«المصري اليوم» فى زيارة لمصنع التغذية فى مدينة السلام

مع اقتراب الساعة من الرابعة عصراً وداخل ساحة المصنع الواسعة، يقف محمود بسيونى، الرجل الأربعينى، يصدر تعليماته إلى العمال للبدء فى العمل، ينتقل عدد من الفتيات إلى غرف المعامل لتحليل المواد الخام، ويبدأ الشباب فى تشغيل الآلات الحديثة، تمر الدقائق وتتناغم أصوات الماكينات مع أيدى شباب مصنع السلام، أحد مصانع المشروع الخدمى بوزارة الزراعة، الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية تغذية 500 ألف تلميذ.
أمام أحد الأجهزة تقف إيمان مصطفى تحلل عينة من الدقيق للتأكد من صلاحيتها. «لدينا معامل جودة لتحليل المواد الخام قبل شرائها من أصحابها. أقل جهاز تكلفته ربع مليون جنيه، مصانعنا هى الجهة الوحيدة التى تخضع لتحليل شهريا فى معهد التغذية لضمان جودتها كما تخضع الوجبات للمواصفات التى تحددها وزارة التربية والتعليم ومعهد التغذية التابع لوزارة الصحة» تقول إيمان.
لجنة ثلاثية تشرف على تصنيع الوجبة فى مصانع المشروع الخدمى لوزارة الزراعة تتكون من وزارة التموين ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ويشكلها المحافظ الذى يتبعه المصنع.
معدات إنتاج الوجبات المدرسية داخل المصنع
يقول محمود بسيونى، مدير مصنع مدينة السلام للأغذية المدرسية: «وصلت تكلفة إنشاء المصانع ال 15 على مستوى الجمهورية إلى 2 مليار جنيه لم تدعمها الدولة بجنيه واحد، ومصنع السلام طاقته الإنتاجية تصل إلى 500 ألف وجبة تضخ إلى مدارس القاهرة، قمنا بتدريب العمالة على التصنيع فى الخارج وأصبحوا أصحاب خبره عالية، ونحرص على عمل صيانة دورية للماكينات للتأكد من سلامة الوجبات التى ننتجها».
المهندس سعد الأنصارى، مدير مشروع التغذية المدرسية الخدمى بوزارة الزراعة، يشير إلى أن الطاقة الإنتاجية لمصانع المشروع تغطى 20% من إجمالى احتياجات المدارس، ويصل إجمالى الوجباب المدرسية المفترض إنتاجها خلال العام الدراسى الجديد إلى 205 ملايين وجبة، أما ال80% من الوجبات الغذائية فى المدارس فيتحملها القطاع الخاص بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
يقول الأنصارى: «نقوم بتغذية تلاميذ المرحلة الابتدائية، فقط ويصل عدد المدارس التى تصل إليها الوجبات الغذائية إلى 5 آلاف و169 مدرسة، عن طريق 731 سيارة نقل فى 13 محافظة. ونضخ لمحافظة القاهرة وحدها نصف مليون وجبة من خلال 105 سيارات، وعلى مستوى المحافظات ننتج حوالى 2 مليون وجبة يومية معتمدة من وزارة التربية والتعليم وبإشراف من معهد التغذية بوزارة الصحة، وكانت هناك خطة بالاتفاق مع التربية والتعليم بإنشاء 4 مصانع جديدة لإمدادها بمليون وجبة إضافية فى محافظات سوهاج وقنا وأسيوط والبحر الأحمر».
الوجبة المدرسية فى شكلها النهائى
المشروع الخدمى للتغذية المدرسية بدأ بفكرة عام 1997 من محافظ الفيوم آنذاك عندما قرر إقامة مصنع ينتج وجبات غذائية لأبناء محافظته الأكثر فقراً.
يذكر الأنصارى أن إغلاق بعض الطرق ومكافحة الإرهاب فى رفح والشيخ زويد فى شمال سيناء العام الماضى من أكثر الصعوبات التى تعرض لها مندوبو المشروع الخدمى، وتعرضت حياة بعضهم للخطر أثناء توصيل التغذية المدرسية خاصة فى محافظة شمال سيناء. يقول: «تعرض مندوبو المشروع لمعاناة كبيرة أثناء توصيل وجبات التغذية المدرسية فى مدن رفح والشيخ زويد العام الماضى، فالعريش وحدها يصل إليها 8 ملايين وجبة سنويًا للمراحل التعليمية الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية، ورفض إدخال السيارات إلى قلب سيناء زاد من الأمر صعوبة، ورغم ذلك لم نتخلف عن توصيل الوجبات يوماً واحداً خاصة أن تلاميذ شمال سيناء الأكثر احتياجاً إلى تلك الوجبات».
2 مليار جنيه هى قيمة 15 مصنعاً فى 13 محافظة لم تتحمل الدولة جنيهاً واحداً لإقامتها، حسب تأكيد المهندس سعد الأنصارى، مدير مشروع التغذية المدرسية الخدمى بوزارة الزراعة، ل«المصرى اليوم»، موضحاً أن المشروع خدمى خارج ميزانية الدولة، لا يهدف للربح ولا تدعمه الدولة بجنيه واحد، حتى المواد الخام لصناعة الوجبات غير مدعمة ويشتريها بسعر السوق من خلال المناقصات التى تنشر فى الجرائد الرسمية للدولة، وقال: «لم نجد دعماً من أحد المسؤولين فى الدولة فى شراء المعدات والآلات اللازمة للمشروع أو دعم الغاز أو الكهرباء للمصانع، فنحن نشترى خامات الوجبات الغذائية بسعر السوق، رغم أن مشروع التغذية قومى يهدف إلى رفع النشاط الذهنى للتلاميذ فى المقام الأول.