مصر دولة لها دور أقليمى و دولى مهم وهناك دول تحيط بنا لا تريد لمصر أن يكون لها مكانة تعود من خلالها لدورها الطبيعى فى قيادة المنطقة العربية و يعملون ليل نهار من أجل إضعاف الدولة المصرية فبعد ثورة 25 يناير استردت مصر كرامتها و مكانتها و هيبتها فى المنطقة و كانت الثورة لا تحمل شعارات عدائية ضد اى دولة على مستوى العالم و لكن الثورة كانت تهدف ضمنا باستقلال ارادة مصر الخارجية و عدم تبعيتها لاى دولة مهما علا شأنها و بالاخص الولاياتالمتحدةالامريكية و رفض الثورة التام للهيمنة الامريكية على المنطقة و الدليل على ذلك رفض شباب ائتلاف الثورة مقابلة وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون عندما زارت مصر نظرا لموقف الولاياتالمتحدةالامريكية المتخاذل من الثورة المصرية عند بداية اندلاعها إن الكنز الأستراتيجى لاسرائيل المتمثل فى النظام المصرى المخلوع أنتهى دوره من الساحة السياسية الذى كان يقدم لاسرائيل الهدايا على طبق من ذهب فكان يساعد اسرائيل فى حصار غزة وكان التغاضى من قبل النظام السابق عن بعض الأنتهاكات المتعلقة ببنود أتفاقية كامب ديفيد ومساعدة اسرائيل على مكافحة الأرهاب المتمثل فى حركة حماس عن طريق تدمير الأنفاق التى تمد حركة حماس ببعض الأسلحة الخفيفة التى تمكنها من البقاء صامدة فى مواجهة الآلية العسكرية المتوحشة وأيضاً المساعدة فى حماية أمن اسرائيل من خلال السماح لها ببناء الجدار العازل وتصدير الغاز المصرى باسعار زهيدة لدعم مشروعات الطاقة الاسرائيلية الى جانب تمتع اسرائيل بحرية الدخول الى الاراضى المصرية بغرض السياحة و فى المقابل التضييق على الفلسطنيين و عدم السماح لهم فى الدخول الى الاراضى المصرية بسهولة عن طريق غلق المعابر بالاضافة الى اقامة مولد ابو حصيرة الذى يأتى اليه عدد ضخم من اليهود لاقامة تلك الاحتفالية فى دمنهور كل عام على الرغم من الاحكام القضائية التى تمنع اقامة مثل هذا المولد لانه يثير مشاعر المواطنين المصريين بالغضب و روح الاستياء و كان النظام السابق يعمل على حماية اقامة هذا المولد و يضرب بعرض الحائط أحكام القضاء ولا يراعى مشاعر المصريين الغاضبة الى جانب غياب الدور الحيوى لمصر فى المنطقة فكل هذا كان يصب فى مصلحة اسرائيل و على الرغم من وفاء و اخلاص النظام المخلوع لاسرائيل على حساب ابناء شعبه و القضية الفلسطينية الا ان اسرائيل كانت تعمل و مازالت تعمل من أجل إضعاف مصر و ستزيد من محاولات التخريب فى جسد الامة المصرية أكثر و أكثر بعد نجاح الثورة كعملية انتقام من تلك الثورة التى افقدت اسرائيل هذا الكنز الاستراتيجى المتمثل فى النظام المخلوع و علينا ان نعى جيدا ان الولاياتالمتحدة تصب مصلحتها فى تحقيق امن اسرائيل و الحفاظ على وجودها مهما كلف امريكا ذلك و قد طلبت اسرائيل من مواطنيها الذين يأتون الى مصر بغرض السياحة ان يغادروا مصر نتيجة ادعاءات اسرائيلية بوجود حالة من الانفلات الامنى التى توجد فى سيناء تجعل بقاء الاسرائيليين فى مصر محفوف بالمخاطر و الهدف من ذلك هو تشويه سمعة مصر السياحية واظهار ان السياحة فى مصر محفوفة بالمخاطر تجعل الدول الاخرى تفكر ألف مرة قبل ان يسافر مواطنيها الى مصر بغرض السياحة مما يضعف الاقتصاد