أبراج الضغط العالي.. قمامة وخردة وأماكن لنشر الغسيل

تعرضها للسرقة في ظل الانفلات الأمنى الذي شهدته البلاد على مدار السنوات الثلاث الماضية، لم يكن هو المخالفة الوحيدة التي تتعرض لها أبراج الجهد العالى، خاصة التي تخترق المناطق الشعبية والعشوائية، الأمر الذي يؤثر على عمرها الافتراضى، خاصة أن بعض تلك الأبراج لا يتم إجراء الصيانة اللازمة لها، أو الحد من المخالفات التي تتعرض لها، بما ينذر بوقوع كوارث مادية وأدبية تبدأ بانقطاع التيار وتنتهى باندلاع الحرائق.
«المصرى اليوم» أجرت هذا التحقيق الذي رصدت فيه أحوال أبراج الجهد العالى، لمعرفة حجم الصيانة التي تخضع لها، ورصدت بعدساتها حجم الإهمال الذي يسيطر عليها، خاصة الهياكل الحديدية للأبراج، التي تعرضت أجزاء منها للصدأ، لدرجة دفعت الأهالى إلى حراستها وتأمينها بأنفسهم خشية انهيار تلك الأبراج فوق منازلهم.
برج «بهتيم» يتحول إلى خيمة لجمع وفرز القمامة
أبراج الضغط العالي
هنا «بهتيم» واحدة من مناطق مدينة «شبرا الخيمة»، لا يتجاوز عرض شوارعها المترين، مبانيها لا يتجاوز ارتفاعها في أحسن الأحوال الثلاثة أدوار، وهو الارتفاع الذي التزم به سكان المنطقة ليس بمبادرة منهم وإنما إجباريا بسبب عبور أسلاك الضغط العالى فوق المنازل. على قدر خشية السكان من خطر السلك على قدر حرصهم على حماية البرج الحديدى الحامل له، خشية انهياره فوق منازلهم. البرج الذي أقيم قبل عقود، تنحصر صيانة شركة الكهرباء له في مسح وتنظيف أسلاكه الباعثة للتيار، أما هيكله الحديدى فلم يتم تغيير أي جزء من معدنه على مدار هذه السنوات. المزيد
«عزبة الهجانة» تتحول لمنشر غسيل.. والمساحة الخالية أسفله «جراج للخردة»
أبراج الضغط العالي
المشهد في «عزبة الهجانة» التي تخترق أبراج الضغط العالى فيها عشش الأهالى، يبدو متسقا مع المكان. السكان اعتبروا البرج جزءا من سكنهم فعلقوا فوقه الأحبال لنشر الملابس، واستغل آخرون المساحة الخالية تحته لركن السيارات المتهالكة، ليتحول إلى مخزن خردة، في غياب كامل لأعمال الصيانة. الزيارات النادرة، حسب شهادات السكان، تنحصر في الاطمئنان على سلامة توصيل أسلاكه، غير مبالين بسلامة الهيكل الذي يحمل تلك الأسلاك. المزيد
الهرم.. لا صيانة.. لا أمن
أبراج الضغط العالي
لم يتعد ال 7 سنوات من العمر، بينما أحرقت الشمس وجهه من كثرة التجول اليومى بين أكياس القمامة المتراكمة حول برج الضغط العالى الموجود في منطقة المحولات بحى الهرم والذى يبعد حوالى 100 متر عن محطة الكهرباء الرئيسية، حاملا على ظهره «جوالا» يمتلئ بالعلب الصفيح الفارغة التي يعمل طوال اليوم على جمعها. يقول ياسر ممدوح، جامع قمامة وأحد سكان المنطقة: «أنا ساكن هنا وبلعب هنا وبشتغل هنا». يضيف: «أنا وأصحابى المغربية بننزل نلعب حوالين» الضغط «(أبراج الضغط العالى) وبنقعد على المصطبة بتاعتها في الهوا حتى العشاء». وفيما يمر بجواره سالكا طريقه إلى ورشة عمله، التي تبعد بضعة أمتار قليلة عن مكان سكنه الذي يجاور أعلى برج ضغط في المنطقة، رجل يدعى عرفة السمكرى، هو «سمكرى المنطقة»، يقول: «مفيش حد بيسأل فينا هنا من الشرطة أو من المسؤولين لكن الدنيا هنا أمان هي بس بتتحول لوكر يتجمع فيه البلطجية ومدمنو المخدرات ليلا». المزيد
رئيس شركة نقل الكهرباء: خطوط الكهرباء تمتد ل 40 ألف كيلومتر ويصعب تأمينها بشكل كامل
أبراج الضغط العالي
قال المهندس أحمد الحنفى، رئيس شركة نقل الكهرباء، إن الشركة تقوم بصيانة دورية لأبراج الكهرباء والضغط العالى باستخدام 3 طرق هي طريقة النظافة اليدوية والطريقة الميكانيكية وأحيانا باستخدام الطائرات. موضحا أن «الغسيل اليدوى يكون ساعة فصل الكهرباء عن البرج أو تحت الجهد باستخدام فرش الغسيل، أما الغسيل الميكانيكى فيتم باستخدام سيارات بطلمبات مياه ذات ضغط مياه شديد، ويتم غسل العازلات أثناء عمل الكهرباء، وأخيرا الطائرات التي تستخدم في تنظيف الأماكن المرتفعة التي يصعب الوصول إليها». المزيد