«تومسون» تنظم ورشتي عمل ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

ناقش جون وير، المراسل التليفزيوني المتخصص في إعداد التحقيقات، أهمية الصحافة الاستقصائية كأداة حكومية لصناعة قرارات أفضل، حين أوضح رون كورفر، مسؤول خدمات العلوم والاقتصاد في البرلمان الأوروبي، فاعلية استراتيجيات الاتصال حين تتضمن إشراك أصحاب المصلحة، وذلك في ورشتي عمل انعقدتا في إطار المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2016.
وناقش جون وير، ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2016، الدور المحوري الذي تؤديه الصحافة الاستقصائية في مساعدة المجتمعات والحكومات على مواجهة الأنشطة غير القانونية والخطيرة. وباستخدام أمثلة عملية عن كشف الصحافة لممارسات عديدة من فضح استغلال مُلّاك العقارات للمستأجرين إلى عمليات الاحتيال على شركات تأمين السيارات، سلط وير الضوء على أهمية الصحافة الاستقصائية بوصفها أداةً لكشف ومواجهة الممارسات غير القانونية في القطاع الخاص، ودرء الأخطار.
وفي معرض حديثه، قال وير: «لا تقتصر الصحافة الاستقصائية على طرح الأسئلة، بل يتجاوزه إلى البحث عما يكمن وراء السطح مما لا تكشفه الصحافة اليومية العادية. ولا بد للصحفي الذي يعد تحقيقاً من أن يبادر الفعل، لا أن يكتفي برد الفعل فقط، وأن يكشف الموضوعات التي قد يريد الآخرون إبقاءها سراً. تتطلب التحقيقات الصحفية، إذاً، البحث العميق والتحليل الدقيق، وعلى الصحفي التحلي بالصبر وقوة الاحتمال والمثابرة، وذلك بهدف جمع الأدلة الدامغة».
وبين وير بالتفصيل أهمية إطار العمل الأخلاقي، والمعايير التشريعية للحفاظ على المصلحة العامة عند التحقيق في موضوعات لا يمكن الوصول إليها بسهولة، كما عرض أمثلة ميدانية على التعاون بين الحكومات والصحفيين لفضح منتهكي القانون.
وأضاف وير: «يمكن للصحافة الاستقصائية أن تكون أداةً قيِّمة في تحسين الظروف للحكومات والصحفيين والرأي العام، حيث يمكن للحكومات والرأي العام، على حد سواء، الاستفادة من فضح الممارسات غير القانونية في قطاعات متنوعة، بما في ذلك الإعلام نفسه. وتمثل القدرة على التخفي عنصراً أساسياً الصحافة الاستقصائية الناجحة، ويمكن أن يشعر الصحفي بأن التكتيكات التي يتبعها لكشف الحقيقة تنطوي على التحايل، وتستخدم أجهزة التسجيل السرية. ولكن استخدام هذه التكتيكات يجب أن يكون مضبوطاً بإطار عمل أخلاقي، وخاضعاً لأكثر الأحكام صرامةً».
من جانب آخر، ركزت ورشة العمل التي أدارها كروفر، بعنوان «العمل مع أصحاب المصلحة في استراتيجيات الاتصال»، على الحاجة إلى تطوير طرائق مبتكرة للتواصل مع أصحاب المصلحة في البيئة الإعلامية المعقدة لعصرنا الحاضر. وناقش الأدوات والاستراتيجيات التي يستخدمها قسم الاتصال في البرلمان الأوروبي، من حيث تحضير وتوزيع الرسائل، وإشراك أصحاب المصلحة والرأي العام.
وباستخدام مثال فضيحة التهرب الضريبي التي كشفتها تسريبات «لكس ليكس»، استكشفت ورشة العمل كيفية قيام الاتحاد الأوروبي بالعمل مع الصحفيين الذين أعدوا التحقيقات، والسياسيين والشركات متعددة الجنسيات، ونشطاء الشفافية، وخبراء الضغط، ومُسرِّبي المعلومات، لبناء حملة إعلامية تهدف إلى نظام ضريبي للشركات أكثر شفافية وعدالة في أوروبا.
وقال كروفر: «يجب على العاملين في مجال الاتصال الحكومي طرح أربعة أسئلة قبل إرسال الرسائل: من هو جمهوري المستهدف؟ هل لديه علم بالقضايا التي سأطرحها؟ هل يفهمها؟ ما هي وجهة نظره؟ فهناك بعض المواضيع التي تكون معروفة على نطاق واسع إلى حد أن الصحفي يمكنه الانتقال مباشرة إلى موضوعه دون مقدمات، للتأثير في الرأي العام. ولكن، في أحيان كثيرة أخرى، يتوجب على الصحفي أن يبدأ بالتوعية بالقضايا المجهولة للعموم، وتعزيز فهم الرأي العام لها لتجهيزه لتشكيل رأي بشأنها».
وأضاف: «يسرني أنني تمكنتُ من المشاركة في الملتقى الدولي للاتصال الحكومي للسنة الثانية على التوالي. لا لمشاركة خبرتي في الاتصال مع زملائي في منطقة الخليج فحسب، بل لأنني سأتمكن مجدداً من أن أصطحب أفكاراً جيدة وذكريات جميلة معي إلى بروكسل، ومن أسباب أهمية المنتدى الدولي للاتصال الحكومي كحدث عالمي المستوى، هو جمعه للمحترفين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة عملهم مع زملائهم».
وقال كروفر إن الاتصال مع أصحاب المصلحة يتطلب، بالضرورة، التفاعل مع عدد من العناصر الفاعلة، وتوفير معلومات عالية الجودة وتسهيلات لهم لجمع المعلومات الهامة بسرعة.
وركز على أهمية الشفافية، وتوفير الوصول إلى الاجتماعات الرسمية والوثائق، والمساواة، وتوفير المعلومات بسهولة لكافة الأطراف، والتواصل. ولتمكين هذه التفاعلات وتعزيز التواصل، تنظم الوحدة الصحفية في الاتحاد الأوروبي ورشات عمل للصحفيين والسياسيين والقطاع الخاص لمساعدتهم على فهم مفاوضات ومناقشات الاتحاد الأوروبي، وبالإضافة إلى ذلك، تستفيد الوحدة من تقنية الفيديو عبر الإنترنت وحسابات التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق التواصل.