الثورة المضادة يتحدث عنها الكثيرون لكن هذه الأحاديث أحاديث غير مترابطة وغير واضحة، تجد شخص يتحدث عن الثورة المضادة ويقابله عشرات الأحاديث التى تقول أن هذه الثورة المضادة هى (وهم) صنعه المصريون فى انفسهم من اجل خوفهم الشديد على ثورتهم البيضاء. لكننى اليوم أصبحت على علم يقينى بهذه الثورة المضادة أراها أمام عينى ولا أشك فى عدم وجودها لحظة واحدة. ***البداية كانت من خطاب الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى القاه يوم 2/2/2011 يوم (الأربعاء الاسود.) قال مبارك صراحة{أما أنا أو الفوضى} الكل رأى أن هذا الشخص كان يهدد بما لا يملك أن يفعل إلا أن سير الأمور فى مصر إلى الآن لا يتفق مع هذه الرؤية، بل يتفق مع الرؤية التى لم يراها أحد وهى أنه هدد ونفذ وما زال ينفذ ما هدد به إلى الآن . أتفقت فى هذا اليوم كل الآراء على أن الرجل يهدد بما لا يستطيع فعله ومن هذه الآراء :- فى تعليقه على الخطاب قال المفكر والمحلل السياسى الدكتور عزمى بشارة بالنص "لا علاقة له بالواقع فالرجل يقول أما أنا أو الفوضى" أما نوارة نجم الناشطة السياسية فقالت"ملىء بالكذب والادعاء ولا يلبى مطالب الشعب برحيله " الكل أتفق على أن الرجل كان يهدد ولا يملك شىء لينفذ تهديده إلا أن الحقيقة هى أن الأمور لم تكن كذلك، أن مبارك عندما هدد بالفوضى أو بقائه كان قد أعد كل العدة لهذه الفوضى وحشد الحشود ووزع الأدوار وظل إلى الآن محتفظاً بقنوات أتصال بينه وبين هذه الحشود. * أن مبارك لم يترك مصر حباً فيها فهذا الرجل لا يحب إلا نفسه ولا أعتقد أنه يوجد حالياً من يكرة مصر وأهلها مثله، وكذلك لم يتركها خوفاً على أمواله الموجودة بها فهو يملك أضعاف أضعاف هذه الأموال فى الخارج ونعلم أن معظم هذه الأموال قد تم تهريبها مع بدايات الثورة . إن عدم ترك مبارك لمصر سببه الأساسى هو حرصه على تنفيذ مخطط الفوضى الذى أعده مسبقاً حتى آخر لحظة (وليس كما قال أننى أريد أن أموت وأدفن فى مصر...لاحظوا الحملة التى كانت فى بداية تنحى مبارك لأستقطاب العطف والشفقة من المصريين بحجة رفضه أخذ الدواء أو الذهاب للعلاج ... وبعد فترة فضحته الجارديان نشرت أنه يتمتع بصحة زى البمب .. ولا يتناول أفطاره إلا على البحر ولا يأكل إلا الشيكولاتة السويسرية...) مع ملاحظة ان مبارك لم ولن يغامر بكل من جهزهم لاثارة هذه الفوضى بجعلهم يتحركون مرة واحدة ,وانما نرى انه يجعلهم يلعبون دورهم وفق سيناريو معد باحكام قام بتاليفه مبارك والمحيطون به ويلعب ادواره ممثلين بارعين واعداد ضخمة من الكومبارس ... فى يوم الاربعاء الاسود كان مبارك واعوانه(وهم عدد كبير جدا)ومن ضمنهم الالاف من المتظاهرين الذين خرجوا من الشركات ومؤسسات الدولة العاملين بها باوامر من اصحاب هذه الشركات (وهم رجال اعمال من المنتفعين بعهد حسنى)ومديرى المؤسسات والمصالح الحكومية لتاييد مبارك فى هذه المظاهرات "الزم رئيس مجلس ادارة شركة النصر لصناعة الكوك النقابيين بحس العمال على الخروج فى هذه المظاهرات مقابل 50ج ووجبة لكل عامل " لاحظ ان هؤلاء العمال ايضا هم من ضمن من خرجوا فى الاضرابات الفئوية بعد تنحى مبارك؟؟؟!!!!!!!!!! "مدير ورشة العمرة الحديثة بالتبين التابعة للسكة الحديد الزم العمال بالخروج فى مظاهرات التاييد لحسنى مقابل بعض الاغراءات للعمال" لاحظ ايضا ان هؤلاء