إحساس مؤلم ومُهين وصادم وجارح للغاية أن يتلقى إنسان.. فى أى موقع أو مجال.. خطاباً من إدارة عمله لإبلاغه بالاستغناء عنه دون أى مقدمات أو أسباب.. وتتضاعف مساحة الألم والهوان حين يكون هذا الإنسان صانع نجاحات وصاحب إنجازات، فضلاً عن أنه أصلاً لا يتقاضى راتباً مقابل هذا العمل رغم التزامه وتفانيه وإخلاصه.. مقالات متعلقة * هل ستلعب إسرائيل في مصر؟ * سفير لمصر أم خادم للرياضة والصحافة؟ * الذين سيحرقون فى النهاية كل شىء وهذا هو ما جرى للمياء مختار.. المديرة الفنية لمنتخب مصر للسباحة التوقيعية منذ عام 2000 حتى جاءها مؤخراً خطاب رسمى من إيمان عرام.. منسقة السباحة التوقيعية باتحاد السباحة.. تخطر فيه لمياء مختار بأن مجلس إدارة الاتحاد المصرى للسباحة قرر الاستغناء عن خدماتها بناءً على مذكرة مقدمة من إيمان عرام نفسها.. وبناءً على ذلك يهدى اتحاد السباحة للمياء مختار خالص تحياته وجزيل شكره على ما قدمته لمنتخب مصر طيلة فترة عملها.. ولا أظن أن أى أحد سيقبل هذا الأسلوب المهين فى التعامل مع مدربة مصرية أعطت للسباحة التوقيعية قلبها وعقلها وأجمل سنوات حياتها بالمعنى الحرفى لهذه العبارة.. ف«لمياء» لم تنشغل بأى شىء آخر عن هذه اللعبة التى عشقتها وأدمنت الانتصار فيها وتحدِّى كل الظروف والعوائق، وخوض الكثير من الأزمات والحروب.. ولست أعترض على قرار اتحاد السباحة بالاستغناء عن لمياء أو أى مدرب آخر فى أى وقت.. فهذا حق خالص للاتحاد.. ولكن من حق لمياء أن يكون هناك سبب لهذا الاستغناء المفاجئ.. كأن تكون قد فشلت فى مهمتها أو ارتكبت أى جريمة فنية أو أخلاقية.. وهو ما لم يحدث أبداً.. فمن الناحية الفنية.. قادت لمياء منتخب مصر للتأهل لدورة ريو دى جانيرو المقبلة مثلما قادته سابقاً لدورتى سيدنى ولندن.. وأظن أنه كان ولايزال من حق لمياء الفنى والأدبى والإنسانى قيادة منتخب مصر للسباحة التوقيعية فى ريو دى جانيرو باعتبارها المدربة التى قادت هذا المنتخب للتأهل، ثم الاستعداد الأوليمبى بكل مشقته وتدريباته.. كما أن التاريخ الفنى ل«لمياء» يشهد أيضاً أنها قادت منتخب مصر فى بطولة العالم الأخيرة فى كازان الروسية فى يوليو الماضى للمركز ال15 من 42 دولة.. وفى بطولة العالم الأخيرة أيضاً للناشئات وصلت لاعبة مصر لنهائى الفردى للمرة الأولى فى تاريخ مصر.. هذا غير بطولات وانتصارات أخرى كثيرة لمنتخب مصر بقيادة لمياء.. أما من الناحية الأخلاقية فأنا أطالب الصديقين ياسر إدريس، رئيس اتحاد السباحة، وهشام حطب، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، بسؤال خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، عن شهادته فى حق وأخلاق والتزام لمياء مختار.. وأعرف أن الوزير لا سلطة له فى هذا الأمر الذى يخص الاتحاد فقط ولجنته الأوليمبية، لكننى فقط أطلب شهادته كرجل تعامل لسنين طويلة مع لمياء وقت أن كان عضوًا بمجلس إدارة نادى الصيد.. كما أرفض تماماً تدخل أصحاب النفوذ والمصالح لسرقة حلم وكسر قلب واغتيال مدربة ناجحة وملتزمة، نجاحها هو خطيئتها الوحيدة مع رفضها الدائم لأى تنازلات أو مجاملات أو وساطات أو مصالح شخصية، سواء فى اتحاد أو ناد أو مدرسة. شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن