محطة مياه طامية.. سلمتها «المقاولون العرب» بنسبة عجز 70% في عهد محلب

تعانى محطة مياه طامية بالفيوم من مشاكل وعيوب فنية منذ سلمتها شركة المقاولون العرب للتشغيل عام 2009، وقت أن كان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، رئيسا لمجلس إدارة الشركة، وحتى الآن، تنتج المحطة 30% من طاقتها، بسبب عيوب كثيرة، فيما تعانى المنطقة كلها من نقص في المياه أدى إلى عذاب الأهالى، وتعطل المصانع، فيما تخلت الشركة المنفذة عن مسؤوليتها عن المحطة.
ومحطة مياه طامية تم تصميمها بمعرفة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وإسنادها لشركة المقاولون العرب لبدء تنفيذها في 2004، وتم تشغيلها كمرحلة ابتدائية في 2009 بتكلفة مليار و500 مليون جنيه، ورغم مرور 6 سنوات على التسليم الابتدائى للمحطة، ونقل صفة تشغيلها وصيانتها لشركة الفيوم لمياه الشرب والصرف الصحى، فإن المحطة تعانى مشاكل فنية في كل وحداتها، ما يعوق تشغيلها بكامل طاقتها، فيما يعانى الأهالى في البلاد التي تغذيها المحطة من انقطاع المياه لأشهر متتالية، ويقف مسؤولو شركة مياه الشرب والصرف بالفيوم عاجزين عن تقديم الحلول ورفضوا تسلم المحطة نهائيا، لكثرة المشاكل التي تعانى منها، إلى جانب عدم التزام شركة المقاولون العرب المنفذة لها بتعهدها بإنهاء المشاكل الفنية التي تعانى منها وحدات المحطة.
ووفقا لتصميم المحطة، تبلغ طاقتها التشغيلية 2000 لتر/ ث عند ضغط تشغيل 7 بار، بما يعادل 170 ألف م3 /يوم لتغذية مركزى طامية وسنورس وتوابعهما والعديد من قرى مركز الفيوم والمنطقة الصناعية بكوم أوشيم، للقضاء على مشاكل عدم وصول المياه لها.
وأكد تقرير رسمى لمركز البحوث والاستشارات الهندسية بكلية الهندسة- جامعة الفيوم أن أعطال المحطة متكررة، ولا تنتج أكثر من 30% من طاقتها التصميمية، ما يؤدى إلى عدم وصول المياه ل 70% من البلاد التي تغذيها، رغم مرور 6 سنوات على تشغيلها، وتعهد الشركة المنفذة بإنهاء جميع الملاحظات وعلاج العيوب الفنية، لتشغيلها بكامل طاقتها، ويستمر تكرار الأعطال دون علاج، رغم المخاطبات الرسمية بين المحافظة والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى ووزارة الإسكان ورئاسة مجلس الوزراء.
وحصلت «المصرى اليوم» على صور ضوئية بالتزام شركة المقاولون العرب بإنهاء الملاحظات الخاصة بمحطة مياه طامية، لتشغيلها طبقا لطاقتها التصميمية، تمهيدا للتسلم النهائى، إلا أن نتائج الزيارات الميدانية للجان الفنية المشكلة بقرارات من وزراء للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية كانت تسفر في كل زيارة عن عدم التزام شركة المقاولون بإنهاء الملاحظات طبقا للبرنامج الزمنى المتفق عليه في كل محضر.
العيوب والمشاكل الفنية التي تعانى منها وحدات المحطة وردت في محضر التسليم الابتدائى المؤرخ بتاريخ 16 أكتوبر 2010، بعد عام من تشغيل المحطة، ويُظهر وجود 29 عيبا فنيا في الأعمال الكهروميكانيكية بمحطة التنقية، إضافة إلى 14 مشكلة في الأعمال المدنية، وعيوب أخرى في المأخذ وخط المياه العكرة، وتضمن المحضر إلزام الشركة المنفذة بعلاج المشاكل والعيوب في جميع وحدات المحطة.
وهناك محاضر اجتماعات تنسيقية مشكلة بقرار من وزير الإسكان ذكرت الملاحظات والعيوب الفنية التي تعوق تشغيل المحطة بكامل طاقتها نفسها، وانتهت أيضا بإلزام شركة المقاولون العرب بإنهاء تلك الأعمال، إلا أنها لم تلتزم حتى تاريخه، وتعمل المحطة بطاقة لا تتعدى 30% من طاقتها التصميمية.
وكشف تقرير مركز البحوث والاستشارات بهندسة الفيوم وجود عيوب فنية في جميع وحدات المحطة، التي تمثل الأجزاء الرئيسية لأعمال تنقية المياه، بداية من المأخذ وعنبر الطلمبات العكرة وغرفة التوزيع وأحواض المزج السريع وأحواض الترويب والترسيب، وجاء في 49 ورقة.
وأكد التقرير وجود عيوب في وحدات المحطة ومشاكل بكل وحدة على حدة من النواحى الهيدروليكية والميكانيكية والكهربية والإنشائية، إلى جانب هروب كمية كبيرة من الندف «المواد العالقة والشوائب»، بالإضافة إلى عدم انتظام خروج المياه على كامل طول هدار الخروج.
ومن الناحية الكهربية، يوجد عدد «4» بادئ حركة معطلة، والكروت الإلكترونية لا تتحمل الحرارة والرطوبة، إضافة إلى سوء لوحة الخدمات، ووضعها على قوالب طوب دون تثبيتها.