«أنهى خدمته فى الجيش منذ شهرين، ياريت كان مات فى الجيش، والده مش قادر ينطق، وأمه أصيبت بصدمة عصبية، بعد مشاهدة صور وفيديوهات التمثيل بجثة ابنها على يد أبناء قبيلة الهلايل، هؤلاء لم يراعوا حرمة الدم، ولا حلول شهر رمضان».. بهذه الكلمات تحدث فتحى رمضان، عم القتيل عبدالعزيز سالم. وأضاف وهو لا يستطيع السيطرة على دموعه: «كان لسه مخلصش فترة تجنيده فى محافظة شمال سيناء، ووفرنا له فرصة عمل، ولكنه طلب تأجيلها لحين الاستراحة من أداء الخدمة العسكرية، ويوم الحادث كان يركب (توك توك) بصحبة أحد أصدقائه من قبيلة الدابودية، وعند منطقة كوبرى (صدرية) فوجئ ببعض المسلحين من الهلايل يطلبون منه النزول، ودار نقاش بينهم، وحاول ابن أخى إقناعهم بأنه من قبيلة كوبانية، لكن بشرته السمراء مقاربة لقبيلة الدابودية، فقاموا بتسديد عدة طعنات له ولصديقه أودت بحياتهما، وجلسوا يكبرون، فرحا بقتلهما، كما أظهرت الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعى». وتابع: «الله أكبر تقال عند قتل اليهود، وليس عند قتل نفس مسلمة، نحن نعلم أن قدره أن يموت فى هذه الساعة، لكن كان يجب أن يتحققوا من هويته قبل أن يقتلوه، فهو ليس طرفا فى النزاع بين قبيلتى الهلايل والدابودية، والجميع فى القرية تأثر بقتل عبدالعزيز المعروف عنه حسن الخلق، ووفاته تركت مرارة فى نفوس الجميع». وقال عم القتيل: «رفضنا تسلم جسده دون القصاص، وتولت القبائل المجاورة دفنه، ولم نأخذ العزاء حتى الآن، والحكمة تقتضى أن نرى الأيام تفعل ما تشاء، فنحن نرفض أن تزيد الفتنة، خاصة أن شباب القرية متحمس، ورد فعله قد يؤجج الفتنة أكثر، كما رفضنا أن ندخل فى مشكلة قائمة بين القبيلتين، فنحن كنا نعقد جلسات صلح بينهما، ولن نقبل إلا بحكم شرع الله فى دماء ابننا التى سالت غدرا». وقال ابن عم القتيل: «نحن لا نريد المتاجرة بدماء ابن عمى، والزيارات التى جاءت إلى أسوان لم تكن لها فائدة، بل كانت أشبه بالمسكنات التى سرعان ما انتهى مفعولها، ويجب أن تكون هناك مصالحة حقيقية لتجنب الفتنة، فابن عمى قتل دون ذنب بسبب بشرته السمراء». وأضاف: «القبائل تعيش أجواء فتنة قابلة للاشتعال فى أى لحظة، فأسوان تشهد حاليا فتنة كبيرة، وانتشرت بها صفات غريبة على المجتمع الصعيدى المعروف عنه الطيبة والتسامح، فالقتل أصبح يتبعه تمثيل بالجثث وحرقها بطريقة بشعة، ويجب على رجال الدين أن يكون لهم دور، وأن تهتم الدولة بالصعيد».