منذ ظهوره على الساحة السياسية عام 2013، يستدعي الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حواراته وخطاباته «الدين»، بحيث لا يخلو حديث له من ذكر الله، قسمًا أو طلبًا ل«المساعدة وعدم التخلي عنه»، وهو الرئيس الأول لمصر الذي يُناجي الله في أحاديثه بصفة مستمرة، بالإضافة إلى دعوته لتجديد الخطاب الديني، والاستشهاد بالأحاديث والآيات القرآنية في خطاباته الداخلية أو المحافل الدولية، ولقاءاته الصحفية والتليفزيونية. في حفل الإفطار الذي نظمته مؤسسة الرئاسة، الأربعاء، بحضور عدد من شيوخ سيناء وممثلين عن المرأة والشباب والمثقفين، قال السيسي: «لو ربنا معايا مش هخاف من أي حد في الدنيا، ولن ينال منا أحد». وأضاف: «يارب أنت عالم بينا ومُطلع علينا، وناس كتير عشمانة فيك، ربنا هيساعدنا، وهنحقق اللي بنتمناه في فترة زمنية قليلة جدًا». الوجه الديني للسيسي حاضر دائمًا في أحاديثه، ففي كلمة له بالكلية الحربية بعد أيام من صعوده للحكم في 2014، طلب الرئيس السيسي من الله مساعدته، قائلًا: «يارب إحنا ظروفنا صعبة، ويارب حضرتك تساعدنا»، موجّهًا حديثه للحضور: «خلي بالكم، لما ربنا هيساعدنا دي حكاية تانية خالص، دا ربنا بقى». وتمنى السيسي لقاء الله وهو «راضي عنه»، إذ قال في حوار تليفزيوني مع مجموعة من الإعلاميين أثناء ترشحه للرئاسة: «عايز أقابل ربنا وهو راضي عني، وأقف قدامه وهو فرحان بيّ، وهو إللي هيساعدني عشان أعمل ده». وقبل صعوده للسلطة، عقد السيسي، لقاءً مع وفد من الطرق الصوفية، قال فيه إن الجيش «حمى الإسلام في مصر»، داعيا: «يارب يكون لنا أجر في هذا العمل». وأضاف: «ليس لديّ جميل على مصر، ومن أنا حتى أحسن لمصر، كان صعب عليّ أرى الناس بتتألم وخايفة إن الدنيا تتخرب في مصر وأسكت، يارب يكون ده عمل يرضى ربنا، ويجعل فيه الخير كله». وتابع: «مفيش إحسان ولا حاجة، ويارب يكون لنا أجر في إننا حمينا الناس في مصر وحمينا الإسلام كمان». وفي تلميح إلى التأييد الإلهي ل«تحركه في 30 يونيو»، طمأن السيسي المصريين في كلمة له حينما كان وزيرًا للدفاع قائلًا: «اوعوا تقلقوا ولا تخافوا، ربنا معانا، واللي هيسمكم مش هنخليه على وش الأرض، اللي هيقرب من المصريين الجيش مش هيسيبه»، وذلك ردًا على العمليات الإرهابية وأعمال العنف التي وقعت في مختلف المحافظات، ردًا على عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.