«الجنزبيلة» و«التسالى» حصاد الدهّابة

«على قد جهازك مد إيديك» مثل يطبقه العاملون فى مجال التنقيب عن الذهب حيث يُعتبر الدهابة أنواعا وطبقات، فمن يملك جهازا يستطيع الاستشعار على بعد خمسة أمتار عمقا لا يستوى مع من يملك جهازا يصل إلى عمق 80 سم مثلاً فلكل واحد منهما منطقة واستخدام ومن يملك الجهاز الأحدث يكون أمامه الفرصة للربح الأكبر.
وتنقسم أنواع الأجهزة والتى أصبحت تباع بشكل علنى على مواقع الإنترنت ويستطيع أى شخص الحصول عليها بكل سهولة بمجرد دفع ثمنها إلى عدة أنواع ويعتبر أغلاها هو جهاز «جى بى إكس» والذى تصل إمكانياته البحثية إلى عمق 5 أمتار فى باطن الأرض ويتفاوت سعره بين 3000 و5000 دولار وشراؤه غالبا ما يكون للمجموعات وليس للأفراد حيث يتم الاشتراك بينهم لتوفير المبلغ أملا فى جمع ربح أضعاف ما أنفقوه.
يليه جهاز «تكنس» وسعره وعمقه حوالى 20 سم و«جيبا» والذى يستطيع البحث على عمق من 80 إلى متر ونصف عمقا. »لم تترك الصين شيئا لم تنتجه«، قال محمود والذى قام بشراء جهاز يحمل اسم «نكتة» ويستطيع الكشف عن الذهب حتى عمق 80 سم فقط وهو ما يستخدمه معظم الدهابة نظراً لرخص ثمنه والذى يصل إلى 4000جنيه مصرى فقط لا غير.
وأكمل حديثه قائلاً معظمنا نحصل على قطع صغيرة من الذهب نطلق عليها أسماء «جنزبيلة» وهى مثل الحصى أو التسالى وهى أكبر إلى حد ما ثم الناموسة وهى قطعة بسيطة جداً أقل من جرام نتيجة رداءة الأجهزة وعدم قدرتها على الوصول إلى أعماق كبيرة إلا أن بعض المحظوظين حصلوا على شبه سبائك كاملة ويطلق عليها اسم «الخلية» وهى أكبر حجم يمكن الوصول إليه وغالبا لا يكون بالبحث بالأجهزة ولكن عن طريق تتبع العروق فى الجبال وتكسير الحجارة فى المغارات.
وأكد أن إنتاج المناجم السبعة يصل إلى رقم لا يتخيله المسؤولون الحكوميون وقال «100 طن ذهب صافى تم بيعها بشكل غير رسمى» خلال الفترة الأخيرة وهو مجموع ناتج الدهابة من خلال الأجهزة الفقيرة فما بالنا لو معنا أجهزة حديثة.
«الضمير» هو عرف الدهابة وقضاؤهم كما حكى معظمهم والذين أيدوا أن الذهب يأتى بالنية، ومن يكون فى نيته الخيانه تتحول بضاعته إلى »حجر صافى« بدلا من الذهب، وذكر إحدى القصص وقال »فى إحدى المرات حصل مجموعة من الدهابة على خلية كبيرة من الذهب من مغارة البرامية، واختلفت المجموعة فى تقسيمها ودخلوا فى مشاجرة فتحولت الخلية إلى حجر صاف، فى إشارة إلى أن «النية» و«عدم الخيانة» هى السبب فى بقاء الرزق أو «اللقية» كما يطلقون عليها.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة