بالصور..باحث أثري: مقبرة «توت عنخ أمون» لا تعود إليه..و «نفرتيتي» صاحبتها الأصلية

كل عام، يقف آلاف الزوار في قيظ مدينة الأقصر، أمام بوابة ظاهرة بالكاد، تقع إلى الغرب من المدينة المصرية، التي تحوي نحو ثلث أثار العالم، في منطقة تُدعى وادي الملوك، أملاً في الحصول على تذكرة دخول للمقبرة الأشهر في مصر، والتي تُفيد المعلومات المدونة على حوائطها الملونة وبوابتها الحجرية أنها تخص الفرعون الشاب، المدفون داخلها منذ نحو 3300 ألف سنة، الملك توت عنخ أمون، الذى تفيد الدراسات التاريخية بأن إصابة أودت بحياته، على حين غُرة.
الآن، وبعد 93 عامًا على اكتشاف المقبرة على يد الأثرى «هوارد كارتر»، يأتى المتخصص في الأثار المصرية القديمة بجامعة أريزونا الأمريكية «نيكولاس ريفيز» ليزعم أن المقبرة «لا تخص توت عنخ أمون وحده بل تحوي في أعماقها جثمان والدته، الملكة نفرتيتي».
تقول الدراسة المنشورة على موقع الأكاديمية التعليمي، إن موت الملك توت عنخ أمون المفاجئ سبب خللاً، وأحدث ارتباكًا كبيرًا في صفوف القصر، فموظفو البلاط المُكلفين بإعداد المقابر الملكية لم يتوقعوا تلك الوفاة المُبكرة، وبالتالى؛ لم يقوموا ببناء مقبرة تليق بملك، وبالنظر إلى التقاليد المُتبعة وقتها، يجب أن تُنظم جنازة الملك بعد 70 يومًا فقط.
للتخلص من المأزق، بحث الكهنة عن مقبرة في الوادي، حتى عثروا على مقبرة صالحة إلى حد ما، صُممت لأجل شخص نبيل، غير أنه أقل من ملك، متواضعة في ديكوراتها، نقلوا إليها العتاد الذى سيحتاجه «توت» في العالم الأخر، أسرة مُفصلة، عربات ذهبية، قناع مُذهل، عتاد للحلاقة وبضع ملابس داخلية، لاحقًا؛ نقلوا الجثمان الملكي داخل تابوت بديع الصنع، وأغلقوا المقبرة بتعويذة تُحذر الغرباء من نبش القبر الملكي، ظلت المقبرة في طي النسيان، حتى عام 1922، عندما قدمها «هوارد كارتر» إلى العالم.
لكن، ماذا لو كانت تلك المقبرة تحوى أمورًا أكثر سرية، ماذا لو بدا إعجاب الملايين حول العالم بالرسومات الجدارية أمرًا هامشيًا، ماذا لو كانت تلك المقبرة مكانًا يحوى جسد «نفرتيتي»، يقول «نيكولاس» إن ذلك الاكتشاف سيجعل «توت عنخ أمون» ملكًا في منطقة الظلال.
قبل نحو شهر، درس الباحث «نيكولاس ريفيز» صور عالية الدقة مُستمدة من مسح ضوئي قامت له شركة «فاكتوم آرت» الإسبانية، ليكتشف «تفاصيل مُهملة» قال إن حتى «هوارد كارتر» الذى قضى سنوات داخل المقبرة لم يستطع ملاحظتها، فالتفحص المتأنى للجدار الشمالى لغرفة الدفن يُظهر خظ عمودي يقع إلى اليسار من مركز الحجرة، يقابله خطُا أخر على الجانب الأيمن، وهو الأمر الذي يُشير إلى احتمالية تقسيم الغرفة إلى قسمين منفصلين، أحداهما تم الكشف عنه –الذى حوى جثة الملك الشاب- فيما بقى الأخر طي الكتمان، وهو ما يقول الباحث عنه إنه يحتوى على جسد الملكة نفرتيتي.
لكن، ما الذى دعى «نيكولاس» لفرضية وجود «نفرتيتي» في الحجرة الشبح غير الظاهرة، يقول الباحث إن الرسومات التى تغمر جدران المقبرة، فمن الواضح للعيان، حسب «ريفيز» أن الزخارف المرسومة على الجدار الشمالى للمقبرة تختلف قليلاً عن الجدران الثلاثة الأخرى، فالفحص المُدقق يُشير إلى إضافة اللون الأصفر للجدار الشمالي بعد رسم الأشكال المُعبرة عن رحلة الملك، بينما تم إضافته قبل الرسم في الجدران الجنوبية، الشرقية والغربية، وهو الأمر الذى ربما يكون قد استخدم لخداع اللصوص وحجب المكان السري الأخر، وهو الأمر الذي لم يُجدى نفعًا على ما يبدو.
يقول الباحث إن 80 % من الأغراض التى عُثر عليها في مقبرة الملك «توت عنخ أمون» لا تعود إليه، بل تعود للملكة «نفرتيتي»، زوجة الملك «آخناتون» الذي نال غضب الكهنة بسبب دعوته لنبذ عبادة أمون، ووالداة «توت»، ويعضد «نيكولاس» النتيجة التى توصل إليها، والتى تفيد أن مقبرة «توت» لا تعود إليه، بالرسومات الجدارية التى تُشبه الملكة نفرتيتي، وخصوصًا مع ظهور أخاديد ممتدة في زاوية فم الصور التى يُفترض أنها تُمثل الملك، تلك الأخاديد كانت تُستخدم حصرًا لتمثيل الجميلة نفرتيتي.