«مصر ليست تونس».. عبارة انتشرت عام 2011، في أعقاب هروب الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، ليشار بها إلى أن أركان نظام الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، لن تهزها رياح الاحتجاجات التي دعا إليها شباب وقوى سياسية في 25 يناير 2011، لفروق ربما رآها البعض بين قوة السلطتين وبين الشعبين والبلدين ككل إلا أنها لم تحلّ في النهاية دون تنحي مبارك. أصبحت العبارة، فيما بعد الهرب والتنحي، العبارة «الدعابة» التي يطلقها الطرفان المصري والتونسي، كلما سبق أحدهما الآخر خطوة على طريق «الثورة» أو «الديمقراطية» أو «الحرية»، فيقولها المصريون للتدليل على تفوقهم، في أوقات، ويرددها التونسيون للغرض نفسه، وفي أحيان أخرى كانت تقال في معرض انتقاد للأوضاع السياسية في البلدين. تلك العبارة التي يجب التدقيق في مدى صحتها مؤخرًا، لأن البلدين وإن كان لكل منهما خصوصيته، إلا أنهما يتشابهان الآن في نقاط عديدة تتعلق بالمسار السياسي، فكلاهما خاض ثورة تلتها تجربة انتخاب سلطة حاكمة ذات أيديولوجية إسلامية تمرد كلا الشعبين عليها وأزاحها، كما أن كلا البلدين يحظى الآن بدستور ورئيس منتخب، وإن سبقت تونس مصر بخطوة تمثلت في وجود مجلس تشريعي انتُخِب أواخر أكتوبر الماضي. بجانب ما سبق، فهناك نقطة تشابه أخرى بين البلدين، وهي وجود شخص في كليهما هو الأبرز على الصعيد السياسي والإعلامي، لدرجة يمكن أن يطلق على كل منهما معها اسم «رجل المرحلة»، كما أن بين الرجلين نفسيهما نقاط تشابه تتخطى حروف الاسم. 1- «رجل المرحلة» - عبدالفتاح السيسي، والباجي قائد السبسي، تتقارب إن لم تتشابه مساراتهما، على أصعدة أبرزها المعارك السياسية والخصوم، وربما المسار المهني، وإن اختلفت المناصب، مؤقتًا، وإلى هذه اللحظة. 2- رئيس ومرشح رئاسي - عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، منذ 3 يونيو 2014، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق. - الباجي قائد السبسي، وزير سابق وقيادي حزبي تونسي، ومرشح لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها 23 نوفمبر 2014. 3- «البطل المُخلّص» - السيسي، في نظر قطاع واسع من المصريين هو الشخص الذي أزاح حكم التيار الإسلامي للبلاد متمثلاً في جماعة الإخوان المسلمين، استجابة لاحتجاجات شعبية في 30 يونيو 2013، دعت لها حملة جمع التوكيلات الشعبية ضد الإخوان «تمرد». - «السبسي»، رجل يتناول الإعلام أخباره ويتحدث عنه باعتباره رئيسًا للحزب «العلماني» نداء تونس، الذي هزم في الانتخابات التشريعية التونسية، أواخر أكتوبر الماضي، تيار الإسلام السياسي متمثلاً في حركة النهضة الإسلامية التونسية، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. 4- تحيا مصر.. وتونس - «تحيا مصر» شعار السيسي وحملته في الانتخابات الرئاسية الماضية، كما أنها العبارة التي يرددها في خطاباته سواء في فعاليات محلية أو دولية. - «تحيا تونس»، العبارة التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية التونسية والعالمية، باعتبارها شعارًا اختاره «السبسي» لحملته الانتخابية للرئاسة. 5- من قلب النظام السابق - السيسي، (60 عامًا)، هو من تدرج في المناصب العسكرية داخل القوات المسلحة المصرية، منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك، من قائد كتيبة إلى قائد لواء وفرقة، ثم قائد فرقة مشاة ميكانيكي ورئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية. - الباجي السبسي، (87 عامًا)، أحد أهم رجال نظامي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، فبين الخمسينيات والثمانينيات من القرن الماضي، تولى مهام وزارة الدفاع، تمامًا كالسيسي، وكذلك وزارتي الخارجية والداخلية، وفي فترة حكم «بن علي» كان قياديًا في حزب الرئيس «التجمع الدستوري الديمقراطي»، كما تولى مهمة رئاسة مجلس النواب. 6- مهام ما بعد ثورتي «اللوتس» و«الياسمين» - بعد ثورة 25 يناير، كان السيسي، في فترة تولي المجلس العسكري حُكم البلاد بعد الثورة، مديرًا للمخابرات الحربية، ثم عيّنه الرئيس المعزول محمد مرسي وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي. وبعد 30 يونيو 2013، أصبح السيسي «مشيرًا»، ليخلع بعدها زيه العسكري ويترشح لانتخابات الرئاسة. - على الرغم من انتمائه لنظام «الهارب»، بحسب وصف التونسيين لرئيسهم السابق، واعتبار البعض أن حزبه «نداء تونس» ليس إلا أحد روافد حزب «بن علي» المنحل إلا أن «السبسي» حظي بمنصب سياسي مهم بعد ثورة الياسمين، حيث خلف المستقيل محمد الغنوشي على مقعد رئاسة الحكومة، من 2011 وإلى وقت تسلم حركة النهضة الحكم، قبل إزاحتها مؤخرًا.
