استدعاء قس ألمانى من واشنطن.. واستقالة آخر بعد فضائح جنسية

تعهد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، الذى تعرض لانتقادات من جماعات ضحايا الانتهاكات الجنسية بالكنيسة الكاثوليكية، لاستخدامه تعبيرات غامضة بشأن الأزمة، صراحة بأن الكنيسة ستتخذ «إجراء» لمكافحة الفضيحة.
ومنذ تفجر أزمة الانتهاكات الجنسية خلال الشهر الماضى وانتشار الادعاءات فى الولايات المتحدة والنمسا وألمانيا، استخدم «بنديكت» تعبيرات غامضة مثل كيف أن الكنيسة «أصيبت بخطايانا» أو الحاجة إلى «التوبة».
وتحدث البابا مع الجمهور مستخدما كلمة «انتهاك» علانية لأول مرة منذ أكثر من شهر، وهى الفترة التى انتشرت فيها الفضيحة على نطاق واسع وتطورت إلى أكبر أزمة خلال السنوات الخمس التى مضت منذ توليه البابوية.
وقال «بنديكت» أمس، ملخصا رحلته التى قام بها فى عطلة نهاية الأسبوع إلى مالطا للجمهور فى ساحة القديس بطرس: «أردت لقاء بعض الذين كانوا ضحايا للانتهاك على أيدى أعضاء من رجال الدين. وشاركتهم معاناتهم وصليت معهم بعاطفة ووعدتهم باتخاذ إجراء من جانب الكنيسة». كانت جماعات الضحايا حثت البابا على قول شىء مباشر علنا بدلا من استخدام إشارات غامضة وعبارات عامة.
وانكشفت خلال الشهر الماضى المئات من قضايا الانتهاك الجنسى والجسدى للشبان فى العقود الأخيرة على أيدى قساوسة فى أوروبا والولايات المتحدة، حيث شجعت الإفصاحات الضحايا الذين صمتوا طويلا على إعلان شكاواهم علانية أخيرا.
وكان البابا نفسه موضع اتهام بغض الطرف فى عام 1980 عندما كان رئيسا لأساقفة ميونخ بألمانيا عن حالة قسيس أرسل إلى هناك للعلاج بعد انتهاكه أطفالا جنسيا ونقل سريعا للعمل فى أبراشية. وتحمل نائبه المسؤولية عن هذا القرار.
فى غضون ذلك، أكد مسؤولون كنسيون، أمس، أنه تمت إزاحة قس ألمانى، مقيم فى الولايات المتحدة، عن منصبه بسبب اتهامات تتعلق بقيامه بانتهاكات جنسية قبل 20 عاما. وأكدت أبراشية واشنطن أن القس مايكل شابفيل تم استدعاؤه لألمانيا فى مارس بموجب تعليمات من مؤتمر الأساقفة الألمان. وعلمت أبراشية واشنطن بهذه المزاعم التى تعود إلى ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضى يوم الثلاثاء. وقالت المتحدثة باسم أبراشية واشنطن، سوزان جيبس، إن الاتهامات التى وجهت لشابفيل تتضمن إقامة «علاقات غير مناسبة مع فتيات مراهقات».
فى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة ألمانية أن الأسقف الألمانى فالتر ميكسا استقال من جميع مناصبه. وحسب صحيفة «أوجسبورجر ألجماينه»، فإن الأسقف ميكسا تقدم باستقالته للبابا بنديكت وطلب منه إعفاءه من منصب أسقف أبراشية أوجسبورج ومن منصب الأسقف العسكرى بالجيش الألمانى. وتأتى هذه الخطوة فى أعقاب نقاش استمر أياما بشأن تورط الأسقف ميكسا فى فضيحة إساءة معاملة أطفال وتلاميذ فى مؤسسات كنسية، وهو ما نفاه ميكسا بادئ الأمر ثم اعترف به فيما بعد.