ناقش ملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف، موضوع «خطورة الفكر التكفيري»، حيث أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المتفرغ بجامعة الأزهر، أن وباء التكفير بضاعة قديمة حمل لوائها الخوارج، وصولا إلى حسن البنا وسيد قطب، مشيرًا إلى أن المواجهة الحقيقية تكمن في تكوين فريق فقهي جاد لحصر الشبه والنقد الفكري السليم لهذه الأفكار الضالة. وقال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، إن مصر كانت ولا تزال أمة مسلمة موحّدة وليست مرتدة، وأن الأموال التي تتدفق لهذه الجماعات والخطط الأجنبية هي التي تدفعها إلى التكفير والتفجير، مشيرًا إلى أن معركتنا مع الإرهاب لا تقتصر على الجانب العسكري وحده، بل الأمر يتطلب تكاتف جميع المؤسسات التربوية والتعليمية والدينية، وتحصين الشباب من هذا الفكر العميل الجاهل، فلا يسارع إلى التكفير إلا الجهلة ممن لا يعرفون مقاصد الشرع الحنيف. من جانبه رأى الدكتور ناجح إبراهيم، الباحث في الجماعات الإسلامية، أن الله لم يتعبدنا بتكفير الخلائق بل بدعوتهم وهدايتهم، وأن التكفير والتفجير وجهان لعملة واحدة كلاهما يتبع الآخر، فالتكفير قتل معنوي للنفس البشرية، والتفجير قتل مادي، كما شدد على الاهتمام بتدريس فقه الأولويات في كل مؤسسات التعليم وفقه المراجعات، وفقه المصالح والمفاسد، وفقه سد الذرائع، والتركيز في الخطاب الديني على أن يكون خطاب هداية لكل البشر.