ميناوود (هوليوود الشرق)

إذا كانت هوليوود عاصمة التسلية في العالم و المركز التاريخي للسينما الأمريكية، و بوليوود هي أساس السينما الهندية و أكبر منتج للأفلام في العالم، فعلي مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر أن تكون مركز صناعة و إنتاج الإعلام في الشرق الأوسط.
و مع حدوث تغيير في إدارة المدينة بعد جدل أستمر أكثر من عام، تحتاج المدينة لرؤية إدارية مختلفة تصحح ما تم إتلافه و تستغل ما يوجد من إمكانيات، و لكن عليها أولاً مواجهه التحديات التي أخذت تضرب بها، خاصاً بعد الثورة و إنهيار صناعة السينما و وصول الخسائر إلي ما يقرب من 20 مليون جنيه سنوياً، و تعرضها للحصار و كثير من الإحتجاجات.
تحتوي المدينة علي إستديوهات متطورة و بنية تحتية متقدمة، و لكن من المؤسف أن يكون هناك بعض الإجراءات الطاردة للقائمين علي العمل. فعلي سبيل المثال ألغت المدينة إتفاقها بالمشاركة في إنتاج بعض المسلسلات في رمضان الماضي بعد أسبوع من بدأ التصوير، بالرغم من أن مشاركتها كانت محددة في توفير أماكن التصوير فقط، و هو متوفر لديها بطبيعة الحال. فالألتزام بالإتفاقيات و مرونة الإجراءات و وفرة الخدمات المناسبة من أهم أسس الإدارة الناجحة خاصة و أن المدينة تصنف كمنطقة حرة لا تعتمد في دخلها علي الضرائب.
لا يقف الحال عند إستخدام الأستديوهات الموجودة فقط، بل يتطلب الأمر إنشاء إستديوهات تصوير داخلية عالية الكفاءة و مواقع خارجية جديدة لجذب شتي المنتجين لتوصير أعمالهم. فلماذا لا يتم إنشاء إستديوهات و أماكن خارجية علي الطراز الخليجي لجذب المسلسلات الخليجية للتصوير في المدينة؟ علماً بأن هذا المقترح تم طرحه بعد زيارة وفداً إعلامياً كويتياً للمدينة في 2013.
و من العوامل الهامة في الترويج للمدينة عالمياً هي طرق التسويق المستخدمة. فالموقع الجغرافي لمصر و المناطق السياحية و المناخ المعتدل، بالإضافة إلي رصيدها الأدبي و الفني من عوامل التسويق وجذب كبريات الشركات الإعلامية و الإعلانية العربية و العالمية و شركات الإنتاج و العاملين في القطاع الإعلامي. كم أن تواجد قمر النايل سات بجانب المدينة بإمكانه خلق منصة إعلامية عملافة في أفريقيا.
فقد إستطاعت مدينة دبي من خلال التسويق إستضافة تصوير أفلام سينمائية عالمية من هوليوود و بوليوود أبرزها المهمة المستحيلة. لذلك يجب إنتهاز حالة الإستقرار و البدء في إستقطاب أبرز البرامج العربية سواء مسلسلات درامية أو برامج الواقع التي تنال نسبة عالية من المشاهدة و المتابعة.
لا تقف التحديات عند التسويق و الإنتاج فقط، بل يجب النظر بأهتمام لمشاكل العاملين. فشهدت المدينة عدة إحتجاجات من قبل العاملين بالمدينة لعدم توافر الرعاية الصحية و عدم توافر لائحة مالية خاصة للعاملين بالمدينة تراعي فيها تحقيق العدالة و المساواة، كما طالبوا مراجعة عقود الصيانة و إلغاء بعضها في حالة توفر العمالة البديلة من العاملين داخل المدينة. العمالة هي العمود الفقري لأي مؤسسة و علي من يدير تلك المؤسسة معرفة متطلبات العاملين المختلفة و العمل علي تلبية إحتياجتهم و بالتالي ينمو شعورهم بالإنتماء و بأنهم جزء هام من العمل و ليس مجرد فرد يأتي ليتمم أعمال معينة و يمكن إستبداله في أي وقت.
لا تقف مميزات المدينة عند إستديوهاتها و مواقع تصويرها فقط، بل توجد الأكاديمية الدولية لعلوم و هندسة الإعلام التي يجب تحويلها بعد إضافة التخصصات الجديدة لتصبح الجامعة الدولية لإستقبال كل الدارسين في المنطقة العربية و شتي الأرض لما توفره من إمكانيات و إعداد خريجيها للعمل المهني فور تخرجهم.
مواجهة تلك التحديات أمر حتمي، و يتطلب أفكار تسويق متنوعة تصل إلي العالم كله و خطط بديلة و موارد جديدة تدر دخلاً للمدينة تجعل منها مقراً إقليمياً لإنتاج محتوي إعلامي سينمائي و تليفزيوني و رقمي يجعلها الأولي في مجال الإنتاج و يجعلها مشابهه لمثيلاتها هوليوود و بوليوود و مركزاً منيراً و مشعاً للفنون في الشرق الأوسط.
لمزيد من المقترحات و التواصل rallam@aucegypt.edu
@rasha_allam
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة