المواجهات الأسبوعية كل يوم جمعة بين قوات الأمن وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وما يصاحبها من إطلاق القنابل المسيلة للدموع من قبل الشرطة، دفعت قناة «الجزيرة» القطرية إلى ترويج تعاطف قرية العطف التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة مع جماعة الإخوان المسلمين، فيما يؤكد الأهالى الذين التقت «المصرى اليوم» عدداً كبيراً منهم أنهم يلزمون منازلهم معظم الوقت، خوفاً من مظاهرات الجماعة التى يتم تنظيمها أمام نقطة الشرطة التى تصادف وجودها فى القرية، التى شهدت إحراق فيلا الناشط ممدوح حمزة، وأصبحت بؤرة لمظاهرات الجماعة ولأعمال العنف والشغب، حيث تخرج مسيرات الجماعة من منطقتى البليدة والبحرى، وتصب كلها أمام القرية بجوار نقطة الشرطة على طريق «مصر - أسيوط» الزراعى. الأهالى أكدوا أن مشكلتهم الوحيدة هى مقتل بعض أبناء القرية، بسبب الرصاص الطائش الذى تطلقه قوات الشرطة خلال محاولتها فض مظاهرات الجماعة دون أن تلقى القبض على المشاركين فى المظاهرات. يقول فوزى غالى إنه لا يمكن اعتبار «العطف إخوانية» لمجرد أن قناة الجزيرة تزعم أن القرية تناصر الجماعة والرئيس المعزول، والواقع أن الغالبية العظمى من الأهالى يؤيدون ثورة 30 يونيو، وعودة الحياة إلى القرية تتوقف على مساندة الشرطة للأهالى بدلاً من إطلاق الرصاص العشوائى الذى يرهب أبناء القرية. وأضاف «فوزى»، الذى أرسل زوجته وأبناءه للإقامة لدى أسرته فى حلوان: «التزمنا البيوت لتتمكن قوات الأمن من إنقاذ على مجدى، طالب الثانوية الأزهرية، الذى قتل برصاصة طائشة أثناء اعتلائه سطح منزلهم المجاور لنقطة العطف فى العياط». ويخشى صلاح عبدالعال، خفير بنقطة العطف، على أسرته من الإصابة بطلقات الرصاص التى تخرج من أسلحة الشرطة صوب منازل الأهالى، ما يتسبب فى ذعرهم، وقال: «أجهزة الأمن تعرف بيوت الإخوان المطلوبين، لكنهم يخشون مداهمة منازلهم ليلاً، ما خلق حالة من الاستنكار لدى الأهالى الذين يطالبون الشرطة بالتفرقة بين الأبرياء والمجرمين». «عبدالعال» ينتظر الخروج على المعاش، ويخشى أن تعكر حوادث العنف صفو هذا اليوم، حال استمرار مظاهرات الجماعة ومحاولتهم قطع الطرق والتعدى على الممتلكات العامة، ويخشى سرقة سلاحه الميرى أثناء حراسته النقطة، أو هجوم مثيرى الشغب عليها وإضرام النيران بها. «إسماعيل عبدالعاطى»، حارس بوزارة الآثار، يرى أن هناك مخططًا يجرى على أرض القرية يستهدف إرباك الأهالى وتكبيدهم خسائر لإثارة غضبهم ضد الحكومة. الأطفال «جنى ومحمد وربيع» بالمرحلة الابتدائية أصيبوا بأمراض صدرية، إثر تعرضهم لقنابل الغاز المسيل للدموع، بسبب الاشتباكات بين الشرطة وأعضاء الجماعة بالقرب من منازلهم، وقالوا: «مش عارفين نلعب فى الشارع، لأن الأمن والناس بيقفلولنا الشوارع والطرقات، والرصاص بيكون شغال كل شوية فوق رؤوسنا، كأننا فى غزة». الأطفال الصغار عبروا عن طموحاتهم فى القضاء على عناصر الجماعة، وأكدوا أن عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، سيعيد الأمن للقرية و«هنعلب تاني».