عماد الدين السيد طالب أكاديمية الطيران المصري المحتجز بالولاياتالمتحدةالأمريكية وينتظر قرار الترحيل بسبب تعليقا كتبه على موقع «فيس بوك» هدد فيه لمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، لكن المثير في الأمر أن هذه ليست القضية الأولي من نوعها في الولاياتالمتحدة التي يطرد فيها أشخاص ويتم ترحيلهم من الولاياتالمتحدة بسبب تعليقات لهم على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. ف«السيد» ربما كان العربي المسلم الأول الذي يتم حبسه بسبب ما نشره على مواقع التواصل الاجتماعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنه بالتأكيد ليس الشخص الأول، إذ يوجد العديد من المواطنين الأمريكيين والأجانب الذين تعرضوا للسجن بسبب نشرهم لعبارات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن تهديدات بالقتل أو تهديد بعمل إجرامي مسلح. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت السلطات الأمريكية تأخذ التهديدات الأمنية على مواقع التواصل الاجتماعي على محمل الجد، ورغم أن الإجراءات المتخذة ضد ناشري هذه التهديدات التي تعرض صاحبها للسجن تثير جدلاً واسعا حول دستوريتها، وهل تقع ضمن حرية الرأي والتعبير الذي يكفله ويدافع عنه الدستور الأمريكي أم لا، لازلت هذه الممارسات مستمرة. وفي عام 2012، تم ترحيل سائحين بريطانيين من الولاياتالمتحدة بسبب مزحة على «تويتر»، فبعد أن رد أحدهم على صديق على الموقع قائلا إنهم «سوف يدمرون الولاياتالمتحدة»، تم القبض عليهم رغم محاولاتهم لشرح أن كلمة «يدمر» تعني بالعامية في بريطانيا «يحتفل»، وتم ترحيلهم بعد 12 ساعة من وصولهم إلى البلاد. وفي واقعة مشابهة، تم القبض على جاستين كارتر في عام 2013، الذي كان في 19 من عمره في ذلك الوقت، بسبب تعليق على «فيس بوك» قال فيه إنه يريد أن يطلق النار على أطفال، سرعان ما وجهت إليه تهم قد تصل عقوبتها إلى 10 سنوات، وتم إطلاق سراحه بعد أن قضي عدة شهور بالسجن حتى تم دفع الكفالة المقررة التي وصلت قيمتها إلى نصف مليون دولار. وفي العام نفسه، تم القبض على الطالب كاميرون دأمبريسوا، 18 عاما، ووجهت له تهم تصل عقوبتها إلى 20 سنة، بعد أن نشر على صفحته ب«فيس بوك» كلمات أغنية تحرض على العنف، وتم منحه الحق بالخروج بكفالة قدرها مليون دولار بعد أن قضي شهرا بالسجن. وتكرر الأمر للمرة الثالثة في العام نفسه، إذ تم القبض على مراهق عمره 15 عاما، وتم توجيه تهم له بسبب تدوينه على موقع «تويتر» هدد فيها بارتكاب عمليات قتل جماعي. وفي 2012، حكمت محكمة أمريكية بالسجن لمدة يومين على سيدة رفضت حذف تعليق سخرت من حادث سير هي تسببت فيه على «فيس بوك». ومن جانبها، علقت صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس، على القضية قائلة إنها أشعلت موجة من الجدل الحاد حول حرية التعبير في الولاياتالمتحدة التي طالما واجه فيها ترامب انتقادات مسيئة للمسلمين، موضحة أن «السيد»، 23 عاما، الذي كان يواجه ترحيلا محتملا، مثل أمام هيئة محكمة الهجرة في المدنية أمس مرتديًا بدلة الحبس الصفراء. ونقلت الصحيفة عن وكالة أنباء «أسوشيتيد برس» أن سلطات الهجرة قد وافقت على السماح ل السيد بالعودة إلى مصر بمحض إرادته بدلا من ترحيله، طالما أنه سيغادر الولايات المتحد الأمريكية قبل 5 من يوليو المقبل، ورغم أن الطالب المصري لم يتم اتهامه، فقد ألغيت تأشيرته. كان «السيد» قد كتب تعليقا قال فيه: «لو قتلت هذا الرجل لن يهمنى أن أسجن مدى الحياة، وسيشكرني العالم»، في إشارة إلى «ترامب». وكتب «السيد» تعليقًا عل حسابه الخاص على «فيس بوك» في 3 فبراير الماضي تتعلق بخطة المرشح الجمهوري لحظر المسلمين الأجانب من دخول الولاياتالمتحدة، لتقتاده السلطات الأمنية الأمريكية بعد ذلك. ووفقا لوثائق المحكمة، رأى أليكس خطيب صاحب أكاديمية الطيران الذي اتصل على الفور بمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي أي» الذي مرر الأمر بدوره إلى مكتب الخدمة السرية المنوط به حماية «ترامب» لكونه المرشح الجمهوري الرئيسي في الانتخابات الرئاسية. وقال هاني بشري إنه في 4 من فبراير الماضي، أي بعد يوم واحد من نشر «السيد» لهذا «البوست»، توجه عميلان من جهاز الخدمة السرية لأكاديمية الطيران واستجوبوا الطالب المصري لساعتين، وسألوه عن خلفياته وما إذا كان على صلة بأي جماعات إرهابية. وبعد مغادرتهما، حذف «السيد» «البوست»، وأكدت الوثائق الحكومية بالفعل أن عميلين من الخدمة السرية قابلا «السيد» بشأن هذا التهديد. وفي 5 فبراير، توجه العميلان من جهاز الخدمة السرية إلى منزل «السيد» وفتشا في ممتلكاته وسيارته وجهاز «لاب توب» الخاص به، وبعد أسبوع زارا «خطيب» في الأكاديمية، وقال: «إنهما أخبراه أن الخارجية الأمريكية ألغت تأشيرة (السيد) الدراسية، ومن الأفضل له أن يغادر البلاد..». وقال «بشري» معلقًا على القبض على موكله: «إنه لشيء تجاوز حدد السخافة، فقد نُشر هذا (البوست) بكل حماقة.. لقد كان غاضبا من تعليقات (ترامب) عن المسلمين»، وأضاف أن موكله يريد أن يسترد بعض أمواله حتى يتمكن من العودة لبلاده.