الوطنى و ايضا ردا على ما قاله الوزير الخارجية المصرى عندما تكلم عن اتفاقية كامب ديفيد وان اسرائيل لم تنفذ تعهدها بأن تقوم بعمل اتفاقية سلام مع الفلسطينيين تمنحهم حقوقهم المسلوبة فهنا استطاع وزير الخارجية المصرى بأن يفضح اسرائيل و فى نفس الوقت يظهرها انها لا تنفذ بنود اتفاقية كامب ديفيد و يضغط عليها بطريقة غير مباشرة من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة و فى مثل هذه الحالة ستدخل اسرائيل فى عزلة دولية لم تشهدها على مدار تاريخها ولذلك تعمل الآن جاهدة على اظهار ان مصر يوجد بها انفلات امنى فى سيناء من قبل بدو سيناء و يوجد لديهم اسلحة و اصبح ذلك يهدد امن اسرائيل و يعرضها للخطر و الضغط على مصر من خلال الولاياتالمتحدةالامريكية لكى تخفف مصر من عملية الضغط على اسرائيل وستعمل اسرائيل على اضعاف مصر بطرق مولتوية من خلال حركة الاباحية الاعلامية و تسهيل تجارة المخدرات و تهريب كميات كبيرة من الاسلحة لبعض الجماعات فى الداخل وستستغل اسرائيل حالة الانقسام الداخلى من التى بدأت تظهر على السطح بين المصريين من اجل استقطاب كل فصيل من الفصائل و استغلاله لزيادة النعرات الطائفية داخل البلاد و خاصة بعد ظهور طائفة من السلفيين المتشددين الذين سوف يؤثرون على التيار الاسلامى المعتدل ككل و قد حدث انقسام داخلى فى التيار السلفى بين تيار سلفى واع و معتدل وبين تيار سلفى متشدد و نتيجة اتخاذ التيار السلفى المتشدد موقفا غير ايجابيا من الاضرحة و محاولات هدم تلك الاضرحة بالقوة فأن المواجهة ستكون صعبة وتداعيتها خطيرة بين السلفيين و الصوفيين و لو الامور خرجت عن نصابها فى تلك المرحلة الحرجة فأن ذلك يصب فى مصلحة اسرائيل لان الانقسام الى طوائف متناحرة فى الداخل يعمل على إضعاف مكانة وهيبة مصر على مستوى العالم و من مصلحة اسرائيل ان تزيد حدة الاحتقان فى الداخل و تقوم اسرائيل بتضخيم وتعميق المتناقضات المذهبية داخل الاسلام السنى من تيارات سلفية و اخوانية و جماعة اسلامية وصوفيين و ان يغلب على تلك التيارات الفكر المتشدد الذى يتنبى فكرة استئصال الوجود الاسرائيلى لكى تحصل اسرائيل على مكاسب متعددة من وراء ذلك منها ان تظهر امام العالم ان مصر تتجه نحو اقامة دولة اسلامية على غرار النموذج الايرانى او الافغانى المتشدد و تظهر ذلك على أنه خطر داهم يهدد امن اسرائيل بل و المصالح الامريكية و الغربية فى المنطقة بل وعلى امريكا ان تقوم بحماية امن اسرائيل عن طريق زيادة المساعدات الامريكية و المالية المقدمة للدولة العبرية و هنا سوف تعزز اسرائيل من قوتها فى المنطقة و ستخرج من عزلتها الدولية التى فرضت عليها فى المرحلة الاخيرة بل وستعيد طرح نفسها من جديد على الساحة الدولية بأنها الدولة الاهم فى المنطقة التى تساعد الغرب على محاربة الارهاب الاسلامى و النفوذ الايرانى و ايضا ستقضى على فكرة اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية الى اجل غير مسمى مع زيادة معدلات تهويد القدس على قدم وساق لتخلق اوضاع جديدة وامر واقع جديد و زيادة المستوطنات فى ظل غفلة دولية و من هنا فأن اضعاف مصر هدف استراتيجى لاسرائيل و الولاياتالمتحدةالامريكية لان ذلك يصب فى مصلحة كلتا الدولتين