اختتم أمس الأول مهرجان الصورة الحرة الأول للأفلام القصيرة الذى نظمته وزارة الثقافة فى قصر السينما التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، والذى أقيم لعرض الأفلام المصرية التى انسحبت من مهرجان لقاء الصورة السادس للأفلام القصيرة الذى ينظمه المركز الثقافى الفرنسى. مهرجان الوزارة سوريالى بامتياز، فهو أول مهرجان مصرى تم اختيار أفلامه عن طريق مركز ثقافى أجنبى فى مصر، بل وتم عرض هذه الأفلام بنفس التعريفات التى نشرت فى كتالوج المهرجان الفرنسى، بل مع نفس معرض ملصقات الأفلام المصرية الذى كان من المقرر أن يقام فى قاعة المركز الفرنسى. فلماذا لم يذكر كتالوج مهرجان الوزارة أن البرنامج من إعداد لطيفة فهمى مديرة مهرجان المركز؟! وما يؤكد سوريالية مهرجان قصر السينما أن تسعة من المخرجين الذين انسحبوا من المهرجان الفرنسى انسحبوا أيضاً من المهرجان المصرى! وأن وزير الثقافة قال فى تصريحات منشورة إنه ليس مهرجاناًَ! وأن مدير قصر السينما قال فى تصريحات منشورة إن من بين أهداف المهرجان منع المسيرات الاحتجاجية، وقال إن الأزمة كلها تلخص بالمثل الشعبى «الجنازة حارة والميت كلب»! فمن هو الكلب المقصود، وكيف يكون من أهداف مهرجان تقيمه وزارة الثقافة منع مسيرات تصرح بها وزارة الداخلية، وما معنى التضارب بين تصريحات الوزير وتصريحات مدير القصر؟! وأرسل القارئ يحيى أحمد إلى بريدى الإلكترونى رسالة نصها الكامل كالتالى: «هل كانت فرنسا أيام الاحتلال النازى تسمح بإقامة مهرجان سينمائى يشترك فيه أحد النازيين»؟!. وهذه الرسالة القصيرة نموذجية فى التعبير عن حالة الوعى السياسى المشوش الذى تصنعه برامج الفضائيات التليفزيونية السياسية الغوغائية الضحلة التى أصبحت المسؤولة عن صناعة الوعى السياسى خاصة عند الذين يكتفون بمشاهدة التليفزيون، ولا يقرأون. مصر يا يحيى بلد مستقل حرر أرضه التى احتلتها إسرائيل عام 1967 بدماء أبنائه من الشهداء فى حرب أكتوبر 1973، وبجهد أبنائه من الخبراء فى مفاوضات شاقة بعد الحرب، وكل حرب فى التاريخ تنتهى بالتفاوض، ورفض عرض فيلم فرنسى لمخرجة إسرائيلية فى مهرجان فرنسى يقام فى مصر هو رفض للتطبيع مع إسرائيل التى تحتل فلسطين، وليست التى تحتل مصر. ولم تكن فرنسا أيام الاحتلال النازى تسمح بإقامة مهرجان يشترك فيه أحد النازيين فقط، وإنما كانت مثل أى بلد محتل تعرض فيه الأفلام النازية فى كل دور العرض. [email protected]