من خلال المتابعة لأحوالنا المعيشية وبصفة خاصة الاقتصادية منها وبالمقارنة ببعض الدول التى سبقتنا فى تحقيق نهضة اقتصادية عملاقة ومن بينها دولة «ماليزيا» التى أصبحت تحتل مكانة كبرى بين الدول المتقدمة تكنولوجياً وصناعياً، نظراً لما حققته من طفرة اقتصادية شهد بها العالم أجمع وذلك فى غضون سنوات قليلة تعد على أصابع اليدين، وتحولها من دولة مستهلكة إلى دولة من أهم الدول المنتجة والمصدرة فى العالم.. هذا بالإضافة إلى تدفق رؤوس أموال كبرى الشركات العالمية للاستثمار على أراضيها كنتيجة طبيعية لما وفرته من مناخ جاذب للاستثمار بعيداً عن البيروقراطية الهدامة والإجراءات الحكومية المعقدة، الأمر الذى كانت له انعكاساته المباشرة على المواطن الماليزى البسيط، فلم نسمع أن هناك بطالة بين شبابها ولم يرد إلينا أن أحد مواطنيها حاول الهجرة سواء كانت شرعية أو غير شرعية بحثاً عن مصدر للرزق فى دولة أجنبية أخرى، وفى المقابل أشعر بالأسى والحزن حينما أجد أنفسنا نسير فى الاتجاه المعاكس على الرغم من امتلاكنا كل المقومات والثروات التى تؤهلنا لأن نكون فى مصاف تلك الدول المتقدمة، حيث نمتلك الموارد الطبيعية الهائلة وآلاف الأفدنة من الأراضى الصالحة للزراعة ونمتلك أهم ممر ملاحى فى العالم ونهراً من أهم وأطول الأنهار فى العالم. ولدينا علماء ومفكرون فى جميع المجالات، وأنعم الله علينا بمناخ جوى مثالى صيفاً وشتاء، وفوق هذا كله لدينا أهم وأغلى ثروة ألا وهى الثروة البشرية.. فقط نحتاج إلى توظيف تلك الموارد والثروات توظيفاً علمياً صحيحاً مع وضع الرجل المناسب فى مكانه المناسب، وكما قيل: «ليس من المهم لون القط.. لكن المهم قدرته على صيد الفئران»، وخلاصة القول: أليس الأجدر بنا أن نقوم بتدريس تلك التجربة الماليزية الناجحة لأبنائنا كنموذج للتقدم العلمى والتكنولوجى بدلاً من التجربة الدنماركية؟!!