تتميز أسماك القرش بخطورتها، ما يتسبب في قيام بعض الدول بالتصدي لها ومهاجمتها للتخلص منها، مثلما فعلت أستراليا خلال الأعوام الأخيرة، وذلك حسب ما ذكر موقع «دويتش فيله» باللغة العربية. شهدت أستراليا سبع هجمات قاتلة من أسماك القرش خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وترغب السلطات في التصدي لأكثر الأنواع خطورة وهى القرش النمري والقرش الأبيض وقرش الثور، وحتى الآن تم صيد 172 من أسماك القرش وقتل أكثر من 50 من أكبر وأكثر الأنواع خطورة. خرج الآلاف في مظاهرات ضد صيد أسماك القرش بعد أن أعلنت الحكومة عن قرارها المثير للجدل في هذا الشأن، وخرج الكثيرون في المظاهرات، من بينهم أحد الناجين من هجوم من أسماك القرش، لكن هذا لم يمنعه من التعبير عن رفضه لقتل أسماك القرش. «أعرف أن الكثير من الأستراليين من محبي المحيط يرغبون في حماية أفضل من أسماك القرش الخطيرة على هذه الشواطئ»، كانت هذه هى تصريحات رئيس حكومة أسترالياالغربية، كولين بارنيت، والتي برر بها قرار صيد وقتل أسماك القرش، وقال بارنيت إنه يتحدث باسم محبي الغوص والرياضات المائية والسباحة وعائلاتهم، لكن الكثير من هؤلاء خرجوا في مظاهرات ضد هذا القرار المفترض أنه ينصب في مصلحتهم. يشمل القرار أيضا أسماك القرش البيضاء، بالرغم من أنها من الأنواع المهددة بالانقراض، وأوضحت الحكومة أن الأمر استثنائي، لكن دون الكشف عن هذه المدة الاستثنائية التي سيسمح فيها بصيد القرش الأبيض. لا يمكن إغفال خطورة أسماك القرش، ويعتبر القرش النمري من أخطر الأنواع، فمعظم الهجمات التي واجهها محبو الرياضات المائية والغطس كانت من هذا النوع من أسماك القرش الذي يشتهر بأنه يفترس أى شىء أمامه، سواء أسماك أو طيور أو حتى إطارات سيارات أو لوحات، وهذا هو السبب في إطلاق اسم «الزبال» عليه. يتسم القرش النمري بالفضول الشديد، لذلك فهو يحب تجربة طعم ضحيته، وفي العادة يبصق القرش النمري ضحيته البشرية بسرعة شديدة لأنه لا يجب طعم لحم البشر، لكن الضحية يصاب عادة في هذا الهجوم بسبب أسنان القرش الحادة، ويمكن أن يصاب بنزيف خطير ما لم تصل المساعدة الطبية سريعا. الحوادث الكبيرة التي تضر فيها أسماك القرش بالبشر ليست كثيرة، إذ تشير بيانات الباحثين إلى أن خمسة أشخاص في المتوسط يفقدون حياتهم سنويا في هجمات أسماك القرش، ولا يزيد العدد عن 63 حالة سنويا على المستوى العالمي، ويقول جيرهارد فيجنر، رئيس منظمة «Sharkproject» لحماية أسماك القرش، إن نسبة المخاطرة تقدر ب 1:240 مليون. الخطورة ليست السبب الوحيد لصيد أسماك القرش، حيث تشير بيانات مجموعة «Sharklife Conservation Group» إلى تعرض أكثر من 100 مليون من أسماك القرش من مختلف الأعمار للقتل سنويا. 70 من أنواع أسماك القرش صارت مهددة بالانقراض، بعضها يصنف بأنه غير قادر على التأقلم مع الحياة في الوقت الحالي. يعتبر حساء زعانف القرش من الأطباق التي ترمز للوجاهة الاجتماعية في الصين وبعض الدول الآسيوية. يقوم بعض الصيادين بنزع زعانف القرش حيا، ثم رميه مرة أخرى في المياه لينزف بشدة ثم يموت في النهاية. الكثير من الأثرياء على استعداد لدفع مبالغ ضخمة مقابل هذه الأسنان الحادة لتعليقها كعقد على الرقبة أو تزيين غرفة المعيشة بها. يمكن أن يصل طول أسنان القرش الأبيض لنحو 7.5 سنتيمتر. القرش من الأسماك شديدة القدم فهى تعيش منذ ملايين السنين، وتغيرت أشكال القرش وأحجامه على مدار السنين، والبعض منها له أشكال مضحكة مثل هذا القرش الذي يشبه المطرقة، واحتار العلماء في تفسير شكل دماغ هذا النوع من القرش، لكنهم يعتقدون أن لديه قدرة هائلة على تصوير المنطقة المحيطة به على نطاق واسع، خاصة أن العينين على طرفى «المطرقة». بعض أنواع القرش صغيرة للغاية ولا يتجاوز طولها 20 سنتيمترا، في حين توجد أسماك ضخمة كهذا القرش الحوتي الذي يزيد طوله على 13 مترا ويزن أكثر من 12 طنا، والقرش الحوتي ليس خطيرا على الإطلاق، بل يمكن أيضا للإنسان التمليس عليه دون خوف. هذه أيضا سمكة قرش رغم أنها تبدو مثل الأسماك الغضروفية. يعيش «القرش الملائكي» مستقرا في قاع البحر في انتظار غذائه، وهو عبارة عن أسماك صغيرة والقواقع البحرية، وليس الغواصين.
