بدأ حديثه حسبنا الله ونعم الوكيل.. شاب زى الورد.. كان بيحب بلده ونفسها تصبح أحسن بلد فى الكون..غير قادر على نسيان ضحكته قبل أن يفارق الحياة.. كانت أمنيته يشوف الفريق السيسى رئيساً للجمهورية، انضم للحملة وهو مقتنع بأن المشير أنقذ مصر من الإخوان، دموعى لم تتوقف منذ وفاته، وأنا أعتبرته شهيد الغدر والخيانة.. هكذا بدأ خالد العطفى، الصديق المقرب من محمد فتحى، عضو حملة المشير السيسى الذى لقى مصرعه، أثناء عودته لمنزلة بمنطقة ناهيا، فجر أول أيام الانتخابات الرئاسية. «المصرى اليوم» التقت العطفى ليسرد تفاصيل الساعات الأخيرة لصديقه بمنطقة ناهيا وكرداسة:«تعرفت على محمد فتحى أثناء التظاهرات التى اندلعت أمام قصر الاتحادية، أيام حكم المعزول مرسى، أصبحنا أصدقاء لا نفترق، هو من أبناء دائرتى الانتخابية، أعجبت بنشاطه الثورى، شاب مكافح كان دائما يذهب إلى المحافظ وإلى المسؤولين، علشان يعمل أى شىء للقرية، كان يذهب يومياً للمحافظ ويقدم طلبات لتجديد المستشفى لأبناء قرية ناهيا، كان بيحاول يحارب الفساد، انضم لحملة تمرد، ثم لحملة المشير السيسى كان يقوم بدور المنسق للحملة بقرية ناهيا وكرداسة». أضاف عفيفى: «فتحى اشتغل معايا، والعلاقة أصبحت بينا أكثر من علاقة صداقة، استعنت به ليكون المنسق الإعلامى لحملتى الانتخابية، لأنى قررت خوض تجربة انتخابات مجلس الشعب القادمة عن دائرة كرداسة وناهيا، كان يتواجد معى بصفة يومية، وحرصت على زيارة العائلات فى قرية كرداسة وناهيا بصفة يومية، وكان يقوم بالتنسيق مع العائلات فى القرية أثناء زيارتى إليهم». ويسترجع ذكرياته المؤلمة عن يوم الواقعة قائلا:«يوم الحادث تواجدت فى كرداسة من الساعة 2 إلى الساعة 6 مساء، وبعدها ذهبت إلى المنزل بمنطقة هضبة الهرم، ثم إلى مكتبى فى منطقة المهندسين، جلست حتى الساعة 1 صباحاً فجر يوم الانتخابات الرئاسية، جاء ابن أخى وهو يسكن فى منطقة ناهيا، ونزلت معه علشان أوصله للبيت، تلقيت اتصالا من فتحى، فى الساعة 2 صباحاً، تحدث وقال يا خالد «عاوز أشوفك ضرورى»، كنت تعبان، قولتله خليها بكره، لكنه أصر أننا نتقابل، وفى نهاية المكالمة قال لى أنا منتظرك فى الاستراحة بتاعتك، إللى موجودة على طريق كرداسة والمريوطية، وبعدها قفل الموبايل. وتابع: «التقيت فتحى داخل الاستراحة، ذهبنا إلى أحد المقاهى بمنطقة الهرم، كنا سهرانين إلى الساعة 3 ونصف صباحاً، تحدثت معه عن الترتيبات للعملية الانتخابية فى مركز ناهيا وكرداسة، ولما الوقت تأخر، عرضت عليه أوصله للبيت، لأن الوقت كان متأخراً، كنت خائف أتركه يروح لأنه تحدث فى إحدى المرات عن تلقيه تهديدات من جماعة الإخوان الإرهابية بناهيا، ركبنا السيارة وطلب منى يمشى من طريق كرداسة صفط اللبن، كنت رافض لأن الطريق غير ممهد للسيارات، طلب ينزل فى بداية عزبة جعفر، والطريق ده مقطوع وسبق أن تعرض فيه فتحى لحالة سرقة، لكن أصر على النزول فى تلك المنطقة. واصل خالد حديثه قائلاً: «لم تمض ثلاث دقائق على مغادرة فتحى للسيارة، كنت لسه منتظر بداخل السيارة، سمعت طلق نار، وصوت محمد وهو بيصرخ وبيستنجد بى، نزلت من السيارة وجريت على الطريق، وجدته مضروبا بطلق نارى، وبينزف دم من جسده، مبقتش عارف أعمل إيه، شلته بدمه ووضعته فى السيارة عشان نروح المستشفى، وإحنا فى السيارة قولتله إيه إلى حصل، تحدث بأن شخص ملثم أطلق عليه النار، وصلت إلى المستشفى، وبدأ الأطباء يجرون بعض الفحوصات، والطبيب أكد أن محمد لازم يعمل عملية النهارده، فقمت بالاتصال بشقيقه لكن الوقت كان متأخرا ومفيش حد بيرد، كانت حالته الصحية مستقرة وتحدث معى ومع الأطباء. واستطرد: «أول حاجة جت فى بالى أن الإخوان وراء الواقعة، لأنه تحدث معى كثيراً عن تلقيه تهديدات ورسائل من الإخوان، بيهددوه بالقتل، محمد كمان فقد الموبايل الشخصى بتاعه، ويوم الجنازة وأنا موجود فى المشرحة تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم محمد فتحى من شخص تحدث بأنه عثر على الهاتف على طريق ناهيا وقفل الهاتف، المنطقة إللى مات فيها محمد فى حالات سرقة وسطو على السيارات، وهو تعرض من قبل للسرقة وكان بصحبته ابن خاله. يذكر أن التحريات الأولية التى قادها اللواء مجدى عبد العال، نائب مدير مباحث الجيزة، أفادت بأن المجنى عليه تلقى رسائل تهديد على هاتفه المحمول من قِبَل مجهولين، وكانت الرسائل عبارة رسائل تهديد مثل «خلى السيسى ينفعك..أنت انتهيت وأيامك خلاص قربت». وكشفت التحريات أن المنطقة التى قتل فيها المجنى عليه تشهد تعرض العديد من المواطنين لحالات سرقة وسطو على السيارات الملاكى، وأنها غير صالحة لمرور السيارات.