرنسى إلى أنه تم تفكيك نظم الاتصالات الروسية في السفينتين وإعادتها إلى روسيا، والاستعاضة عنها بنظم جديدة للقوات البحرية المصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية هي التي موّلت الصفقة بتخصيص الأموال التي مكنت القاهرة من شراء الحاملتين، وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية، بيار لولوش، إن المال الذي ستدفعه مصر لشراء السفن سيأتى من السعودية.
فى سياق آخر، ذكرت صحيفة «لاتربيون» الفرنسية، أن مصر ستوقّع، الثلاثاء المقبل، عقدًا مع شركتى «تاليس إلينيا» الفضائية الفرنسية، المتخصصة في صناعة الأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات (TAS)، و«إيرباص سبيس سيستمز»، لمعدات الدفاع، لشراء قمر صناعى عسكرى، مشيرة إلى أن الصفقة المتوقعة تبلغ قيمتها حوالى 600 مليون يورو، وأوضحت أن الصفقة تمثل نجاحًا جديدًا لفرنسا والصناعة العسكرية.
حاملة الطائرات فى طريقها للمياه المصرية قريباً
وأكدت أنه بعد مناقشات بين الرئيسين الفرنسى والمصرى وبين وزيرى دفاع البلدين، تم التوصل إلى اتفاق لشراء القمر الصناعى، بحسب ما أكد مصدر بقصر الإليزيه لوكالة «رويترز». ولفتت إلى أنه بعد أسبوعين من زيارة «هولاند»، تم التوصل لحل حول جميع العقبات المتبقية لتوقيع العقد، بما في ذلك مشكلة التأمين على القمر الصناعى من قبل الطرفين.
وذكرت «لاتربيون» أن القمر الصناعى سيكون من نفس النوع الذي تسلّمته الإمارات، وهو من طراز «هيليوس» للمراقبة ذات الدقة العالية، على أن تصنع شركة «إيرباص» المنصة، و«تاليس إلينيا» القمر.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة «ليزيكو» الفرنسية أن التعاون الاقتصادى بين مصر وفرنسا ينمو بشكل لافت، وأوضحت أن الشراكة الفرنسية المصرية في مجال الاقتصاد والتسليح وغيرها من المشاريع القومية المصرية الكبيرة آخذة في النمو بشكل واضح، وأوضحت أن «هولاند» وعد خلال زيارته لمصر بوضع خبرات الفرنسيين تحت تصرف الشريك المصرى، حيث تم توقيع العديد من العقود مع شركات النقل والطاقة الفرنسية على وجه الخصوص.
ورأت الصحيفة أن الاستقرار السياسى النسبى في مصر وتعافى الاقتصاد ولو بشكل بسيط، يقدمان فرصًا للمستثمرين الأجانب في مختلف المجالات مثل الطاقة المتجددة والنقل وبناء الطرق، ولطالما كانت فرنسا شريكًا اقتصاديًا تاريخيًا لمصر ووصل حجم التجارة بين البلدين عام 2015 إلى 258 مليار يورو.
ووفقًا للصحيفة، من المتوقع أن تشارك فرنسا «المقاولون العرب» و«أوراسكوم للإنشاء» في بناء خط مترو جديد بطول 18 كيلومترًا تقريباً ويتكون من 15 محطة جديدة ومن المتوقع أن ينقل ما يقارب 5 ملايين راكب يومياً.