غريب جدا شعب مصر تجده موحدا و متوحدا في كل أحواله تجده كذلك في الفرح و في الحزن في الشدة و في اليسر و في الثورة و في خضم أحداثها تجلت إحدى أسخف صور هذا التوحد ألا و هو التحرش و التعدي و هتك عرض الأرض الزراعية و كان المصريين المتحرشين سواء في الصعيد كما في الدلتا في المنوفية مهد الرئاسات كما في الدقهلية مهد الدكتوراهات لو حاول الحكم و نظامه أو مجلس الشعب و لجانه أو البرادعي و أخلائه أن يضعوا كودا لهذا التعدي ما استطاعوا أن يجدوه بهذا النظام فكل واحد عنده قطعة أرض على طريق رئيسي أو فرعي يتراجع للوراء قليلاً حوالي 20-30 متراً و يبني منزلا فخماً أساساته متينة و غير مكترث بامكانية ازالته كما في السابق و هوووب يقوم شادد 3-4 أدوار طوب أحمر و أسمنت و مسلح و الممر الذي قام بتركه يدشن على أطرافه بوابة مهيبة و الدور الأرضي محلات ارتفاع الواحد منها 6 متراً نمط معماري متكرر بطريقة تدعو للعجب و تدعو أكثر للأسف أسفي الأعظم على العديد من الشباب الذين يؤمنون بالثورة و لكنهم لا يعرفون بلدهم لا يدرون حجم مصيبة كتلك مصيبة أن يأتي العام القادم و قد تقلصت مساحة الأرض الزراعية فنجد نقصاً في الأرز أو القمح الناقص أصلا أو البرسيم حتى .. فتقوم البهائم بثورة علينا معلنة غضبها منا و من تقصيرنا في حقوقها من أسف أن كثير من الشباب الثائر لم ينزل حتى الآن للشارع الحقيقي حاصر نفسه في محيط بوصات شاشات العالم الإفتراضي و هم أيضا يبحثون عن أب و لا يرونه غير في البرادعي مخلصاً و منقذاً رغم أن البرادعي لن يستطيع أن يمنع مأساة كمأساة البناء على الأرض الزراعية و لن يستطيع منع الإنتظار في الممنوع و لن يستطيع منع السير عكس الإتجاه و لكن النظام يستطيع مصر محتاجة نظام سيستم يعني و مش محتاجة أفراد دوروا على النظام و لا تتمسكوا بالبرادعي فتحبطوا لو فشل فيما فشل فيه عصام شرف و أعلموا و تيقنوا أن طريق الثورة طويل و أن التخلص من آلاف المسؤولين في كافة الوزارات و المديريات و الشركات و الصحف و القنوات أمر يستغرق وقتا و الا نكون كمن يهدم المعبد على رأسه أو نكون كمن يطالب باسقاط الدولة و ليس إسقاط النظام