الروح العامة التى علينا ان نتحلى بها خلال الفترة الحالية هى الروح التى تغلب المصلحة العامة على الخاصة فهناك مطالب كل منا يسعى الى تحقيقها ويريدها ان تتحقق على ارض الواقع وهى مطالب مشروعة ولكن تغليب الروح العامة يحتم علينا ان نتحلى بالصبر و روح العمل و البناء من اجل مستقبل افضل لبلدنا الحبيب مصر و فى نفس الوقت على الهيئة الحاكمة ان تعمل جاهدة فى سعى دؤوب لتحقيق تلك المطالب و ان تتمع بروح الاستيعاب فى قدرتها على احتواء كافة طبقات المجتمع وتبنى مطالب الفئات المختلفة و تحديد جدول زمنى محدد لتحقيقها على ارض الواقع و خاصة المطالب التى تدعو الى تطهير كافة القطاعات من كافة القيادات التابعة للنظام السابق والتى أفسدت تلك القطاعات و عملت على استنزاف موارد تلك القطاعات من اجل اشباع احتياجاتها الخاصة على حساب فقراء هذا الوطن و ايضا المطالب الخاصة برفع الاجور وتحسين مستوى المعيشة وتثبيت العمالة المؤقتة و توزيع الدخل بين افراد المجتمع توزيعا عادلا فهذا يمكن الوعد بتحقيقه ولكن لابد من وضع اطار زمنى محدد وخطة واضحة امام الناس تطمئن قلوبهم و تشعرهم بأن الحكومة تشعر بمطالبهم وتسعى جاهدة الى تلبية تلك المطالب لان قانون منع التظاهر و الاضراب اعطى انطباعا سيئا وشعر بعض المواطنين بأن الحكومة تسعى الى صد اى مظلوم من التعبير عن رأيه بحرية من اجل الحصول على حقه خاصة وان الدولة افرغت من مؤسساتها عبر سنوات الحكم الماضية فلا توجد نقابات عمالية حقيقية تدافع عن حقوق العمال وتنضال من اجل تحقيقها فهى كيانات ضعيفة هشة تحتاج الى اعادة بناء وهيكلة مرة أخرى خاصة وان حق الاضراب و التظاهر حق كفله القانون الدولى و المواثيق و المعاهدات الدولية التى وقعت عليها مصر و ان عملية رد الحقوق الى اصحابها ورفع الظلم عملية تحتاج الى وقت ولكن الشعب ينتظر بفراغ الصبر ايضا محاكمات عادلة وناجزة لكافة المسؤولين الذين افسدوا الحياة السياسية على مدار الثلاثون عاما الماضية فبطء العدالة درجة من درجات الظلم الذى يقع على المظلوم لا يتحملها أيضا لان الظلم عندما وقع عليه فقد وقع سريعا وثقيلا و عندما يرى المظلوم ان الظالم لم يقع عليه الحكم بالقصاص منه سريعا ايضا فأن قلبه يمتلئ حسرة لبطء تلك العدالة الحمقاء من وجهة نظره و الكثير من كبار رموز الفساد فى النظام السابق لم تبدأ محاكمتهم بعد فهذا يجعل المواطن يشعر بالقلق و تجعله يشعر بالثورة الداخلية و الغليان من ترك هؤلاء مطلقى السراح لان الامام الشعرواى عندما تحدث عن الثائر الحق الذى يهدأ ليبنى الامجاد اشترط شرطا هاما ان ترد المظالم و الحقوق الى اهلها وحتى يهدأ المظلومين و حتى هذه اللحظة لم يرى المظلومين حكما واحدا على هؤلاء الظالمين الجبارين ويرى المحاكمات العسكرية العاجلة والسريعة على صغار المجرمين من البلطجية و الحرامية فعلى الهيئات المسؤولة بالدولة ان تضع نصب اعينها ان الناس تنتظر بشغف محاكمات عادلة شفافة و علنية حتى و لو قمنا بعمل محاكمات خاصة لهم جميعا لان هؤلاء الفاسدين دمروا حياة شعب بأكمله فالقصاص منهم اصبح ملك للجميع ولم يعد ملك لفئة او طائفة بعينها و كل مواطن فى مصر أصبح ضحية للنظام السابق او كان فى طريقه ليصبح ضحية لفساد هذا النظام فالقضية لم تعد تحتمل هذا الانتظار و الوقت الطويل فى التفكير لتقديمهم الى المحاكمة فالادانة قائمة فى ضمير كل مواطن من الشعب المصرى وهناك روح أخرى يجب ان يلمسها المواطن وهى اعلام وطنى حر يعبر عن الشعب المصرى و يقدم له الثقافة الواعية بدلا من اثارة قضايا فارغة ينشغل بها المواطن دون قيمة لها بل اثارتها يروج للانقسام و الانشقاق بدلا من روح الود و المحبة التى نسعى الى دعمها فى صفوف المواطنين فمن الخطوات الجادة ايضا هو تطهير الاعلام من الرموز الاعلامية الفاسدة التى كانت تابعة للاجهزة الامنية التى تدين بالولاء للنظام السابق و التى تسعى جاهدة الى اجهاض الثورة بكل ما أوتيت من قوة و نبنى اعلاما جديدا برموز وطنية مشرقة تسعى الى جمع شمل المواطنين و نشر الوعى بينهم بل و توعيتهم بحقوقهم و السعى الى عرض مشاكلهم و تبنيها و العمل على حلها فيشعر المواطن بأن هناك اعلاما يتألم عندما يشتكى و مجتمعا يهتز لجروح الضعفاء من ابناء الشعب فهنا يكون لدينا اعلاما بروح جديدة روح تعمل من اجل البناء وليس الهدم وتكرس قيم العمل و الكفاح والنضال و التضحية فى نفوس المواطنين روح تدعو للتسامح مع النفس و التصالح مع الآخرين و تخلق التعاون بين جموع الشعب تعاون يحمى المجتمع من الشائعات و البلبة الفكرية بحيث نسعى جميعا معا بيد واحدة من اجل رفعة هذا الوطن و تحقيق النماء و الرخاء الذى ننشده جميعا