سعيد صالح.. كبير المشاغبين (فيديو)

كان يكفي ظهوره على الشاشة أو خشبة المسرح، لكي يمنح الجمهور قدرًا وفيرًا من البهجة، وينتزع الضحكات، بفضل تلقائيته وموهبته، التي جعلته يسكن قلوب الملايين.
سعيد صالح، الذي رحل عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد أن احتفل بعيد ميلاده الموافق 31 يوليو، يعتبره كثير من النقاد الكوميديان الأكثر موهبة بين أبناء جيله، لكنه ربما يكون أقلهم حظًا، خاصة أن من هم أدنى منه موهبة نجحوا في تقديم بطولات سينمائية حصدوا من ورائها الملايين، بينما كان النجم الراحل يكتفي ب«الستر» قانعًا بما كتبه الله له.
يضم سجل «صالح» عددًا كبيرًا من الأعمال المهمة في السينما والمسرح والتليفزيون، بينها محطات شهيرة، ففي المسرح دوره في مسرحيات «مدرسة المشاغبين» و«هالو شلبي»، و«حلو الكلام مر الكلام»، و«البعبع»، و«العيال كبرت».
وفي السينما تضم قائمة أفلامه أعمالًا عديدة ناجحة، مثل «مولد يا دنيا»، و«المشبوه»، و«سلام يا صاحبي»، و«رجب فوق صفيح ساخن»، و«جواز بقرار جمهوري»، و«أمير الظلام»، بينما كان حظه في التليفزيون أقل وإن قدم أعمالا حققت انتشارًا واسعا مثل «أوان الورد» و«السقوط في بئر السبع».
ولا يعلم الكثيرون أنه كان مرشحًا لتقديم شخصية سليمان غانم في مسلسل «ليالي الحلمية»، لكن شاء القدر أن يذهب الدور لصديقه صلاح السعدني ليحقق من خلاله نجاحًا مدويًا.
تبدو حياة «صالح»، الابن الأكبر في «العيال كبرت»، الذي أكمل مثلث الراحلين للأبناء، الذين صنعوا للمصريين حالة من البهجة، بعد أحمد زكي ويونس شلبي، أبعد ما يكون عما يتخيله عشاقه، فنجم الكوميديا، الذي رسم الابتسامة على وجوه الملايين، شهدت حياته أحداثا مأساوية، لعل أبرزها محنة دخوله السجن في قضية تعاطي المخدرات الشهيرة، وقبل وفاته بشهور تعرضت شقته لحريق، فيما كان المرض يتسلل إلى قلبه، الذي لم يسكنه سوى الحب للمحيطين به.
لا يمكن قراءة مسيرة «صالح» الفنية، دون الإشارة لدور صديق عمره عادل إمام ورفيق كفاحه، فعلى المستوى الإنساني كان الفنان الراحل يعتبر زعيم الكوميديا توأمه الروحي، لذلك لم يكن غريبا أن يستعين به «إمام» في أغلب أعماله، بل إنه قدم معه أدوارًا بعيدة عن الكوميديا، منها دور الأخ الأكبر الشرير في فيلم «المشبوه».
«صالح» عاش وفيًا للمسرح، الذي صنع شهرته، وظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته يحلم بالعودة إلى الخشبة، التي تعيد إليه روح الشباب، لكن بعد أن قدم مسرحية «قاعدين ليه»، قبل حوالي 8 سنوات، لم يجد النص أو الإرادة الإنتاجية، التي تعيده لعشقه الأول كممثل.
رحل وزادت شهادات الوفاة في سجلات وزارة الصحة رقمًا جديدًا، لكن المؤكد أن إبداعه وفنه سيبقى طويلًا، وسيظل في ذاكرة الجمهور المصري والعربي مرتبطًا بالبهجة بقدر السعادة، التي منحها لنا.
أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن