روما وريال مدريد.. «تكتيك» سباليتي يسقط أمام فرديات نجوم الملكي

حقق فريق ريال مدريد فوزًا هامًا في عقر دار فريق روما، وقطع شوطًا كبيرًا للوصول إلى دور ال8 من مسابقة دوري الأبطال، بينما لم تنجح بسالة أصحاب الأرض واللعب بتكتيك منظم وصارم في إيقاف الضيوف، وبالأخص مع الإجهاد الذي وضح على الفريق بعد مرور ساعة من المباراة، ومن بعدها أصبحت كل الطرق تؤدي إلى مرمى الحارس البولندي فويتشك تشيزني، حارس نادي العاصمة الإيطالية.
لوتشيانو سباليتي لعب المباراة بتوازن كبير، رسم تكتيكي أقرب ل4-3-3 بدون وجود مهاجم صريح، ثلاثي وسط هجومي بوجود صلاح في اليمين والشعراوي في اليسار وبيروتي بينهما في الوسط، وخلفهما مباشرة البوسني ميراليم بيانيتش، مع ثنائي ارتكاز قوي لتأمين خط الوسط وهما ناينجولان وفاينكور.
زيدان لم يبتكر في تشكيل الفريق الذي استمر عليه منذ قدومه لقيادة الفريق مطلع العام الحالي، وقام المدرب بالدفع بأوراق هجومية في تشكيلة قوية بوجود رونالدو وبنزيمة ورودريجيز ومودريتش، من اجل تحقيق نتيجة مريحة للفريق في مباراة العودة.
تكتيكات روما أجبرت ريال مدريد على الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة دون طائل، والتسديد من مسافات بعيدة، لدرجة أن الفريق الإسباني فشل في التسديد على مرمى الفريق الإيطالي تماماً في الشوط الأول، وهذا رقم لم يحدث منذ موسم 2010/2011 للفريق الإسباني الكبير.
اعتماد روما جاء بشكل كبير على انطلاقات محمد صلاح، الذي أزعج الجبهة اليسرى للضيوف بشكل كبير، وكان مصدر الخطورة الأبرز لأصحاب الأرض وجعل الضيوف يوجهون تركيزهم الدفاعي تجاهه، مما خلق مساحات كبيرة لزميله في الناحية اليسرى، ستيفان الشعراوي، الذي وجد نفسه منفرداً في مناسبتين لولا تدخلات دفاع ريال مدريد في اللحظات الأخيرة التي حالت دون تسجيل الإيطالي الجنسية والمصري الأصل أي اهداف.
تكتيك روما الدفاعي المنظم أمام فرديات ريال مدريد الخطيرة لم يستمر لفترة ابعد من 15 دقيقة من الشوط الثاني عندما بدأت الخطوط تتباعد لأصحاب الأرض بسبب المجهود البدني الكبير المقدم من جميع لاعبيه، ونجح كريستيانو رونالدو، ثاني افضل لاعب في العالم لسنة 2015، من تسجيل هدف الافتتاح في الدقيقة 57، عن طريق مجهود فردي ممتاز مع تسديدة قوية لمست اللاعب فلورنزي وذهبت في زاوية صعبة للحارس البولندي تشيزني.
من بعد الهدف انفتحت المباراة تماماً وبدأ فريق روما يظهر هجومياً بشكل كبير بعد دخول المهاجم البوسني القوي إدين دجيكو بدلاً من الشعراوي، لكن ريال مدريد حصل على العديد من الفرص الخطيرة لتعزيز النتيجة عن طريق رونالدو وبنزيمة.
دخول دجيكو كان افضل كثيراً لمحمد صلاح بسبب قدرة البوسني على الإستلام والتسليم لصلاح المندفع بسرعته الكبيرة بين دفاع ريال مدريد، وكانت افادته ستكون اكبر لو كان تم الدفع به من بداية المباراة امام انخفاض كبير في المجهود البدني لأغلب لاعبي روما بمن فيهم محمد صلاح الذي قدم مجهود بدني ضخم من انطلاقاته السريعة في الناحية اليسرى للضيوف.
قبل نهاية المباراة أسقط داني كارفخال، الظهير الأيمن لريال مدريد، فلورنزي لاعب روما داخل منطقة الجزاء بشكل واضح، لكن الحكم لم يرها تستحق الاحتساب أمام اعتراضات كبيرة من لاعبي روما، واظهرت الإعادة التلفزيونية بالفعل تدخل قوي على اللاعب الإيطالي واستحقاقه الحصول على ركلة جزاء.
بعدها وعلى بعد أقل من 5 دقائق من نهاية المباراة، انطلق البديل خيسي رودريجيز من نصف ملعب ريال مدريد ولمسافة تزيد عن 50 ياردة مباشرة حتى منطقة جزاء روما دون أي ضغط من دفاع اصحاب الأرض ويسدد بدقة في شباك الحارس تشيزني ليسجل الضيوف الهدف الثاني في الدقيقة 86 من زمن المباراة.
انتهت المباراة بهزيمة روما على ملعبه بنتيجة 0-2، وأصبح نادي العاصمة الإيطالي مطالب بما هو مستحيل لتجاوز ريال مدريد في مباراة الإياب بملعب سانتياجو بيرنابيو يوم 8 مارس المقبل.