العمال ايضا من ضمن من اعتصموا للمطالبة بحقوقم المزعومة بعد تنحى مبارك؟؟؟!!!! فى يوم الاربعاء الدامى بدا المشهد عندما رفض المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك اخلاء ميدان التحرير فالتف حول الميدان حوالى 4000متظاهر من مؤيدى مبارك وحاولوا اخلاء الميدان بالقوة واشتبكوا مع المتظاهرين بالحجارة لاجبارهم على الخروج من الميدان. فى نفس الوقت كان المشهد هو تجمع الالاف من مؤيدى مبارك من العمال الذين اجبروا على التظاهر على نحو ما اشرنا بميدان مصطفى محمود يرددون الهتافات المطالبة ببقاء الرئيس,بعدها ظهرت هتافات من بعض المجموعات بميدان مصطفى محمود تطالب بالتوجه الى ميدان التحرير لاخلائه من المتظاهرين الثوار واستجابت مجموعة من مؤيدى مبارك لهذا النداء واتجهت نحو التحرير وفى اثناء سير هذه المجموعة الى التحرير((لاحظ الترتيب ))((رجال الاعمال ومديرى الشركات مكلفين بحشد العمال لتاييد مبارك وقد انتهى دورهم بوصول العمال الى ميدان مصطفى محمود)) ((بعد ذلك جاء دور اعضاء مجلس الشعب فى حشد البلطجية لزوم الاشتباك على النحو التالى)) فى اثناء سير المتظاهرين المؤيدين لمبارك الى ميدان التحرير تقابلوا امام مبنى وزارة الخارجية مع مجموعات اخرى مؤيده لمبارك لكنها كانت مجموعات مسلحة بالاسلحة البيضاء تم حشدها بمعرفة اعضاء مجلسى الشعب والشورى وبعض رجال الاعمال (لاحظ الترتيب)واتجه الجميع الى ميدان التحرير وكلما اقتربت المظاهرات المؤيدة من ميدان التحرير زادت الاعداد وقامت هذه المظاهرة بالدخول الى ميدان عبدالمنعم رياض (ولاحظ الاتى) فى ميدان عبدالمنعم رياض انقسم المؤيدين لمبارك الى فريقين الاول اتجه الى كوبرى قصر النيل والاخر ظل بالميدان . وعندما حاول مؤيدى مبارك الدخول الى الميدان منعهم الثوار فتراشقوا بالحجارة فى ظل هذا التراشق جاء دور اعضاء مجلس الشعب ببلطجيتهم(الجارحى ويوسف خطاب بتوع الهرم)فوجدنا راكبى الخيول والجمال يحملون السياط والكرابيج ويحاولون شق صفوف الثوار((موقعة الجمل)) **وقد قال أحد الاشخاص الذين هربوا من أيدى الثوار والذى كان يحاول شق صفوف الثوار على ظهر فرس له انه من نزلة السمان وعمله يعتمد على السياحة (ولاحظ) وان عضو مجلس الشعب عن دائرة الهرم قال له ان الثوار مخربين وانت واللى زيك موش هيشتغلوا تانى الا لما ترجع الثوار الى منازلهم وتفريق المتظاهرين دول فيه مصلحة للبلد. طبعا الكلام معروف وواضح وكلنا سمعناه بالتزامن مع نفس توقيت هذه الاحداث تم شن حملة اعلامية كبيرة جدا مفادها ان المتواجدين بالميدان عملاء خارجيين وخونة وان هناك عناصر داخلهم تحاول تخريب مصر,وانهالت الاتصالات المرتبة على قنوات التلفزيون الحكومية لافراد يدعون انهم داخل ميدان التحرير والميدان كل اللى فيه بيتكلموا انجليزى واظن الكل سمع الاستاذ تامر بتاع غمرةاللى جعل من سمعة من المصريين يبكى لانه ممثل رائع ومثل هذا الشخص القذر كثيرين ظهروا فى جميع القنوات الحكومية والقنوات المملوكة لاتباع النظام الفاسد من رجال العمال الفاسدين. فى هذا التوقيت الذى كثف الاعلام الحكومى هجمته على المتظاهرين بدأت الاشتباكات (فقط)من ناحية ميدان عبد المنعم رياض الذى دخل اليه مؤيدى مبارك مدعمين بالبلطجية إلى هنا أنتهى الفصل الاول من سيناريو الثورة المضادة وإلى اللقاء غداً مع الفصل الثانى